الاهرام

منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر صور فى أماكن مختلفة وبها أشخاص متباينون، تحمل في مجملها رسالة واحدة، مفادها أن الإسرائيليين يتعرضون لعنف كبير من جانب المقاومة الفلسطينية، وأن المدنيين الإسرائيليين يعيشون فى رعب.

هذه الرسالة، التى تصدرها إسرائيل وآلتها الإعلامية، موجهة بالأساس إلى الرأي العام العالمى، لتكسب الدولة العبرية تعاطفه، وهو ما ظهرت نتيجته جلية فى ردود الأفعال الغربية على ما يجرى في غزة، حيث يساوى الغرب في أفضل الظروف بين الجانى والمجنى عليه، وبين الضحية والجلاد.

وقد ساهمت وسائل الإعلام العربية، سواء عن جهل أو عن سوء قصد في تدعيم هذه الفكرة، بنشر تلك الصور والفيديوهات للإسرائيليين وهم يعبرون عن رعبهم من قذائف المقاومة الفلسطينية، وهو الفخ الذى قررت إدارة "بوابة الأهرام" التحريرية عدم الوقوع فيه، بالامتناع عن نشر مثل هذه الصور، حتى لا نساهم بأي شكل في تنفيذ مخطط الآلة الإعلامية الصهيونية.

فالإعلام يشكل حجر الزاوية في الإستراتيجية الإسرائيلية منذ قيام الحركة الصهيونية على يد "تيودور هرتزل", ‏فعملية تأليب الرأي العام العالمي ضد العرب وتشويه صورتهم وتزييف حقيقة وعدالة قضيتهم هي سياسة تتم صياغتها بعناية فائقة من المسئولين الإسرائيليين.‏

ولذلك فإن النظام الإسرائيلي لديه عقيدة بهذه الفكرة ويعمل بكل جهد من أجل تكريس هذه الفكرة لدي المواطن الإسرائيلي وتصديرها إلى الرأي العام العالمي، لأن ذلك يعد من مصالح إسرائيل العليا, والهدف من هذا القول هو إضفاء الشرعية على الممارسات الإسرائيلية البشعة والعدوانية واعتبارها دفاعاً عن النفس ضد الأخطار، التي تتهددها كما تدعي.

وتحاول إسرائيل من خلال عملية دمج الإعلام بالسياسةالخارجية والعسكرية في ظل الدعم الغربي إعلامياً وسياسياً ومادياً وعسكرياً أن تبث في نفوس العرب اليأس والإحباط للتخلي عن المقاومة التي هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة, وهذا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحاق رابين": إن السياسة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية يجب أن تنطلق من أن إسرائيل قد أصبحت حقيقة ثابتة في المنطقة العربية وأن مهمتها تتجسد في مواجهة العرب بتلك الحقيقة على الصعيد العالمي، وتوضيح مقدار عجز العرب في تغيير هذه الحقيقة المؤكدة التي يجب أن يقروا بها ويتصرفوا على ضوئها.‏

والعائد للتاريخ يستطيع أن يلمس أن الإعلام العربي لم يكلف نفسه عناء التصدي للدعاية الصهيونية في الغرب في الوقت الذي استطاع فيه الإعلام الغربي إقناع الرأي العام هناك بأن ما يفعله العرب أمر فيه تعصب وعنف وعدوانية، و فوق هذا مناهض للسامية.. وأن إسرائيل هي الحليف الغربي الوحيد في الشرق الأوسط.

3 التعليقات:

  1. ياعم ميتحرق العالم سنين واحنا بنتقتل واطفالنا يتتحرق وتقولى العالم لسه هنخاف من الرأى العالمى قال يعنى امريكا محتاجه لصور عشان تبرر دعمها لاسرائيل

    ReplyDelete
  2. مش فاهم ,, ماهى صور الغزاويه بردو بتنشر وكلنا شفناها .. زى الاطفال المحروقييين :( :(
    اما ده مجرد صور رعب لكنهم عايشييين وزى القرووود

    ReplyDelete
  3. يا جماعة أنا مع الكاتب ، أحنا بنشوف الصور بتاعة فلسطين فى وسائل الإعلام بتاعتنا أو وسائل الإعلام الأجنبية الموجهة للعرب والناطقة باللغة العربية ولكن وسائل الإعلام الأجنبية والمتحدثة بالإنجليزية والتي يتابعها الشعب الغربي تفعل كما يقول الكاتب ، تقلب الحقائق ( كعادة اليهود كما أخبرنا القرآن) وتأتي بما يحدث داخل اسرائيل فقط وتصوره على أن الفلسطينين يعتدون على الصهاينة العزل والأطفال ولذلك فجيش الدفاع الإسرائيلي لابد له من الرد على هذا العدون الغاشم من قبل الفلسطينيين الأشرار الذين لا يعرفون أي شئ عن الإنسانية أو مراعاة الحرمات وهي دي النغمة نفسها اللي عملوها مع ألمانيا على موضوع المحرقة ويطلعوا صور للمحرقة ويبكون ويتباكو بوسائل الإعلام وعملوا أفلام وكتب ومذكرات ويكبروا الموضوع وينفخوا فيه لحد ما عملوا قانون معاداة السامية اللي قارفن العالم بيه وكذلك مع فلسطين بيخلوا المواطن الأمريكي يدعم الرئيس اللي بيساعد اسرائيل ضد الفلسطينيين الهمج القتلة الارهابيين.

    ReplyDelete

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -