إن أردت أن تسقط نظاما فاسدا أو تابعا، فعليك أن تبدأ بالطبقات والقوى التي يمثلها ويدافع عنها، فالنظام ليس رئيسا و حكومة، ولا مادة في دستور أو نصا في قانون، بل هو شبكة معقدة من المصالح الداخلية والخارجية التي تقاتل و تقتل دفاعا عن نفسها.
***
أولا ـ مشاهد ولقطات من دفتر الأحوال :
«ليس لرأس المال وطن، فوطنه الوحيد هو الربح، والربح فقط، وبأي وسيلة، وبلا أي قيود من الوطنية أو الدين أو القيم أو الأخلاق أو العدالة أو المصلحة العامة» حقيقة ثابتة
***
«حرصت الولايات المتحدة منذ السبعينات على إقامة شراكة مع القوى والفعاليات المؤثرة والمالكة لكل عناصر القوة والنفوذ في مصر : الطبقة الحاكمة وطبقة رجال الأعمال والنخب الإعلامية والسياسية»آفى ديختر ـ وزير الأمن الداخلي الصهيوني ـ 2008
***
«إن المجتمعات الناجحة تسلم اقتصادياتها للقطاع الخاص» جورج بوش ـ نوفمبر 2003
***
«إن حرية السوق والتجارة المتحررة من الحكومات تمثل دعامة أساسية لإستراتيجية الأمن القومي الأمريكي» الإعلان الإمبراطوري الأمريكي ـ 5/10/2002
***
«تشجيعا للقطاع الخاص المصري .. يتم إتاحة تمويلا له من برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية لتوفير ما يلزمه من واردات سلعية من الولايات المتحدة الأمريكية .. بتسهيلات ائتمانية بدون فوائد تصل إلى 8 سنوات.. أما الشركات التي تزيد نسبة ملكية القطاع العام بها عن 20 % فلا يمكنها الاستفادة من البرنامج» من برنامج الاستيراد السلعي الأمريكي
***
«10 مليون دولار منحة من المعونة الأمريكية للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، ساهمت في إهدار 90 مليار دولار من أموال الشعب المصري في برنامج الخصخصة الذي قاده هذا المركز تحت إدارة جمال مبارك» واشنطن بوست ـ 2011
***
«على مصر أن تصطلح مع ماضيها ـ من رجال أعمال مبارك ـ إن أرادت أن تحصل على قرض الصندوق» السفيرة الأمريكية آن باترسون
***
«للأسف كل فريق الأحلام مثل يوسف بطرس غالى ورشيد محمد رشيد، الذين بدأت بهم مصر الإصلاحات الاقتصادية، أصبحوا الآن في السجون أو هاربين» ستيفن كوك ـ موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية
***
«القبض على رجال الأعمال يهدد الوضع الاقتصادي ويطرد الاستثمار العربي والأجنبي» نجيب ساويرس دفاعا عن رجال أعمال مبارك ـ مايو 2011
***
«سيتم إصدار قانون مصالحة مع رجال الأعمال، لبث الثقة في الاستثمار، وإبراء الذمة مع رجال الأعمال الذين تعاملوا مع الحكومة وقاموا بشراء أراضى وأقاموا مشروعات مع الحكومة» المجلس العسكري ـ مايو 2011
***
«يجرى الآن وضع اللمسات النهائية لقانون “التسويات” الخاص برجال الأعمال، الذين غادروا القاهرة على خلفية أحداث 25 يناير، وذلك بما يضمن التصالح معهم، بهدف جذب مزيد من الاستثمارات وطمأنة رجال الأعمال المصريين والأجانب على استثماراتهم» وزارة الاستثمار ـ يناير 2014
***
«من الغباء والسذاجة أن نستثمر أموالنا في تصنيع سيارة مصرية، فالأضمن لنا أن نأخذ توكيلا لإحدى الماركات العالمية لنغرق بها السوق، ونأخذ نسبتنا» رجل أعمال مصري
***
•نوصيكم بدعم السلام مع إسرائيل والتطبيع معها، فهذا يشجعنا على مزيد من الاستثمار معكم
•تمام يا أفندم
«حوار بين ممثل أحدى الشركات الأجنبية الكبرى وبين وكيلها رجل الأعمال المصري»
***
«يرفض المصريون بكل فئاتهم التطبيع مع إسرائيل، فيما عدا فئة واحدة، هي رجال الأعمال، فهم يتقاتلون من أجل أسبقية التطبيع معها في اتفاقيات الكويز والغاز والبترول»
***
«جلال الزوربا متفاخرا : ليست الحكومات هي التي تقربنا للسلام، وإنما الجمهور هو الذي يجب أن يوجه الحكومات كي تتقدم للأهداف التي يريدها، لقد ولدت مبادرة اتفاقية الكويز سنة 1996 في القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال» في لقاء مصري إسرائيلي بجامعة تل أبيب يوم 19 يونيو2005
***
«أسس حسين سالم مع أبو غزالة شركة أمريكية لشحن أسلحة المعونة العسكرية إلى مصر، وكان شريكهما هو “توماس كلاينز” مسئول سابق في المخابرات المركزية، ثم اكتشفت السلطات الأمريكية أن “سالم” يزور الفواتير، فحاكمته أمام محكمة فيدرالية في ولاية فرجينيا، ودفع محاميه بأنه سرق المال العام المصري وليس الأمريكي، ولكن المحكمة رفضت دفاعه وحاكمته بتهمة النصب على وزارة الدفاع الأمريكية وأدانته» شريف بسيوني أستاذ القانون الجنائي الدولي بجامعة ديبول، بشيكاغو
***
«ثلاث شركات تستحوذ على 80 % من مشتريات الهيئة العامة للسلع التموينية من القمح» الجهاز المركزي للمحاسبات ـ ابريل 2011
***
شركة القلعة لصاحبها “أحمد حسنين هيكل” استحوذت على 125 مليون $ من جملة قرض بقيمة 150 مليون $ قامت هيئة التمويل الدولية الأمريكية OPIC، بتقديمه لدعم الاقتصاد المصري بعد الثورة ـ نوفمبر 2011
***
رفعت شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية دعوى قضائية ضد القرارات الحكومية القاضية بفرض حماية جمركية على بعض الواردات من المنسوجات والجلود، كما هددوا بتدويل القضية واللجوء إلى منظمة التجارة العالمية ـ يناير 2012
***
•أنا أنفذ حكم بخمس سنوات في قضية سياسية
•5 سنين مرة واحدة من أجل مجرد مبدأ، ما أغربكم أيها السياسيون !
حوار تم بالفعل بين معتقل سياسي ورجل أعمال فاسد في سجن طرة
***
على امتداد 40 عاما هي مدة حكم مبارك والسادات، لم يقبض على أي رجل أعمال بسبب آراءه السياسية أو معارضته للحكومة أو النظام، بل كل قضاياهم دائما هي قضايا مخلة بالشرف مثل الفساد المالي والرشوة النهب والسرقة و القروض وتهريب الأموال وقتل الفنانات .
***
• سنشترى هذه الشركة من القطاع العام المصري، ولكن بربع ثمنها
• كله ممكن، المهم أن تكون العمولات مغرية
«حوار بين المشترى الأجنبي ومسئول مصري»
***
• أريد قرضا كبيرا، ولكني لا أملك ضمانات كافية
• لا يهم، طالما سيكون نصيبنا الربع
«حوار بين رجل أعمال ومسئول البنك»
***
«بلغ حجم الائتمان الممنوح 600 مليار جنيه منذ عام 1975 وحتى 2011، حصل منه 33 شخصا فقط على نصفه بما يعادل 300 مليار جنيه بدون ضمانات» الباحث الاقتصادي عبد الخالق فاروق
***
«عندي لك معلومة تساوى الكثير: في غضون أسابيع، سيتم تعويم الجنيه وسينخفض سعره للنصف، فسارع بدولرة أموالك، ولا تنسى عمولتنا» اتصال من مصدر مسئول إلى رجل أعمال ـ مصر 2003
***
تم بيع ملايين الأمتار من الأرض لأحد رجال الأعمال بسعر خمسة جنيهات للمتر المربع، وحين أراد قرضا من البنك بضمان الأرض تم تقييم المتر بـ 300 جنيه
***
• 160 ألف مصري يملكون 40 % من ثروة مصر، بينما يعيش أكثر من 36 مليون مصري بأقل من 360 جنيه في الشهر «تقرير التنمية البشرية لعام 2007»
• يحصد أصحاب رؤوس الأموال 70 % من الناتج المحلى الإجمالي، مقابل 30% للعاملين «دراسة لأحمد النجار»
***
• ماذا أعددت للحلقة غدا ؟
• أعددت حلقة عن نهب الأراضي والقروض أيام مبارك
• هل أنت مجنون ؟ صاحب القناة سيفصلنا فورا
«حوار بين مذيع ومعد برامج»
***
• الإعلام يسيطر عليه 20 أو 25 شخص فقط
• وعلينا أن نتواصل مع هؤلاء بأسلوب الترهيب والترغيب
• فهم يهمهم جدا أن يتعاونوا مع القوات المسلحة
• ولابد من إظهار الخط الأحمر للناس دي ( يقصد العين الحمرا)
• ونريد طاقم منا يبدأ الحوار مع هؤلاء الناس ، بشكل غير معلن وبشكل منفرد في الغرف المغلقة
«الضابط عمر في حديث مع السيسي»
***
بضعة أفراد لا يتعدون أصابع اليد، يقررون كل مساء، ماذا سيقرأ ويشاهد المصريون غدا، ومن يجب أن يحبوه ومن يتوجب أن يكروه، وما هي القضايا التي سيتم التركيز عليها، والحقائق التي يجب طمسها؛ إنهم رجال الأعمال ملاك المنابر الإعلامية الورقية والفضائية
***
«سأقوم بزيارة للولايات المتحدة خلال النصف الأول من شهر فبراير 2014 على رأس وفد مصري يضم عدداً من أعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي وغرفة التجارة الأمريكية، بهدف دعم وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين وخاصة على الصعيدين التجاري والاستثماري»
منير فخري عبد النور ـ رجل الأعمال ووزير السياحة الحالي
***
يعاقب بالسجن المشدد «كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار جمعيات أو هيئات أو منظمات ترمى إلى سيطرة طبقة اجتماعية على غيرها من الطبقات» المادة 98 (أ) من قانون العقوبات
***
«لماذا خنتم أمانتكم، وجعلتمونا نتقاتل على كسرة الخبز وأفقرتمونا وحرمتمونا من شربة ماء، وأسكنتمونا القبور أحياء وأقمتم لأنفسكم المنتجعات وأثقلتم ظهورنا بالضرائب وأفقدتمونا الأمل فى المستقبل، فأقدم بعضنا على الموت انتحاراً أو غرقاً أو حرقاً؟!…مصر حكمتها مجموعة من المماليك واللصوص» من مرافعة محمد النجار، رئيس نيابة الأموال العامة، في جلسة محاكمة أحمد المغربي، وزير الإسكان السابق، وعهدي فضلى، رئيس مؤسسة أخبار اليوم السابق، ورجلي الأعمال الهاربين ياسين منصور ووحيد متولي.
*******
ثانيا ـ الأمريكان والطبقة الحاكمة :
• عندما أرادت الولايات المتحدة تثبيت وتأمين النظام الذي أنشأته في مصر بعد 1974، قامت بتصنيع طبقة قوية من رجال الأعمال المصريين تابعة و موالية لها وصديقة لإسرائيل، تتبنى المشروع الأمريكي وتدافع عن النظام وتحميه ضد باقي طبقات الشعب و قواه، وترتبط مصالحهما معا بروابط التوكيلات والتجارة والبيزنس .
• ولقد تم تصنيع هذه الطبقة بأموال المعونة الأمريكية الاقتصادية البالغة 815 مليون دولار سنويا منذ 1975، والتي تقلصت في السنوات الأخيرة فقط، فقامت بالتعاقد مع مئات من الأفراد والشركات على مئات المشروعات وبتسهيلات ائتمانية هائلة
• وتمت المهمة بنجاح وتم تصنيع طبقة “المصريين الأمريكان”، وهى التي تملك الآن مصر وتديرها، وهى التي قادت ضرب وتصفية الصناعة والمنتجات الوطنية المصرية لصالح المنتجات الأجنبية، وهى التي تعقد اتفاقيات البترول والغاز و الكويز والسياحة مع إسرائيل، وهى التي أدخلت الشتلات الزراعية الإسرائيلية إلى مصر وصدرت الاسمنت إلى الجدار العازل هناك، وما خفي كان أعظم .
• وهى التي تمتلك عدد من الصحف و القنوات الفضائية والجمعيات الأهلية، وتصدر ما تريد من القوانين والتشريعات،ومن رجالاتها تتشكل كل عام بعثات طرق الأبواب التي تحج إلى أمريكا كل عام لتصون العلاقات وتعقد الصفقات وتسجل التعليمات .
• أما عن باقي الشعب المصري فلقد وضعوه في القوائم السوداء، فتم استبعاده من الحياة الآدمية وحصاره بالشقاء المستمر والبطالة وربطه في طواحين الجري وراء لقمة العيش، بعد أن تخلت الدولة عنه ورفعت يدها عن قيادة التنمية في البلاد بأمر من الأمريكان ومؤسساتهم الاقتصادية الدولية.
• فخلت لهم الساحة، وانفردوا بالبلد وبمقدراته وبمصائره .
• وشكلوا فيما بينهم تنظيما طبقيا عصابيا، لنهب ثروات البلد ومقدرات الناس الغلابة و ارتكبوا آلاف الجرائم من الكسب غير المشروع واستغلال السلطة والاستيلاء على المال العام و السرقة والنصب والاختلاس والغش والتدليس والتزوير والرشوة وغسل الأموال وتهريبها وخيانة الأمانات والتلاعب في المزادات والمناقصات..الخ
• فلما قامت الثورة، ادعوا أنهم من الثوار واخترقوا الصفوف، واشتروا أعدادا كبيرة من الكتاب والمثقفين والنشطاء والأحزاب، وعكفوا في السر يدبرون سبل الانقضاض على ثورة يناير، وقادوا ومولوا ونظموا بنجاح و ذكاء منقطع النظير كل تفاصيل الثورة المضادة.
• ومرة أخرى، أخطأت التيارات السياسية الرئيسية، بسماحها لهؤلاء باختراق صفوفها، وتحالفت معهم وتصالحت على جرائمهم، كما لم تخرج مليونية واحدة يتيمة، ضد استغلالهم للشعب و احتكارهم لثرواته، لتطالب بمصادرة ثرواتهم غير المشروعة و تجريدهم من المقدرة على تمويل أي انقلاب على الثورة، وتم تركهم طلقاءً أحرارا يديرون المشهد ويتحكمون فيه، وكان هذا أحد أخطائنا القاتلة .
• أما عن حلم العدالة الاجتماعية فلقد تراجع و انزوى وتحول إلى مجرد شعار أجوف نثرثر به هنا وهناك في صحف و قنوات صناع الظلم الاجتماعي و قادة الثورة المضادة.
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

0 التعليقات:
Post a Comment