ينطلق الدكتور البرادعى فى سياسته الكونية الجديدة من فكرة الاحتضان ، كانت الفكرة القديمة البالية تقوم على الحوار ، وحيث تغيرت الطقوس و النفوس والأحوال المناخية ، وتسارعت ثورة الاتصالات ، و لم يعد هناك وقت ولا روح ولا طولة بال للحوار ، فقد تطور الأمر إلى الاحتضان المباشر بدون إحم ولا دستور أولا ..
ويتميز الاحتضان عن الحوار ، أن الأخير قد يباعد بين الطرفين المتحاورين حين يكتشف كل منهما عيوب الآخر ، أما الاحتضان المباشر فميزته أنك لابس لابس فى الطرف الآخر ، فلا تراجع ولا تفكير ولا استسلام ..
من هنا فقد نادى البرادعى بضرورة احتضان رموز النظام السابق ، طالما أنك وأنت تحتضنهم سيكونون غير مسلحين ، أو طالما أن القرارات و الأحكام القضائية كلها قد أفرجت عنهم أو برأت ساحتهم من قتل جميع الشهداء ، سواء خالد سعيد الليبرالى أو سيد بلال السلفى أو مينا دانيال المسيحى ، منعا للتمييز بين أبناء الوطن الواحد ..
وعلى عكس المتوقع ، لم يرحب رموز النظام السابق بفكرة الاحتضان ، تأففا من رائحة العرق الكريهة التى تلازم بعض السياسيين ، و كانت صدمة البرادعى فيهم كبيرة ، لأن قواهم فى احتمال الروائح الكريهة خارت ، مع أنهم عاشوا أكثر من ثلاثين عاما داخل البلاعات يتجرعون مياه الصرف دون شكوى أو اعتراض أو تأفف ..
غير أن الوحيدة التى قبلت بل رحبت بالفكرة ، بغض النظر عن تفاصيلها ، هى فنانة الشعب ، سماسم المصرية ، والمعلومات غير المؤكدة ، أن البرادعى قد اتصل بها لشكرها على حسن تقديرها و ذوقها الرفيع ، و رجاها ألا تترجم الفكرة إلى كليب جديد ، لأن للاحتضان حدود ..
0 التعليقات:
Post a Comment