القاهرة- الأناضول

"شعارات على أنغام الطبلة".. "صيحات أشبه بتلك التي تنطلق من مدرجات ملاعب كرة القدم".. هذا المشهد الذي كان محيط وزارة الصحة المصرية بشارع القصر العيني الشهير بقلب القاهرة على موعد معه اليوم، غريبا على تلك المنطقة، التي يقصدها الأطباء والمرضى.

المارة بمحيط المكان ظنوا للحظات أن رابطة مشجعي النادي الأهلي، أكبر الأندية المصرية، والمعروفة باسم "الألتراس"، والتي أصبحت تشارك في الفعاليات السياسية، تنظم وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوق المرضى، غير أن المفاجأة أن منظمي الوقفة هم الأطباء، الذين لم يكتفوا بطريقة الألتراس الاحتجاجية فقط، لكنهم سموا أنفسهم أيضا باسم حركة "ألتراس المعاطف البيضاء".

محمد ياسين أحد أعضاء الحركة، قال لمراسل وكالة الأناضول:"يبدو أن أصحاب الصوت العال في هذه البلد، هم من يتم الاستجابة لهم، لذلك قررنا أن نكون مثلهم عند عرض مطالبنا".

ويطالب أعضاء هذه الحركة وهم من أطباء الامتياز (الأطباء حديثي التخرج)، بالمساواة بين الخريجين في تكليفهم، والقضاء على ظاهرة المحسوبية في تكليف بعض الأطباء ممن يرتبطون بعلاقة قرابة أو صداقة مع مسئولين بالوزارة في أماكن مميزة، كم طالبوا أن يكون التكليف في مستشفيات قريبة من محل سكنهم.

والتكليف هو الخطوة التي تسبق التعيين الدائم في الوزارة بالنسبة لخريجي كليات الطب المصرية، حيث يمضي الخريج عامان في إحدى المستشفيات للمرور على كافة التخصصات الطبية، قبل أن يختار تخصصا يتعمق في دراسته ويستأنف الدراسات العليا الخاصة به.

ولأهمية هذه المرحلة في تأسيس الطبيب مهنيا، فإن " المحسوبية " تتدخل في اختيار الأماكن الجيدة للأقارب والأصدقاء، و"هو ما لن يسمح به ألتراس المعاطف البيضاء "، كما يقول أحمد عبد الناصر عضو الحركة وهو ما ينفيه مسئولون وزارة الصحة في تصريحاتهم.

وصمت عبد الناصر للحظات قبل أن يضيف بلهجة عصبية: "الوزارة في العام الماضي التزمت الحيادية والعدالة واستجابت لكل الطلبات التي نطالب بها اليوم، لكنها هذا العام تعود لما كانت عليه من الفساد، هو البلد تتقدم أم ترجع للخلف؟".

وطرح محمد حمدي نفس التساؤل، قبل أن يختار الإجابة عليه عمليا بالوقوف وسط الطريق طالبا من الزملاء الأطباء أن يرددوا خلفه بصوت مرتفع على خلفية قرعات الطبول: "مش هنمشي هما يشموا" في إشارة للقائمين على وزارة الصحة.

ووفقا لحمدي، فإن الطبيب حديث التخرج يتعرض لضغوط نفسية ومادية شديدة تجبره على السفر لدول الخليج، وترك بلده، ويقول ساخرا: " أيعقل بعد الثورة ان يكون هذا هو أسلوب إدارة البلد ".

وتابع: "بدلا من أن تتمسك الدولة بأبنائها ليكونوا عاملا مساعدا في بنائها، تتركهم لموظفين يعملون على تنفيرهم من البلد".

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -