"قبل الانتخابات لا بد من استقطاب المواقف، وأن البناء فى المستوطنات جزء من هذه العملية".. بهذا التصريح كشف أحد كبار المسئولين فى حزب "الليكود بيتنا" لصحيفة معاريف أن التنافس فى إظهار العداء للفلسطينيين وتعزيز الاستيطان ستكون أوراقا رابحة خلال الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، التى ستجرى فى 22 يناير المقبل 2013"، مشيرا إلى أن المصادقة على البناء فى منطقة "E1" فى هذا الوقت بالذات، هو جزء من الحملة الانتخابية للحزب.
وأكد المسئول -الذى رفض الكشف عن هويته- السعى وراء أصوات المقترعين وإرضائهم، وقال: "لقد فهمنا أن جمهور المصوّتين لليكود هم من داعمى البناء فى القدس والمستوطنات، وعليه فلا بد من العمل على إرضائهم".
وتتوالى تصريحات الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة فى الانتخابات حول الشعار الأبرز للمنافسة؛ وهو إظهار عداء أكثر يصل لحد "التطرف"، والمطالبة بتعزيز الاستيطان فى الأراضى المحتلة بما فيها القدس لكسب أصوات الناخبين.
ويبدو أن الاستيطان والعداء للعرب جاءت بنتيجة بالفعل، خاصة أن الأحزاب تتعامل مع ناخبين بعضهم يميل لمثل هذه الممارسات، خاصة بعدما أظهر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" أن مكانة حزب "البيت اليهودى" آخذة بالتزايد بسبب مواقفه المعروفة من الاستيطان، ودعمه غير المحدود للبناء فى القدس والضفة الغربية، الأمر الذى أدى بزعيم الحزب نفتالى بينت للتصريح بالقول "إنه على استعداد لدخوله السجن على أن يقوم بإخلاء يهودى من بيته".
البعض اعتبر أن هذه التصريحات جزء من حملة مسعورة للفوز بأصوات المستوطنين، وجاءت بنتيجة "كلما تكون متطرفا أكثر تكسب"، حيث وضعت حزب "بينيت" -المتشدد- للمكانة الثالثة فى قائمة الأحزاب المتنافسة فى الانتخابات بعد قائمة "الليكود بيتنا" -الذى تراجعت شعبيته مؤخرا- وحزب العمل.
وتكالبت الأحزاب على إظهار تبنيها ومساندتها لعمليات استيطان أوسع، بل إدخال ذلك خلال برامجهم الانتخابية، حيث ذكرت مرشحة حزب العمل أن الحزب يسعى لعدم "تجفيف" المستوطنات، فى حين تعمد يائير لبيد زعيم حزب "يش عتيد" إطلاق حملته الانتخابية من قلب مستوطنة "اريئيل" بالضفة، ليؤكد هذه المنهجية الانتخابية.
وتأكيدا على هذا المسار بدأت لجنة الانتخابات المركزية بشن حملة موازية على الأحزاب العربية التى تريد الترشح وفتح المجال للأحزاب المعادية للعرب، وقامت اللجنة بالفعل بالمصادقة على شطب عضو الكنيست حنين الزعبى من قوائم المرشحين للكنيست، فى حين أبقت على حزب "العظمة لإسرائيل" المعروف بعدائه الشديد للعرب رغم جميع المحاولات والطلبات التى تم تقديمها لشطبه.
ولم يغب رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو عن المشهد "الممنهج"، فقد صرح بأن وزارتى الإسكان والداخلية لن تكونا بأيدى حزب "شاس" فى التشكيل الوزارى القادم، فى محاولة لـ"مغازلة" البيت اليهودى بزعامة بينت الذى يعتبره نتنياهو بـ"التهديد الحقيقى له"، إلا أن ذلك لم يرض "حزب شاس"، حيث سارع أحد أضلاع القيادة الثلاثية للحزب آريئيل آتياس فى توجيه تهديد مبطّن لنتنياهو على ذلك بقوله: إنه دون شاس لن يكون لنتنياهو حكومة.
ففى تصريح له لصحيفة هآارتس قال آتياس: "من الناحية النظرية ووفقا للحقائق على الأرض فإن نتنياهو سيكون رئيس الحكومة المقبلة فى إسرائيل، وهو يعلم أنه دون "شاس" لن يستطيع تحقيق ذلك".
ويبدو أن الأحزاب جميعها اتفقت على استغلال هاتين الورقتين فقط، والاستغناء عن تقديم برامج من شأنها إقناع الناخبين وغابت بالفعل البرامج.
0 التعليقات:
Post a Comment