في أحد الأيام تلقينا رسالة من إدارة الجامعة البلجيكية الكاثوليكية تخبرنا بذعر بطلب فصل جمعية الطلبة الدولية للمسلمين عن الجامعة، وطلب نزع شعار الجامعة المزين بالصليب من كل ما ينس
ب للجمعية التابعة اصلا للجامعة. و السبب "معاداة السامية"، و أن عددا من المحامين قد بدأ بالفعل في التحرك، و أن الجامعة تريد قطع اي صلة بالجمعية. و الجامعة -الكاثوليكية- ذاتها هي من يدعمنا بمبنى كامل فيه مسجد و مكتبة و شقة سكنية و مضيفة، بخلاف غرفة أخرى، و دعم مادي للأنشطة الأساسية كصلوات العيد.
بعد تمحيص، اكتشفنا أن موقع الجمعية البسيط، رشح عددا من المواقع للقراءة عن الإسلام، منهم موقع طريق الإسلام. الموقع في نسخته الإنجليزية لا يوجد فيه شيء، ولكن في النسخة العربية، هناك ترشيح لمقالات أحد الكتاب. الكاتب في موقعه الشخصي يهاجم الهولوكوست (محرقة اليهود على يد الألمان)، أو بالأحرى يجادل هل حدثت فعلا؟!
الحاصل أن لكل حدث يُأذي يهودي، يتجمع فيه عدد من المحامين الدوليين ليقيموا قضية، ولا يهدأ لأحدهم بال حتى يضمن ألا يتكرر الأمر، حتى أصبح ذكر اليهود أو المحرقة ولو بطريقة غير مناسبة حتما يؤدي لغرامة و إيقاف عن العمل و ربما سجن. ولو بطريق غير مباشر. و لا مجال لإعادة ذكر برامج الكراود سورسينج التي تساعدهم على تقرير مثل هذه المشاكل.. إلخ.
الحاصل في المقابل عند المسلمين، أن كل حدث يتبعه شيخ يخرج بحقد الدنيا و غلها، أن "انصروا الرسول"... و يقول بكير الأرض احرقوهم! تجمهروا...
و نصرته ليست بالتجمهر كما الذباب في بلادكم، ماذا يفيد قطيع من الغاضبين على أسوار أحد السفارات؟ ما الضامن أن ذلك لن يحدث مجددا؟؟ لا شيء. في يدك جاز، و في يده نووي.
هناك محاكم دولية، و هناك سبل قانونية أخذ بها غيركم للحفاظ على مقدساته. هناك قوانين رادعة تهدد بإغلاق يوتيوب نفسه لو تجرأ على المقدسات... ولكن أي مقدسات؟
لا يفيد تجمهر مليار شخص "لنصرة الرسول"، ولكن يفيد محام دولي واحد فذ بجماعة لا تهدأ. و ربما أموالكم. كلكم على ثغر... كلكم يدافع ويذود عن أمر. تجمهر الذباب لا يفيد. شخص واحد عالم عاقل مخلص عامل... لها.
ولكن من يشمر؟!
لكل معركة وقتها، و أساليبها... ولكل ثغر رجل "واحد" يفصح عن نفسه... ولو كان في صناعة إبرة، ولكننا نجيد التجمهر، ولا نجيد صناعة الإبر، لأن نفس الذي ذكر لك أهمية الرسول صلى الله عليه وسلم، علمك خطئا أن نصرته أن تكون "ذبابة"، و الرسول يريدك ليثا. الرسول يحبك كأسامة تقود جيشا في صغرك... الرسول يحبك قعقاعا رجلا بألف رجل. بينما آخر يريدك "صغيرا" ما حييت، ليمارس دور "الكبير" عليك، يريدك نقطة في بحر مريديه لتنهل من علمه عند أقدامه و كفى.
نصرته صلى الله عليه و سلم في أن تبرع في فن من الفنون و تسد بها حاجة، و تنزعنا مما نحن فيه...
ولكن من يشمر؟!
دمتم.
0 التعليقات:
Post a Comment