القاهرة- الأناضول
ليس غريبًا أن تستضيف العاصمة المصرية مبعوثًا أجنبيًّا لشؤون الشرق الأوسط، ولكن اللافت أن يتسابق 4 منهم لزيارتها في أسبوع واحد.
بدأت بزيارة المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل 9 يناير/كانون الثاني الجاري، ثم مبعوث وزير الخارجية الإيطالي لشؤون الشرق الأوسط ماوريسيو ماساري في اليوم التالي، فنظيره الروسي "سيرجى فيرشنين" في 14 من الشهر ذاته، وانتهاءً بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "أليستر برت" الذي يبدأ زيارته للقاهرة اليوم الأربعاء.
خبراء سياسيون ربطوا بين هذه الزيارات وذكرى ثورة 25 يناير التي تحل خلال أيام، ما دفعهم للقول بأنها "تأتي في إطار الرغبة الأوربية في الاطمئنان على عملية التحول الديمقراطي بمصر" في ضوء التطورات السياسية المتلاحقة في البلاد.
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول: "الغرب لديه هواجس من عملية التحول الديمقراطي في مصر، وتأتي هذه الزيارات لجمع معلومات تساعدهم على تأكيد هذه الهواجس أو نفيها".
وتعليقا على توقيت الزيارات، أضاف: "هو توقيت مقصود، حيث يكثر الكلام هذه الأيام عن مقدار ما تحقق من منجزات خلال عامين من الثورة ويحتاج المبعوثون إلى الاستماع لما تحقق ميدانيًّا دون الاعتماد على تقارير السفارات".
وأشار إلى الجانب الاقتصادي من الزيارة، قائلا: "تواجه مصر أزمة اقتصادية قد تؤثر على مسار التحول السياسي، ويهم المبعوثون معرفة حجم المشكلة على الطبيعة".
وقارن فهمي بين هذا الاهتمام الدولي الذي تحظى به التجربة المصرية، بينما تحتفل تونس في هذا التوقيت بالثورة دون أن تلقى نفس الزخم الدولي، على حد قوله، مرجعا ذلك إلى "وجود هواجس بحجم المصالح الأوربية في بلد يعتبره الغرب نموذجًا للتحول الديمقراطي".
وتوقع "استمرار هذه الزيارات وبكثافة بعد الانتخابات الإسرائيلية والتغييرات التي حدثت بالإدارة الأمريكية، فهناك تخوف من حدوث تحول دراماتيكي في السياسة المصرية".
واتفق محمد شاكر، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، مع وجهة النظر السابقة في الربط بين هذه الزيارات وذكرى ثورة يناير، قائلا لمراسل الأناضول: "العالم مهتم برصد تجربتنا في التحول الديمقراطي، وهذا ما تكشف عنه المتابعات الإخبارية بالصحف الأجنبية لما يحدث في مصر، وذكرى الثورة توقيت مناسب جدا لذلك".
وأشار إلى أن "مهمة المبعوث دائمًا هي الاطلاع وجمع المعلومات، ومن هنا تأتي أهمية التوقيت".
من جانبه، لا يختلف محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، مع هذه الرؤية، لكنه – أيضا – لا ينزع الزيارة عن سياقها الإقليمي.
وقال لمراسل الأناضول "أتصور أن الاطلاع على تطورات الاتفاق بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، والذي يجري بوساطة مصرية له نصيب من اهتمام هؤلاء الزوار".
واستبعد العرابي أن يكون للقضية السورية نصيب منها، مضيفا: "ما يدور في الساحة الدولية من أطروحات حول حلول سياسية للأزمة السورية هو أكبر من أن يناقش على مستوى المبعوثين، فهذا يحتاج إلى مستويات دبلوماسية أكبر".

0 التعليقات:
Post a Comment