اليوم السابع
فى مشهد جنائزى مهيب وسط بكاء ودموع أسرته، ودع المئات الشهيد النقيب أحمد سعيد، الضابط بقطاع الأمن المركزى بأسيوط، الذى استشهد مساء أمس، أثناء إحدى المداهمات الأمنية للبؤر الإجرامية بأسيوط وزميله الملازم أول باسم عادل محمد سرور، أثناء مطاردة الخارجين عن القانون.
وبدأت مراسم جنازة توديع الشهيد بمسجد الشرطة بالدراسة، فى حضور الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ومحافظ القاهرة، وبحضور العديد من قيادات وزارة الداخلية، وعلى رأسهم اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة واللواء ماجد نوح، مدير إدارة الأمن المركزى واللواء أسامة إسماعيل، المتحدث باسم وزارة الداخلية واللواء سامى سيدهم مساعد الوزير لقطاع الأمن واللواء محمد العطار مساعد الوزير للشئون الإدارية، وعدد كبير من قيادات وزارة الداخلية والقوات المسلحة، وشارك فى الجنازة المئات من الضباط أصدقاء وزملاء الشهيد أثناء توديع جثمانه إلى مثواه الأخير.
ألقى الشيخ صلاح سلطان، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذى حضر نيابة عن وزير الأوقاف خطبة الجمعة، والتى تحدث خلالها عن دور وزارة الداخلية فى حماية أمن المجتمع والمواطنين، ودعى لمصر أن يعم الأمن فيها، وأن يرد الله لمصر أمنها وأن يجعلها أمة مستقرة، مشيراً إلى أنه يجب أن يتوافر الأمن فى البلاد قبل توافر الطعام، وأن الأمن يعد من مقومات المجتمع، ويجب أن يعيش الإنسان مطمئناً، وأن يتوافر الأمن له، لأن الأمن حق أصيل فى الإسلام، قائلاً لا أمن إلا بالإيمان، وأشار الإمام فى خطبته إلى أنه يجب أيضاً أن يتوفر الأمن للأقباط قائلاً: "أمن أخواتنا المسيحيين مرهون بتعليم المسلمين دينهم" كما شن الإمام هجوماً على وسائل الإعلام وقال فى خطبته "إن الإعلام مزق الثورة وشيطن الثورة"، قائلاً: "ليس كل ما يعرف يقال" وطالب فى نهاية خطبته بفتح حوار بين الشرطة والشعب لبحث أسباب الانشقاق بينهما.
وعقب انتهاء الخطبة شارك المصلون فى صلاة الجنازة على الشهيد، وخرجوا فى مشهد جنائزى مهيب، خلف الجثمان يشيعونه فى جنازة عسكرية إلى مثواه الأخير، وعقب ذلك تلقى الدكتور سعيد والد الشهيد العزاء من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وشيخ الأزهر وأصدقاء الشهيد وزملائه فى العمل والقيادات الأمنية والعسكرية.
وفى تلك اللحظات وأثناء قيام الدكتور هشام قنديل بعزاء والدة الشهيد قالت له، إن دم ابنها فى رقبته، وأنه مطالب بالقصاص لابنها حتى لا يذهب دمه هدراً، وقالت والدته، إن ابنها الشهيد فى آخر مكالمة بينهما قال لها، إنه سوف يعود فى إجازة الجمعة، فحذرته من العودة فى القطارات خوفاً على حياته بعد تكرار حوادث القطارات فى الأيام الأخيرة فقال لها: "متخافيش يا أمى أنا هاجى فى عربية مرسيدس أو هاجى فى طيارة، ومتقلقيش هاجى فى حاجه أحسن من القطر".
وأكد والد الشهيد، أن ابنه كان على خلق ويعرف الله جيداً والناس جميعاً تشهد له بحسن الأخلاق، وأنهم كانوا لا يرونه كضابط شرطة بل مواطن عادى لا يتكبر على أحد، مشيراً إلى أنه حينما تلقى اتصالاً من ضابط زميله يخبره باستشهاد نجله، ظن وقتها أنه يمزح معه وقال له: "بلاش الهزار فى الحاجات دى" وأنهى المكالمة، موضحاً أنه اعتذر لهذا الضابط بعد تأكده من استشهاد نجله.
وقال إن نجله الشهيد كان يواظب على الصلاة، ويعرف الصدقة وكان براً بوالديه وساعد إخوته فى زواجهم وتوفير احتياجاتهم، قبل أن يوفر احتياجاته لإتمام زواجه على خطيبته قائلاً: "أنا مدين له وأحتسبه عند الله من الشهداء"، وأضاف أنه منذ دخول نجله لكلية الشرطة اعتبره ليس ابنه ولكنه ابن مصر وابن وزارة الداخلية، نظراً لأنه يعمل فى خدمة الوطن وحماية المواطنين.
ومن جانبه أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أن تضحيات رجال الشرطة جنوداً وأفراداً وضباطاً بلغت 170 شهيداً فى مواجهة البؤر الإجرامية والعناصر الخطرة، وهى تزيد الداخلية عزماً وإصراراً على مواصلة العطاء، وأن رجال الشرطة وفى طليعتهم قوات الأمن المركزى عازمون على مواصلة رسالتهم فى تحقيق الأمن مهما تكبدوا من تضحيات ولن تثنيهم أى محاولات للنيل من عزيمتهم عن مواصلة العطاء وفقاً لعقيدة راسخة تصبوا إلى تحقيق أمن المواطن، مشيراً أنه يجب على المواطنين مساعدة رجال الشرطة فى حماية الوطن وحفظ سلامته.
اللهم ادخله فسيح جناتك
ReplyDelete