يمكن تلخيص المشهد والحلول المطروحة في نقاط سريعة
1- حصار المقر العام للإخوان، ليس كحصار قصر الاتحادية ومحاولة اقتحامه، فهذا تراجع تكتيكي واضح، فتداعيات الاقتحام في الحالتين مختلفة تماما، وحصار المقر من النوع الغير قابل للتصعيد، فهو في النهاية حدث سيتداعى تدريجيا إن شاء الله، والأهمية الإستراتيجية لأي حدث تُقاس من خلاله وضعه في الخارطة الزمانية والمكانية لتقدير حجمه ومستوى انتشاره،، وكذا بتحديد مستوى الخسائر البشرية والمادية، وعدد المشاركين في الأحداث..
2- قراءة كل هذه الأرقام لا تنبئ عن حدث إستراتيجي، الأمر فقط يتعلق بأنه لا يجب السماح لهم بالانتقال إلى الخطوة التالية، فمنع الفوضويين من اقتحام المقر، هدفه هو إحباط محاولتهم لتحقيق نصر تكتيكي على الإخوان يتم تفعيله إعلاميا في سياق نزع الشرعية عن الرئيس، بالإضافة لمحاولة تطبيق الأمر نفسه على المقرات الأقل أهمية، وهذا كله يأتي متزامنا مع حكم الإدارية العليا..
3- يبدو أن "أحمد دومة" يحتل مكانة مركزية داخل الشبكة التي تدير مشهد الفوضى، ولا أستبعد أن يكون له أدوار محورية تتعلق بالتحريك وتداول الأموال..
4- يجب التنبه إلى إشاعة تصريح "البلتاجي" بأن مقر المقطم لو اقتُحم سوف تتحول مصر في اليوم التالي إلى سوريا، فهذه الإشاعة تكشف ما يخططون له..
5- هم يسعون منذ البداية إلى استدراج الإخوان أولا، ثم الإسلاميين ثانيا لحرب شوارع تتطور وتتسع، وتسمح باشتراك ميلشيات سرية لا نعلم عنها شيئا، وربما تتسرب عناصر خارجية كثيرة، وذلك بهدف سحب الجيش للتدخل وإجهاض كل الخطوات السابقة..
6- هل يظن أحد أنهم لا يعلمون قوة الإسلاميين وقدرتهم على الحشد؟ وهل يجهلون وجود مجموعات جهادية لديها استعداد للنزول والاشتباك بصورة فورية؟
هم – أو من يحركهم تحديدا- يعلم يقينا أن الإسلاميين لديهم القوة الميدانية لطردهم وتفريقهم في ساعات قليلة، لو أرادوا، لكن من يمسك الخيوط يدفع بحمقى الثوار والبلطجية ليكونوا هم الصف الأول المحترق، بعدها تغرق البلد في ثنائية "الفعل ورد الفعل"..
7- إدارة الصراع السياسي تختلف عن إدارة "خناقة"، فعندما يكون هدف خصمك هو التصعيد واستدراجك من مرحلة إلى أخرى، فأنت بذلك تحقق ما يريده، لكن عندما توقف قدرته على التصعيد، فأنت بذلك تحبط كيده..
8- أعتقد أن هناك من يسرب معلومات استخباراتية لبعض القوى الإسلامية حول المخططات القادمة، وذلك ليدفعهم إلى اتخاذ مواقف مرنة استباقية، لكن هذه المواقف المرنة تساهم بصورة غير مباشرة في نجاح المخطط، وقد كان المجلس العسكري- طنطاوي، عنان- يتبع هذه الطريقة للتفريق بين القوى الإسلامية..
9- من يتتبع مسار الفوضويين يكتشف دورانهم في حلقة مفرغة، منذ تنظيم "مليونيات" التحرير، ثم تراجع مركزية الميدان بعد إخفاقاتهم المتتالية، ثم خطة حرق مقرات الإخوان التي لم تسفر عن شيء، وحصار الاتحادية، وكذا خطة إرهاب الخطباء وحصار المساجد، وأخيرا العودة مرة أخرى إلى مقرات الإخوان،
ولا أستبعد أن يعودوا من جديد لقصر الاتحادية، لأنهم يدورون في حلقة مفرغة لها هدفان أعلى وأدنى،: الأعلى، أن ينجحوا بالفعل في ضرب شرعية الرئيس وتحفيز الجيش على التدخل، والأدنى، أن يحافظوا على مناخ الفوضى باقيا ليعجز الرئيس عن إدارة البلد، وعن إكمال بناء المؤسسات، أو النهوض من الأزمة الاقتصادية.
10- الحل يكمن في عدة خطوات ضرورية، أولها، أن تتفق القوى الإسلامية على تنفيذ بعض الفعاليات الجماهيرية والسياسية التي تهدف إلى تجديد شرعية النظام، وإثبات القوة، وإرسال رسائل إلى كافة الجهات بأن النظام يستمد شرعيته من الشعب..
دعم الشرعية هو السبيل الأوحد ليكون الرئيس قادرا على اتخاذ قرارت جذرية يعجز عن اتخاذها حاليا بسبب الأزمة..
11- لابد أن تتخذ الرئاسة- الحكومة- قرارات عاجلة، لإرضاء الجماهير، لابد أن يستخدم الرئيس شرعية الإنجاز، لا مفر من البحث عن قرارات سريعة ليشعر الجمهور بوجود النظام وقوته ورعايته، على الأقل يمكن الترويج لمشروعات مستقبلية، والبدء في تنفيذها بإجراءات تثبت الجدية للناس، مثل: تمليك الأراضي، أو مشاريع الإسكان وغيرها..
12- من الواضح أن القوى الإسلامية هي المدافع الأول عن النظام، وهذا يعني أن تبحث الرئاسة عن سبل لمعالجة الخلافات القائمة، واحتواء النزاعات في مستواها الأدنى على الأقل، فحتى لو سلمنا بتعرض بعض القوى لضغوط ما، فإنه يجب معادلة هذه الضغوط لتبقى كافة القوى الإسلامية في سياق مصلحي واحد، حتى وإن اختلفت اجتهاداتها السياسية..
13- لا أعرف إذا كانت هناك ضغوط خارجية تحمي المنظومة الإعلامية الفلولية، لكن إذا كان الاقتراب منهم صعب، فمنافستهم بتقديم البديل هو عمل مطلوب لا ندري لماذا يتأخر حتى الآن؟..
فلا يوجد إعلام قوي ينقل للناس هذه الفوضى، نريد إعلاما يُظهر من المعتدِي، ومن المُعتدَى عليه، هذا كفيل بأن تتعاطف فئات كثيرة من الشعب مع النظام، وهذه ورقة غير مستخدمة، ولأسباب مبهمة..
0 التعليقات:
Post a Comment