تعرضت إسرائيل لغارة مفاجئة جاءتها من حيث لا تحتسب، فقد نجح الناشطون الفلسطينيون والمتضامنون معهم فى اختراق نحو 600 موقع إلكترونى بينها 15 موقعا حكوميا رسميا. وشملت القائمة مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إضافة إلى مواقع أخرى حساسة حتى إنهم استطاعو سحب 17 ألف اسم من موقع الموساد (جهاز المخابرات الخارجية). وطبقا لما ذكرته صحيفة «معاريف» فإن الاختراق شمل مواقع وزارات الدفاع والتربية والتعليم ومواقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية ومكتب الإحصاء ومكافحة السرطان وعشرات المواقع السيادية الأخرى فى الدولة العبرية، إضافة إلى مواقع بنكية حساسة و20 ألف حساب إسرائيلى على شبكات التواصل الاجتماعى.

اعترفت المصادر الإسرائيلية بالغارة لكنها قالت إنها استمرت عدة ساعات ولكن الدفاعات الإسرائيلية تمكنت من صدها وتقليل أضرارها إلى الحد الأدنى. وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه أسس وحدة خاصة لمواجهة مثل تلك الغارات وخوض حرب «السيبر»، ومراقبة مجموعات «الهاكرز» التى تتحدى الاحتلال الإسرائيلى فى مختلف أنحاء العالم.

كانت مجموعة من القناصة الإلكترونيين «هاكرز» تطلق على نفسها اسم «أنونيموس» قد أعلنت قبل أكثر من شهر أنها ستمحو إسرائيل من الشبكة العنكبوتية فى السابع من شهر إبريل على الجرائم التى ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين باعتداءتها المتكررة على غزة وفى الضفة الغربية. وكان هجوم مماثل قد شنته مجموعة «أنونيموس» فى شهر نوفمبر العام الماضى شمل 700 موقع إسرائيلى ردا على حملة الهجوم على غزة التى حملت اسم «عامود عنان».

رغم أنه هجوم إلكترونى وافتراضى حتى الآن، إلا أنه أثار قلقا بالغا فى إسرائيل ليس فقط لأن من شأنه فضح بعض أسرار الدولة وهو ما حدث بالنسبة للعاملين بالموساد أو أرصدة العاملين فى البنوك الذين ظلت أسماؤهم تبث على شبكة الإنترنت طول الليل، ولكن أيضا لأن تلك الاختراقات يمكن أن تعطل الكثير من الخدمات التى تدار بواسطة الكمبيوتر سواء ما تعلق منها بالبنية التحتية أو ما تعلق منها بالأنشطة الاقتصادية. وللعلم فإن الموضوع مثار فى الولايات المتحدة الأمريكية وتتبناه وزيرة الأمن الداخلى جانيت نابوليتانو التى مابرحت تدعو إلى اتخاذ الاحتياطات لتحقيق الأمن الإلكترونى وقالت أخيرا فى مركز ويلسون بواشنطن أن الهجوم الإلكترونى ينبغى ألا يستبعد وأن تأثيره إذا وقع لن يقل عن تأثير الاعصار ساندى، الذى أدى إلى قطع الكهرباء فى مناطق شاسعة فى الولايات الشمالية الشرقية، بل إنه لن يقل أثرا ولا صدمة عن هجوم 11 سبتمبر عام 2001، وأن البنيات التحتية الحيوية مثل الكهرباء والماء والغاز والهواتف يمكن أن تتعرض بشكل كبير للخطر. وقد استفاضت فى شرح التداعيات التى يمكن أن تترتب على ذلك الهجوم لكى تقنع الكونجرس بالموافقة على إصدار تشريع ينظم الأمن الإلكترونى.

برغم محدودية الآثار التى ترتبت على ما فعله الهاكرز «القناصة» فى إسرائيل، إلا أن الفلسطينيين تهللوا لوقوعه واعتبروه إنجازا مهما. إذ أقنعهم بأن التفوق التكنولوجى هذه المرة انتصر على التفوق العسكرى الإسرائيلى. وهو ما أشاع حالة من الارتياح والحماس فى أوساط الفلسطينيين، الذين تنافس شعراؤهم ومطربوهم فى التعبير عن الإشادة بما جرى. فغنى الفنان علاء رضا: لو ما ضل «ظل» معانا سلاح ــ الإنترنت هو المفتاح ــ أكبر موقع عبرى طاح «سقط»، هكرناكى يا إسرائيل. وفى ربطه بين هجوم الهاكرز على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية وبين معاناة الأسرى فى سجون الاحتلال، خصوصا الأسير سامى العيساوى المضرب عن الطعام منذ أكثر من تسعة أشهر غنى رضا: العيساوى بآخر أنفاسه ــ وحكام الأمة بيتناسوا- بس الوطن محمى بناسه ــ هكرناكى يا إسرائيل.

اشتهرت أيضا بسرعة اغنية لقاسم النجار (حصلت على نصف مليون مشاهدة على اليوتيوب خلال يومين فقط) قال فيها «هكَّر هكَّر تل أبيب» على وزن أغنية سابقة له أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة صاح فيها قائلا: فجر فجر تل أبيب وقد بدا النجار الملقب بـ«فنان الشعب» أغنيته التى كتبها بالتعاون مع الشاعر عدنان علاونة بمقطع حوارى هزلى يقول فيه نتنياهو للرئيس الأمريكى: شالوم أوباما. الحكونا الحكونا. الهكر لاعن أبونا. قبل أن يبدأ لحن الأغنية الصاخب ويستطرد قائلا: ولع ولع الهاكر ولع ــ هكر تل أبيب هكرها ــ وكل المواقع دمرها ــ يابتخرب يا بنعمرها ــ هكر هكر تل أبيب، بل إنه تحدث عن وحدة إلكترونية عربية ضد الاحتلال فغنى: توحد هكر العربان، مصر وتونس وعمان، والجزائر الشجعان، هكر هكر تل أبيب. وختم بقوله: غنى يا حلالى ومالى ــ واتدمر السوق المالى ــ وكل اللى بيخطر على بالى ــ إنى أقهر تل أبيب ــ كرمالك والله يا أقصى رح نهكر تل أبيب.

من حقهم أن يفرحوا وأن يشمتوا وأن يترقبوا تحول الحلم إلى حقيقة. قولوا إن شاء الله.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -