لم تكن إسرائيل على الإطلاق فى هدنة مع مصر فضلا عن أن تكون صديقا رغم توقيع اتفاقيات للتسوية تسمى باتفاقيات كامب ديفيد، فطوال العقود التى أعقبت حرب عام 1973 لم تتوقف إسرائيل عن استخدام كافة الوسائل غير المشروعة لإيذاء المصريين بدءا من التجسس ومرورا بنشر الإيدز والعملات المزيفة والأمراض وغير ذلك، وكان نجاح الثورة المصرية هو أكبر ما تعرضت له إسرائيل من تهديد منذ قيامها، لذلك تسعى إسرائيل بكل قوتها حتى لا تستقر مصر ولا يكون بها دستور أو مجلس تشريعى أو حكومة قوية، وهناك دلائل كثيرة تؤكد أن أيدى إسرائيل ليست بعيدة على الإطلاق عن إثارة الفتن والقلاقل فى الشارع المصرى علاوة على بث الأكاذيب والإشاعات وتهييج الشارع طوال العامين الماضيين، وهناك شواهد كثيرة على أن الشارع يهدأ حينما ترفع إسرائيل وحليفتها الأمريكية أيديهما ويشتعل حينما تتدخلان، ولعل الطرف الثالث الذى يتحدثون عنه كثيرا طوال الأحداث الدامية الماضية له أذرع كثيرة أقواها الذراع الإسرائيلية والأمريكية، وقد أرسل لى الصديق صالح النعامى (أبرز الصحفيين العرب المتخصصين فى الشأن الإسرائيلى) رسالة من مصادر إسرائيلية حوت تفصيلات مذهلة عما تقوم به إسرائيل من حرب تجاه مصر تهدف إلى عدم استقرارها وعدم إقرار دستورها أو قيام مجلس تشريعى بها أو نمو اقتصادى، وسوف أقتطف بعض هذه الأخبار ليعرف القارئ إلى أى حد مصر مستهدفة من الخارج وأن العدو الرئيسى لها هو إسرائيل بإمكاناتها وإمكانات حليفها الأمريكى:

«كشف التليفزيون الإسرائيلى فى 20-12-2012 النقاب عن أن الملياردير اليهودى الأمريكى شيلدون أدلسون، المقرب من نتنياهو، يجرى اتصالات مع نشطاء أقباط فى الولايات المتحدة لشن حملة دعائية لنزع الشرعية الدولية عن مرسى، عبر استخدام وسائل الإعلام الأمريكية وإقناع أعضاء الكونجرس الأمريكى بسن تشريعات جديدة تحظر تقديم مساعدات لمصر بزعم أن الدستور المصرى يمس بحقوق الأقباط والمرأة. ونوه مراسل التليفزيون فى واشنطن إلى أن أدلسون قد عقد لقاءات برفقة نشطاء أقباط مع نواب فى مجلسى الكونجرس لهذا الغرض. ويذكر أن أدلسون على علاقة قوية جداً مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ فى الكونجرس، لاسيما أعضاء الحزب الجمهورى، حيث إنه أسهم بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الحملة الانتخابية للمرشح الجمهورى ميت رومنى؛ علاوة على أنه يسخر صحيفة (إسرائيل اليوم)، التى يملك جميع أسهمها والتى تعتبر أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً فى خدمة الخطاب السياسى لليمين الإسرائيلى ولنتنياهو تحديداً، لدرجة أن هناك من المعلقين الإسرائيليين من يطلق على هذه الصحيفة اسم صحيفة (الثورة)، فى إشارة إلى صحيفة (الثورة) السورية، الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم فى سوريا. وقد أكد مراسل التليفزيون أنه لا يساوره شك بأن تحرك أدلسون يأتى بالتنسيق الكامل مع ديوان نتنياهو، الذى شعر بغيظ وحنق شديدين بسبب موقف مرسى خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة».

الخبر يؤكد أن الحرب التى تشن على الدستور والتى من المقرر أن يتوجه ما يقرب من نصف المصريين اليوم إلى صناديق الاقتراع من أجل الجولة الثانية من التصويت عليها تلعب إسرائيل دورا مهما فى إشعالها وتستخدم الدعاية الخاصة بحقوق الأقباط والمرأة حتى تشيع الأكاذيب وتحرض أعضاء الكونجرس على شن الحرب على مصر، غير أن الأمر لم يقف عند حد الدستور ولكن التحريض الإسرائيلى المباشر وصل إلى حد التحريض على الرئيس مرسى والسعى لإسقاطه وإسقاط نظام حكمه بسبب موقفه من معركة غزة الأخيرة.

نكمل غدا.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -