القاهرة - الأناضول
سيهيمن الوضع السياسي المتوتر بمصر على زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة يومي السبت والأحد، حيث أفادت لمراسلة الأناضول مصادر أمريكية قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكي أنه سيسعى في هذا السياق لإقناع القيادة المصرية بضرورة الاستجابة لمطالب المعارضة من خلال تشكيل حكومة توافقية تضم مختلف القوى السياسية.
المصادر التي تحفظت على الكشف عن هويتها، قالت لمراسلة الأناضول في تصريحات عبر الهاتف من واشنطن، إن "كيري فضَّل أن يلتقي بالأحزاب السياسية قبل لقائه والرئيس المصري محمد مرسي حتى يزيل تحفظاتهم بشأن تصريحاته الأخيرة التي دعا فيها المعارضة - وبالأخص جبهة الإنقاذ - إلى التراجع عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما اعتبرته قيادات الجبهة تدخلاً في الشؤون المصرية".
وأوضحت أن كيري سيؤكد خلال لقائه بقادة أحزاب سياسية على أن تصريحاته الأخيرة تأتي في إطار حرص الولايات المتحدة على استقرار الوضع في حليفتها مصر، وأن "تراجع المعارضة عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون الطريق الوحيد الذي يمكنهم من معارضة النظام الحالي".
غير أنه قبل قليل من وصول كيري للقاهرة، أبدى معظم قادة جبهة الإنقاذ رفضهم الاجتماع بكيري في تصريحات لمراسلة الأناضول.
ومن بين هؤلاء "التيار الشعبي" بقيادة حمدين صباحي حيث صرحت للأناضول هبة ياسين المتحدثة باسم التيار أن السفارة الأمريكية وجهت بالفعل دعوة لصباحي من أجل لقاء كيري لكنه رفضها على خلفية تصريحات كيري التي سبقت زيارته لمصر ودعا فيها الجبهة للتراجع عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة.
كما صرح للأناضول أحمد البرعي، نائب رئيس حزب "الدستور" الذي يقوده السياسي محمد البرادعي، أنه رفض دعوة كيري للقائه، رافضًا إبداء أسباب.
في السياق نفسه، قال أحمد إمام، عضو المكتب السياسي لحزب "مصر القوية" برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، أن "الحزب لم توجه إليه دعوة للقاء كيري، لكنه كان سيرفضها لو وُجهت إليه".
وفي الأيام القليلة الماضية، شنت العديد من الصحف المصرية المعارضة للرئيس محمد مرسي حملة انتقادات شديدة لكيري متهمة إياه بالانحياز لجماعة الإخوان المسلمين وتأييده للرئيس محمد مرسي.
وحتى ظهر اليوم، تأكد أن لقاء كيري مع قادة الأحزاب السياسية سيحضره محمد العرابي نائب رئيس حزب المؤتمر الذي يرأسه عمرو موسى، فيما قال مصدر مسؤول بحزب الوفد المعارض إنه لا يزال يدرس الأمر.
أما عن لقاء كيري بالرئيس المصري الأحد، فبحسب المصادر الأمريكية، فإنه سيكون بهدف الاطلاع على الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، وكذلك التأكيد على دعم الولايات المتحدة لمصر وحرصها على استمرار عملية التحول الديمقراطي بها، وعلى إيجاد توافق سياسي موسع باعتباره سيكون السبيل لتشجيع الولايات المتحدة على الاستمرار في دعم القاهرة على كل المستويات، في إشارة إلى إمكانية حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولي بدعم أمريكي.
ويجري كيري عصر اليوم السبت عدة لقاءات متتالية يبدأها بلقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لمناقشة العديد من القضايا وعلى رأسها الأزمة السورية، وكذلك السلام في منطقة الشرق الأوسط، ومحاربة الإرهاب، ثم يلتقي بعدها بعدد من قادة الأحزاب السياسية، وأخيراً بعدد من رجال الأعمال المصريين ثم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.
وغداً يلتقي كيري بالرئيس المصري محمد مرسي بقصر الاتحادية الرئاسي، ثم يعقبه لقاء مع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بمقر وزارة الدفاع، لمناقشة العديد من القضايا أبرزها الوضع السياسي الراهن، وكذلك للتعرف على موقف القيادة العسكرية مما أثير خلال الفترات الماضية من مطالبة بعض فئات الشعب بعودة الجيش للحكم، وبحث الوضع الأمني في سيناء، والدعم العسكري بين البلدين، بحسب المصادر الأمريكية.
ويختتم كيري زيارته للقاهرة مساء الأحد بلقاء ممثلين لعدد من منظمات المجتمع المدني قبل أن يغادر العاصمة المصرية إلى الرياض.
وينتظر أن يلتقي كيري أيضًا في القاهرة بعمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ المعارضة، بحسب بيان رسمي من حزب المؤتمر، يذكر أن علاقة صداقة تربط بين كيري وموسى منذ سنوات.
0 التعليقات:
Post a Comment