بوابة الاهرام
حريق حزب غد الثورة فتح ملفاً شائكاً حول الحريق المفتعل والمتعمد الذي يهدف لتصفية خلافات سياسية أو حزبية ومهما كانت أسباب هذه الحرائق، فإنها تبقي في النهاية خسائر لوطننا.
أي حريق يجرمه القانون وترفضه الأعراف والأخلاق والضمير الإنساني علي السواء كما يثير حزن الأوساط المختلفة على ما يحترق حتى وإن كانوا ضد من في هذا المكان فكرياً، لكن الغريب تكرار الحريق في ذات المكان وبالأسلوب نفسه وهو الأمر الذي يثير القلق على جميع أجهزة الدولة الخدمية منها والسياسية والحزبية وإن اختلفت الدوافع شكلا فمضمونها في النهاية حريق الوطن.
بداية يؤكد الدكتور ثروت أبو عرب أستاذ ورئيس وحدة الحريق بكلية الهندسة جامعة القاهرة أنه لا يوجد علي الاطلاق أي احتياطات تمنع وجود المواد التي تسبب الاشتعال الذي يتم بشكل عمدي ولا يمكن أن توقف هذا الاشتعال ولكن هذا لا يمنع عمل أجهزة الإنذار لأن سرعة الاستجابة لها قد تقلل من معدل انتشارها وتقلل الخسائر.
وقال إنه من المفترض في أي مكان وجود أنظمة إنذار يدوي أو تلقائي من خلال حساسات تختلف في طريقة عملها فمنها ما يعمل منفرداً وهي ثلاثة أنواع: حساس للدخان وآخر للحرارة وثالث لشكل ألسنة اللهب وهناك نوع رابع يجمع الثلاثة معا في حساس واحد وتلك الحساسات موصلة بأنظمة تحكم للتنبيه والإنذار وأحياناً تكون لوحة الإنذار موصلة بجهاز تليفون لعمل إعادة اتصال أوتوماتيكي بالرقم التليفوني المسجل وتلك الأمور تكون متصلة مباشرة بأجهزة الحماية المدنية وغير مقبول فيها التهاون لأن ما يحدث فيها وحتي لو كان أخطاء غير مقصودة يقوم المتسبب فيها بدفع غرامة مالية فورية.
لكن يعود أبو عرب ويؤكد أن حالات إشعال الحريق المتعمد تكون بشكل موجه وتلفياتها أسرع من أي ملاحقة للنيران حيث إن الحريق يكون متمكناً من المكان لكن كل ما يمكن لأجهزة الحماية المدنية فعله حينها هو السيطرة علي النيران وتحديدها في مكان محدد ومنطقة واحدة لوقف الانتشار.
وأكد أنه لابد لإدارة أمن المبني معرفة المسببات وأن تتم تغطيتها بثقافة اجتماعية تأمينية لحماية المكان بمعرفة المسئولين عن تأمينه خاصة أن أي حريق عمدي له مبرراته والأمانة تقتضي القول بأن هذه تصرفات غير مسئولة لا يبررها مطلقا أي خلاف سياسي أو ثقافي أو اجتماعي.
بينما يؤكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والاستراتيجية بشكل عام أن مسلسل الحرائق معظمه يؤكد أن هناك شبهة تعمد في كثير من الحالات فإما أن يكون لأسباب سياسية أو تجارية أو غيرها ولكنه يأتي في النهاية في إطار رفض البعض لحالة معينة في أي شأن كما أن مسلسل الحرائق يعكس ضعف الوضع الأمني وتردي الحلول الأمنية تجاه العمليات الإجرامية والبلطجة المهيمنة على المجتمع المصري فهناك مطالب فئوية تتسبب في إلحاق خسائر في المؤسسات المصرية بشكل عام كوسيلة مثلا للضغط للاستجابة لأمر مشروع أو مغالٍ فيه على السواء.
ويؤكد سيف اليزل أن المواجهة الحقيقية لن تحدث إلا من خلال تركيز الجهات الأمنية في التحري عن الفاعل الحقيقي وتقديمه للعدالة ليكون ردعاً لأي حالة مماثلة قد تحدث في المستقبل أما المتوقع إذا استمر هذا الحال من ضعف الأمن وعدم استخدام الحزم والحسم لمواجهة هذه الظاهرة فإنها ستستمر بشكل مبالغ فيه خلال الفترة القادمة خاصة مع استمرار التظاهر ودعوات العصيان المدني.
0 التعليقات:
Post a Comment