اليوم السابع

وصلتنى رسالة مؤلمة من صديق عزيز من أهل غزة، علاقتى به تمتد عدة سنوات، وحين زرت غزة لم أتمكن من مقابلته بسبب الصواريخ الإسرائيلية التى غيرت جدول الزيارة عدة مرات.
قال لى صديقى الدكتور فلان الفلانى فى رسالته:
«السلام عليكم أخى / عبدالرحمن..
مصر.. لم تتغير..
أو.. لم تتغير بعد..
جهاز أمن دولة بقايا مبارك (الأمن اللاوطنى).. لا يزال..
لا يزال يمنعنى من دخول مصر..
ويرفض بشدة رفع اسمى من قوائم الممنوعين من دخول مصر..
قوائم العار هذه لم تستطع أجمل ثورة إنسانية أن تزيلها من على جبين مصر.. للعلم، قائمة الممنوعين هذه جُلّ الأسماء فيها تم وضعهم بناء على تنسيق مع الشاباك الإسرائيلى وجهازى الوقائى والمخابرات فى سلطة أوسلو السابقة..
عموما..
لا خير فى مصر إن لم تقتلع جهاز أمن الدولة من ترابها..
ولا خير فى الإخوان المسلمين إن لم يقتلعوا جهاز أمن الدولة من تراب مصر اقتلاعاً..!
عمار يا بلدى.. مصر»
وردى على أخى الكريم:
أخى الكريم الدكتور فلان الفلانى..
أنا فى غاية الخجل منك، ولكن ماذا أفعل..؟
لقد كتب الله علينا أن نظل معارضين إلى الأبد، حتى حين حكم الإسلاميون مازلنا فى المعارضة، ونراهم للأسف يتصرفون كما كان من قبلهم، خصوصاً فى الملفات الأمنية، وإنى لأتعجب من معارضين يصلون لحكم دولة ويحتفظون بنفس الأشخاص، وبنفس السياسات فى أجهزة المخابرات التى كانت تعاديهم.
إن التفسير الوحيد لذلك عندى هو أن الرغبة فى التغيير ليست حقيقية، وأن الرغبة فى الحكم أقوى من الرغبة فى الإصلاح...
لا أملك سوى أن أعدك بأن أستمر فى النضال من أجل مصر، وحين تصبح مصر حرة فى قراراتها، ستتمكن من دخول مصر رافعا رأسك، ولن يتحكم فى دخولك الشاباك!»
انتهى الرد.
كل ما أتمناه أن تصل هذه الرسالة إلى أى شخص يملك قدرا من الحياء فى الدولة المصرية، أما إذا ذهب الحياء فمن حق أهل الحكم أن يفعلوا ما يشاؤون.
ملحوظة: حذفت اسم الشخص الذى أرسل لى الرسالة لأنى خفت أن يبطش به، وأن تعسر أجهزة المخابرات (الوطنية) دخوله لمصر أكثر من ذى قبل!

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -