أولاً:


سقوط الإعلان الدستوري لا يعني سقوط الدعوة للاستفتاء ... لأن التأسيسية أنهت عملها في موعدها وقبل موعد حكم الدستورية ... بالتالي إذا سقط الإعلان الدستوري فإن هذا لا يمس التأسيسية من قريب أو بعيد

وهذا يعني أن النزول اليوم لا يهتم إطلاقاً بالدستور بعكس ما يدعي

---

ثانياً:
سقوط الإعلان الدستوري الآن لا يعني إلا شيء واحد ... عودة النائب العام عبد المجيد محمود ... نعم سيعود لمدة عشرة أيام فقط حتى الاستفتاء لكن سيأتي نائب عام جديد من اختيار مجلس القضاء الأعلى وهو ما يعني أنه قد يأتي مماثلاً لعبد المجيد محمود

طيب ... ما قيمة النائب العام الآن؟
كل حوادث إلقاء القبض على البلطجية في محمد محمود خلال الأيام الماضية كان يعقبها إفراج عنهم مباشرة بأمر من النائب العام ... ثم يعود المفرج عنهم للبلطجة من جديد

لماذا توقفت الاشتباكات في محمد محمود وقصر العيني بعد تعيين النائب العام الجديد؟! هل جاء حق الشهداء أخيراً؟!

لا، ولكن لأن كل المقبوض عليهم الآن لا يتم الإفراج عنهم، وبالتالي فإن منبع البلطجة بدأ يجف ... محمد محمود الآن يجب أن يتوقف حتى لا يجف المنبع أكثر ... لأن النائب العام الجديد لا يُفرج عنهم

---

ثالثاً:

لماذا المظاهرات اليوم بالذات؟!

لأن اليوم كانت محكمة القضاء الإداري تنظر دعوى إبطال الإعلان الدستوري الجديد ... والمحكمة بقيادة المستشار "المسيحي" فريد نزيه تناغو، نائب رئيس مجلس الدولة. لكن دفاع الإخوان طالب برد المحكمة لأنها أعلنت موقفها من الإعلان الدستوري قبل هذا، فقام القاضي بتأجيلها للغد .. الغد فقط لنظر في أمر رد المحكمة ... مع أن قضية إلغاء الإعلان الدستوري المكمل لطنطاوي تم تأجيله طويلاً

عندما يكون هناك غطاء قضائي للفوضى التي تنوي إشعالها في البلاد ... فإن هذا قد يثير الجيش للتدخل حتى لو كان قد اتفق من قبل على عدم التدخل

ولهذا كان هناك تصعيد غير مفهوم للأحداث في محمد محمود ... وإصرار على الاشتباك مع الداخلية بشكل مريب ... كنا هناك وشاهدنا افتعال الأحداث بأعيننا ونحن لا نفهم ما يجري بالضبط

واستمرت الاشتباكات ليل نهار، وتزامن في نفس الوقت انسحابات متتالية من تأسيسية الدستور لتهيئة الرأي العام ...

كانت النية أن تبقى الاشتباكات في محيط التحرير مشتعلة حتى اليوم الموعود ... يوم ٢ ديسمبر ... ليبدأ سيناريو إسقاط الرئيس في خطواته الجدية

يوم ٢ ديسمبر الماضي كان يتم فيه الإعداد لهجمة شرسة من الفوضى تزامناً مع الحكم الذي كانت الدستورية العليا تعتزم إصداره بحل التأسيسية والشورى وإعادة العمل بالإعلان الدستوري المكمل ... إشعال فوضى وتصدير حالة كحالة يوم جمعة الغضب والاستناد لغطاء قضائي سيجعل لعاب الجيش يسيل ليتولى السلطة في البلاد ويطيح بمرسي وبجماعته ...
لكن مرسي فطن لهذا الأمر وأصدر الإعلان الدستوري في خطوة استباقية بديعة ستُدرس في كتب السياسة ... فأفشل المخطط المتكامل ضده

واليوم، كانت هناك محاولة مماثلة ... لكنها ليست بنفس خطورة المحاولة الأولى ... وكانت الرغبة في أن يتم الاستناد لحكم محكمة القضاء الإداري لإلغاء الإعلان الدستوري وتصدير حالة من الفوضى ثم مناشدة الجيش ... لكن تأجيل الحكم لليوم أفسد عليهم يومهم، وأصبح اقتحام القصر في غير صالحهم، وربما يعتصمون أمام القصر انتظاراً لما ستفعله المحكمة

---

رابعاً:

أعلم أن هناك ثوريين حقيقيين في مظاهرات اليوم ... أعلم أن منهم من حمل روحه على كفة يوم ٢٥ يناير وجمعة الغضب وفي أحداث محمد محمود يوم أن تخلى عنا الإخوان وقتها ...

لكن، يجب أن تُدرك أنك قد وضعت يدك في يد رجال النظام السابق ... وهؤلاء ... يستخدمون أقذر الأساليب من أجل الحفاظ على مصالحهم ... كانوا يحاربونك من قبل بالقضاء والرصاص الحي ... واليوم، وهم يحاربون الرئيس الشرعي المنتخب، الذي تكرهه أنت أيضاً، فإنهم يستخدمون أساليب مخيفة، وستجد نفسك فجأة متورطاً معهم دون أن تدري.

إن مُلاك القنوات الإعلامية التي تتابعها اليوم وتراها تناصرك وتساعدك وتثور معك هم رجال أعمال سيأتي النائب العام الجديد بملفات فسادهم قريبا، وعليهم أن يتخلصوا منه، وأنت بوقوفك معهم تساهم في رحيله، وبقاء ملفات فسادهم

مهما كنت تكرههم، ولكن وقوفك معهم في نفس الزمان والمكان والمعركة يعني أنك قد سقطت في مستنقع قد لا تستطيع الخروج منه فيما بعد

واهم يا صديقي لو تخيلت أنهم سيحترمون القانون بعدها ... وسيأتون بدولة فيها أحلامك وآمالك ... واهم إن ظننتها عادلة منصفة وجميلة ...

إنه وجهك الثائر ... يتوارون خلفه ... حتى ينتصرون، ثم تأتيك الطعنة في ظهرك

إنهم ينتظرون الخلاص من صاحب الشرعية، ليفترسونك بعدها ... وتعود دولة الظلم ... دولة النظام القديم!

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -