الاعتداء على مقر حملة «تمرد» وإشعال النار فيه عمل جبان ومرفوض على كل المستويات، ويوجب على السلطة التنفيذية سرعة ضبط مرتكبيه وتقديمهم للعدالة لنيل العقاب اللازم، وإذا كان رئيس الجمهورية قد تحدث كثيرا فى حواره مع «الأهرام» أمس عن الردع بتطبيق القانون على كل الخارجين عليه بلا استثناء أو مجاملة، فإن المطلوب الآن ترجمة فورية لهذا الكلام على أرض الواقع.

وأيا مَن كان وراء هذا الحادث فإننا أمام جريمة بشعة فى توقيتها وسياقها الزمنى؛ ذلك أنها تأتى فى ظل حالة من استعار الغضب وبلوغ الاحتقان السياسى والمجتمعى حد الانفجار، ومن ثم لا يخفى على كل من يمتلك عقلا أن المقصود منها التعجيل بافتتاح الجحيم وإضرام النار فى حطب الانقسام السياسى المؤهل للاشتعال مع إلقاء عود ثقاب من «مجهول» هو معلوم بالضرورة لمن يجيد قراءة المشهد الراهن.

فمن يسعى لإحراق أية فرصة لأنسنة الصراع السياسى وعقلنة الاشتباك بين التيارات والأحزاب والجبهات المختلفة لن يتورع عن توجيه ضربات استباقية خسيسة تقطع الطريق على أية محاولة لحوار أو نقاش أو حتى تفاوض متحضر، يمنع تصادما مخيفا يلوح فى الأفق.

وعلى ذلك فإن مساعى حرق أيمن نور وعمرو موسى فى مجمرة الثورية المهجنة لا تنفصل أبدا عن إشعال حرائق الفتنة فى دمنهور منذ يومين وبعدها فى مقر «تمرد» بوسط القاهرة، والمستهدف واضح ولا يغيب عن أصحاب البصر والبصيرة وهو التبكير بوقوع الصدام بين قطارين ينطلقان بكل سرعة ورعونة عكس الاتجاه.

ومرة أخرى: لو وقع التصادم ــ لا قدر الله ــ لا أهمية هنا ولا قيمة لحمولة كل من القطارين، فالكارثة ستتوزع على الجميع بالقدر ذاته، ولن ينقذ هذا القطار كثرة ركابه، ولن يعفى الآخر من الهلاك قلة أعداد من فيه، فعند الاصطدام والاشتعال لن ينجو أحد.

و لو رجعت بالذاكرة أمتارا فقط إلى الوراء ستجد أننا عشنا شيئا من ذلك حينما امتدت أياد وحناجر لإضرام النار فى مقار لحزب الحرية والعدالة وتلا ذلك إحراق مقار صحف ومؤسسات، والمؤسف فى ذلك الوقت أن كيلا بمكيالين طغى على ردود الأفعال على هذه الجرائم، واستفقنا على نوع من عقيدة «الاستحلال» لإيذاء الخصم والتنكيل به، فلم تصدر إدانات مباشرة وصريحة لهذا الإرهاب الأسود، بزعم غموض الموقف، والأسوأ أن هناك من حاول توفير غطاء سياسى ومنطق تبريرى لها.

ومن ثم يبدو غريبا ومحيرا التسرع فى توجيه الاتهام للرئيس ونظامه وجماعته هذه المرة، وقبل أن تنطفئ ألسنة اللهب وتتكشف خيوط الجريمة، الأمر الذى يجسِّد حالة من الخضوع للابتزاز والانقياد إلى المزايدة فى المواقف المتشنجة، قبل أن يعرف أحد مَنْ فعل ماذا ولماذا؟

ويبقى أسوأ ما يمكن أن يصيب مصر أن يستسلم من يفترض أنهم عقلاء وحكماء فيه لمنطق المزايدات ويجبنون عن مواجهة فزاعات التخوين وبالوعات البذاءة والإسفاف المفتوحة على امتداد الشارع السياسى، فيكتفون بالفرجة على أبناء وطن تسلقوا معا قمة جبل ثم اتخذوا قرارا جماعيا بالانتحار سقوطا إلى السفح.

2 التعليقات:

  1. يجب علي البرادعي وحمدين وموسي والواد شيال اللاب توب والبدوي والمتصدرين لقياده تمرد ان يكونوا في اول صف يوم 30 يونيو ولا يهربوا من الموقعه اذا وقعت واسيلت الدماء فلا مهرب ولا مفر يومئذ فاكملوا تمردكم الي اخر قطره دماء ولا تهربوا وتختفوا في احضان نساءكم وتتركوا الشباب المغيب الذين اغويتوهم يواجهون المجهول والموت الذي اعددتم له وانتم في احضان نساءكم تشاهدونه علي الفضائيات وانتم تلتهمون اشهي الطعام وتشربون اغلي الخمور بلون دمائهم المهدره علي الارض .

    ReplyDelete
    Replies
    1. أنهم فئران تعودوا على العيش فى السراديب والبالوعات ..... استأجروا أجنحة يغيرون بها فقط فى الظلمة فى صورة خفافيش سود..... ويكفيك للقضاءعليهم أن تكشف أقنعتهم ، أو أن تجبرهم على التعرض لضوء الشمس !!

      Delete

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -