مصراوى
أن تكون بين صفوف المعارضة بالمساء لا يمنع من الاعتراض عليهم في صباح اليوم التالي؛ ليس في المبدأ ولكن في الوسيلة، تتفق وتختلف لكنك في النهاية تصر على فعل ما تراه صحيحاً خاصة إذا ارتبط الأمر بـ''العيب''؛ حتى وإن احتد البعض في مخالفته لك فلا سبيل للتوقف أو الرد إلا بابتسامة أو إلقاء ''نكتة'' تسخر بها من حالك علها تثبتك على موقفك أنت ورفيقك الذي يسير معك غير مكترثين إلا بما تريدون.
هكذا كان حال '' محمد أحمد'' و'' محمود صبري''؛ شابان خرجا مع المتظاهرين اعتراضاً على الإعلان الدستوري يوم الثلاثاء الذي عُرف إعلامياً بـ'' الإنذار الأخير ... الزحف إلى الاتحادية''.
وقفا الشابان اللذان يعملان بإحدى المراكز التجارية الشهيرة أمام سور قصر الاتحادية وهتفا ضد الإعلان الدستوري، وأثناء عودتهم لمنازلهم نظرا إلى حائط السور فأصابهم الضيق لما كُتب عليه؛ فمن بين هذه الكتابات ما اختلف عن الرأي الذي عبروا عنه في هتافهم؛ حيث كانت أقرب إلى السباب والإهانة الشخصية .
وفي صباح اليوم التالي؛ حيث اعتصم البعض، ووسط أنباء تتردد عن قدوم مظاهرات مؤيدة للرئيس، وقفا '' محمد وصبري'' لكن هذه المرة أمام سور قصر الاتحادية بعيداً عن الصفوف، حاملين ''جرادل'' دهان وفرشاة يمسحون بها ما كتبت أيدي بعض الغاضبين من المعارضة.
''احنا مش تبع أي حاجة.. احنا من نفسنا بنعمل ده''.. تلك الكلمات التي ظلوا يرددونها ملحقين بها القسم لكل من يمر ويتوقف لسؤالهم؛ حيث أن قيامهم بذلك جعل الظنون تتجه أنهم من المحافظة أو تابعين للقصر الرئاسي، لكن واقع الأمر أنهم تطوعوا لعمل هذا بعد أن مروا صباحاً يوم اجازتهم من العمل فوجدوا الكتابات.
وما زاد من دافعهم للقيام بذلك تردد عامل المحافظة من إزالة الكتابات خوفاً من الاحتكاك مع بعض المتظاهرين، فقررا أن يساعدا عامل المحافظة الذي جاءهم بعد فترة قصيرة من قيامهم بالفعل في إزالة الكتابات، ليخبرهم بالتوقف وأنه سيأخذ ''العدة'' ويذهب، لكنهم أصروا على استكمال العمل، وذهبوا لإقناع موظف المحافظة بأنهم سيقومون بذلك بدلاً من العاملين لينتهي الأمر بذهاب المحافظة، وأخذ '' محمد وصبري'' الفرشاة و''جردلي'' الدهان مع تأكيدهم على ترك '' العهدة'' لدى صاحب أحد المحلات القريبة.
ردود الأفعال التي تعرض لها '' محمد وصبري'' تنوعت ما بين المؤيد بكلمات ''الله ينور يا رجالة''، ومن يعرض المساعدة في حالة احتياجهم لأي شيء؛ وشاب يمر يخبرهم أنه وأصدقائه قد قرروا أن يفعلوا ذلك لكنهم ''سبقوا بقى''، ومن يبادلهم المزاح بدعوته لترك أحد الكتابات فينادي ''محمد'' ساخراً : '' خلاص يا صبري سيب دي.. أقولك بروزها'' .
وآخرين يسألون عن سبب قيامهم بذلك فتأتي كلمات ''محمد'' الذي يمكن أن تعتبره المتحدث الرسمي :'' بنسمح عشان في كلام عيب ما يصحش حد يشوفه.. أنا اتكسف اختي أو أمي تبقى ماشية تشوفه ..عبر عن رأيك زي ما أنت عايز لكن مافيش داعي للشتيمة.. وما يصحش السور عليه آيات قرآن من فوق ويبقى تحته كلام مش كويس'' .
ولم يخل المشهد من المعارضين لما يقوم به الشابين، كالرجل الخمسيني الذي مر صارخاً فيهم '' بتعملوا ايه هتمسحوا هيتكتب تاني''، ومع عن رد الشابين لم يخرج عن الابتسام وذكر السبب غير أن دقائق قليلة ليظهر الرجل مرة أخرى لكن ليسكب الدهان على الأرض صائحاً '' ما تمسحش رأي الشعب'' .
لكن كلمات '' محمد'' للرجل الذي ابتعد مرة أخرى عن '' احنا بنمسح الشتيمة''، ويحول كلماته إلى ''صبري'' مازحاً '' طب شوفته دلق الجردل.. خد جردلك وأجري'' .
وعاد '' محمد وصبري'' للعمل وكأن شيئاً لم يكن؛ لكن بغمس الفرشاة هذه المرة بالدهان الذي ملأ الأرض؛ وعلى الرغم من تطوع شاب من بين المتفرجين؛ لكنهم لم يستطيعا استكمال إزالة الكتابات على امتداد حائط ''الاتحادية'' ربما خشية الاقتراب من المتظاهرين الذين زاد عددهم لكن المؤكد لأن الدهان ''خلص''.
أن تكون بين صفوف المعارضة بالمساء لا يمنع من الاعتراض عليهم في صباح اليوم التالي؛ ليس في المبدأ ولكن في الوسيلة، تتفق وتختلف لكنك في النهاية تصر على فعل ما تراه صحيحاً خاصة إذا ارتبط الأمر بـ''العيب''؛ حتى وإن احتد البعض في مخالفته لك فلا سبيل للتوقف أو الرد إلا بابتسامة أو إلقاء ''نكتة'' تسخر بها من حالك علها تثبتك على موقفك أنت ورفيقك الذي يسير معك غير مكترثين إلا بما تريدون.
هكذا كان حال '' محمد أحمد'' و'' محمود صبري''؛ شابان خرجا مع المتظاهرين اعتراضاً على الإعلان الدستوري يوم الثلاثاء الذي عُرف إعلامياً بـ'' الإنذار الأخير ... الزحف إلى الاتحادية''.
وقفا الشابان اللذان يعملان بإحدى المراكز التجارية الشهيرة أمام سور قصر الاتحادية وهتفا ضد الإعلان الدستوري، وأثناء عودتهم لمنازلهم نظرا إلى حائط السور فأصابهم الضيق لما كُتب عليه؛ فمن بين هذه الكتابات ما اختلف عن الرأي الذي عبروا عنه في هتافهم؛ حيث كانت أقرب إلى السباب والإهانة الشخصية .
وفي صباح اليوم التالي؛ حيث اعتصم البعض، ووسط أنباء تتردد عن قدوم مظاهرات مؤيدة للرئيس، وقفا '' محمد وصبري'' لكن هذه المرة أمام سور قصر الاتحادية بعيداً عن الصفوف، حاملين ''جرادل'' دهان وفرشاة يمسحون بها ما كتبت أيدي بعض الغاضبين من المعارضة.
''احنا مش تبع أي حاجة.. احنا من نفسنا بنعمل ده''.. تلك الكلمات التي ظلوا يرددونها ملحقين بها القسم لكل من يمر ويتوقف لسؤالهم؛ حيث أن قيامهم بذلك جعل الظنون تتجه أنهم من المحافظة أو تابعين للقصر الرئاسي، لكن واقع الأمر أنهم تطوعوا لعمل هذا بعد أن مروا صباحاً يوم اجازتهم من العمل فوجدوا الكتابات.
وما زاد من دافعهم للقيام بذلك تردد عامل المحافظة من إزالة الكتابات خوفاً من الاحتكاك مع بعض المتظاهرين، فقررا أن يساعدا عامل المحافظة الذي جاءهم بعد فترة قصيرة من قيامهم بالفعل في إزالة الكتابات، ليخبرهم بالتوقف وأنه سيأخذ ''العدة'' ويذهب، لكنهم أصروا على استكمال العمل، وذهبوا لإقناع موظف المحافظة بأنهم سيقومون بذلك بدلاً من العاملين لينتهي الأمر بذهاب المحافظة، وأخذ '' محمد وصبري'' الفرشاة و''جردلي'' الدهان مع تأكيدهم على ترك '' العهدة'' لدى صاحب أحد المحلات القريبة.
ردود الأفعال التي تعرض لها '' محمد وصبري'' تنوعت ما بين المؤيد بكلمات ''الله ينور يا رجالة''، ومن يعرض المساعدة في حالة احتياجهم لأي شيء؛ وشاب يمر يخبرهم أنه وأصدقائه قد قرروا أن يفعلوا ذلك لكنهم ''سبقوا بقى''، ومن يبادلهم المزاح بدعوته لترك أحد الكتابات فينادي ''محمد'' ساخراً : '' خلاص يا صبري سيب دي.. أقولك بروزها'' .
وآخرين يسألون عن سبب قيامهم بذلك فتأتي كلمات ''محمد'' الذي يمكن أن تعتبره المتحدث الرسمي :'' بنسمح عشان في كلام عيب ما يصحش حد يشوفه.. أنا اتكسف اختي أو أمي تبقى ماشية تشوفه ..عبر عن رأيك زي ما أنت عايز لكن مافيش داعي للشتيمة.. وما يصحش السور عليه آيات قرآن من فوق ويبقى تحته كلام مش كويس'' .
ولم يخل المشهد من المعارضين لما يقوم به الشابين، كالرجل الخمسيني الذي مر صارخاً فيهم '' بتعملوا ايه هتمسحوا هيتكتب تاني''، ومع عن رد الشابين لم يخرج عن الابتسام وذكر السبب غير أن دقائق قليلة ليظهر الرجل مرة أخرى لكن ليسكب الدهان على الأرض صائحاً '' ما تمسحش رأي الشعب'' .
لكن كلمات '' محمد'' للرجل الذي ابتعد مرة أخرى عن '' احنا بنمسح الشتيمة''، ويحول كلماته إلى ''صبري'' مازحاً '' طب شوفته دلق الجردل.. خد جردلك وأجري'' .
وعاد '' محمد وصبري'' للعمل وكأن شيئاً لم يكن؛ لكن بغمس الفرشاة هذه المرة بالدهان الذي ملأ الأرض؛ وعلى الرغم من تطوع شاب من بين المتفرجين؛ لكنهم لم يستطيعا استكمال إزالة الكتابات على امتداد حائط ''الاتحادية'' ربما خشية الاقتراب من المتظاهرين الذين زاد عددهم لكن المؤكد لأن الدهان ''خلص''.
0 التعليقات:
Post a Comment