«خنازير وقردة وكالة ناسا الأمريكية للفضاء يخفون دليلا دامغا على صحة قصتى الإسراء والمعراج الكريمتين، وهو اكتشاف آثار نعلى الرسول (ص) على كوكب المريخ.. استحلفك بالله أن تنشرها نصرة لنبينا الكريم، وإن لم تفعل فاعلم أن الشيطان قد منعك».
ما سبق نص تداوله كثيرون على موقع الفيس بوك فى الساعات الماضية مصحوبا بصورة لآثار أقدام على سطح صخرى.
أى عاقل يقرأ هذه الخزعبلات لا يدرى هل يبكى حزنا أم يصمت كمدا أم يصرخ حتى ينفجر ويريح نفسه.
قد يقول قائل إن من يصدق هذه الأشياء قلة وبالتالى علينا ألا نكون «حنبليين»، لكن من يتابع «الفيس بوك» وبعض مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى يدرك أن هذا الأمر ينتشر ويتوغل فى عقول كثيرة مثل الحمى .
أصحاب هذه الأفكار هم سبب مصيبتنا، هم منعزلون داخل ذواتهم لا يعرفون أن ما يفصلنا عن العالم المتقدم ملايين السنوات الضوئية.
الغرب الذى يصفه بعضنا بالكافر يسجل اختراقات علمية كل لحظة وآخرها ما حققته امريكا حينما أرسلت المسبار «كوريوزيتى» فى الأسبوع الماضى إلى سطح المريخ فى رحلة تستغرق عامين وتتكلف 2.5 مليار دولار للبحث عن مقومات حياة هناك.
قبل ثلاثة أيام أعلنت « ناسا» أنها استقبلت لأول مرة فى التاريخ تسجيلا لصوت بشرى من الكوكب الأحمر.
التسجيل بصوت مدير ناسا تشارلز بولدن تم إرساله قبل أسبوعين حينما هبط المسبار على المريخ، ما يعنى أن رواد الفضاء سيكون بمقدورهم التواصل مستقبلا مع الأرض.
الغرب الذى نراه «منحلا» يتقدم فى كل ثانية ونحن نعيش فى «البلالة والأوهام»، وعلى طريقة «فقر وعنطزة» «نلعن سنسفيل» وكالة ناسا ونطالبها بإظهار صورة هبوط الرسول «عليه السلام» لنثبت صحة ما ورد فى القرآن بشأن الإسراء والمعراج!!.
يا سلام، ما هذا التخلف والهبل والعبط؟!.
الطبيعى أن نجتهد نحن المسلمين ونصل إلى المريخ وكل الكواكب الاخرى ونبحث عن المعجزات بأنفسنا، وليس منطقيا أن ننتظر من «الأعداء» أن يعطوا لنا أسرار اكتشافاتهم إذا صح أنها موجودة فعلا.
ثم هل نحن فى حاجة لدليل حتى نتأكد مما ورد فى القرآن.
كثيرون لا يؤيدون حكاية البحث عن ظواهر تؤيد الإعجاز العلمى فى القرآن لأن بعض الأبحاث والاكتشافات قد يثبت عدم صحتها لاحقا باكتشاف جديد، فماذا سنفعل وقتها؟!.
الغرب الذى نراه «فاسقا» هو الذى يقدم للبشرية كل يوم اختراعا جديدا ندفع «دم قلوبنا» كى نستورده لاحقا فى حين نكتفى نحن غالبية المسلمين بالتريقة وسب وشتم الغرب من دون أن نفعل أى شىء كى نتقدم ولا نصبح عالة على البشرية.
بدلا من أن ينفتح هؤلاء «المنغلقون» على العالم وتقدمه يزدادون ولوجا فى عالم الظلمات .
أمثال هؤلاء هم أفضل وقود لأى نظام حكم يريد تخدير الناس سواء كان باسم الوطن أو الدين أو الأخلاق.
هؤلاء لا يناقشون لأنهم لا يقرأون، ولو قرأوا لا يفهمون، ولو فهموا لا يستوعبون.
بدلا من أن يضغط هؤلاء على حكوماتهم لتزيد من ميزانية البحث العلمى، علهم يخرجون من دائرة تخلفهم، نراهم يهاجمون بغباوة الجانب المضىء المهم فى الغرب.
هذا الغرب له تاريخ استعمارى حافل معنا ومع كثير من أمم العالم، احتلنا وأضرنا وسرقنا، ولا يزال يدعم إسرائيل حتى هذه اللحظة، وهذا هو الجانب الأكثر إظلاما عنده، لكن فيما يتعلق بالعلوم، والاكتشافات فالبشرية كلها مدينة لهذا الغرب فى القرون الأخيرة مثلما كانت مدينة للحضارة الإسلامية ذات يوم.
وأخيرا أستحلفكم بالله لو رأيتم أمثال هذه الخزعبلات فلا تنشروها حتى لا تزداد فضيحتنا بين الأمم.
0 التعليقات:
Post a Comment