هيثم قطب محمد يكتب: عن الحُلم وكابوس العسكر ..

{ ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة }

كنا جلوس في هذا اليوم في اللمة .. بإختلاف الأهواء والمشارب .. منا من ينتمي قلباً وقالباً للإسلاميين ومنا من يكره الإخوان ومنا معتنقي مبدأ ( تجار الدين ) ومنا المؤامراتي الماسوني ومنا الذي لا ينتمي لأي كيان .. فكرياً أو تنظيمياً كان ..

 جلسنا لأننا نختلف لكن تجمعنا الرؤية .. نريدها راقية .. نريدها حضارة .. خلافة .. لكن اللفظة سيئة السمعة .. تقولها فيتبادر إلي أذهاننا كل شئ يوحي ببيع البلاد .. الإخوان ، الخائنون ، الولاية المصرية ، الخليفة في أفغانستان ، الأعلام السوداء والقاعدة الإرهابية التي ستذبحنا جميعاً ، اللحي الطويلة وأمك " اللي هتتحجب بالعافية " ، ( أيوة أمك إنت ) ، كل شئ ممسوخ صبه الإعلام صباً .. ساعد علي ذلك أن بأسنا بيننا شديد .. والتيار الإسلامي الذي يسوق اللفظة بأسوأ صورة لها كأنه يتعمد تشويه نفسه ..

 كنا جلوس ثم بدأ أحدهم تقديمها .. كنا نريد أن نجيب علي سؤال في البداية ..

 أين الخلافة الآن في العالم ؟ .. ما هو النموذج الذي يواكب العصر ؟ .. ما هو النموذج الذي إن طبقه المسلمون زاده الإسلام بهاءً ونوراً وعظمة ؟ ..

 كنا جلوس لنعرف أن أوروبا لم تتقدم من فراغ .. ليس كأننا نطلق عليها ( أوروبا ) وننشر في صور الطرقات النظيفة والتماثيل والمباني والشعر الأشقر والوجوه المليحة .. 

هذه ليست أوروبا .. هذه رتوش أوروبا .. بينما أوروبا وجدت أن الحياة لا تتسع لأفراد تبلغ بهم العظمة أن يتحكموا في مصير العباد .. لا تتسع لأي أحد مهما كان يقول لك في أي وقت " أنا ربكم الأعلي " بتنويعاتها .. يصدر قوانيناً بمفرده .. يسجن هذا .. يقتل ذاك .. يمنع أجوراً ويزيد في أخري .. وجدوا في أوروبا أن الخلافة ضرورة .. الخلافة المعني لا اللفظ .. لذلك كان الإتحاد الأوروبي ..

بعدما إنتهي الذي كان يقدم اللمة مما يقدمه .. بدأ النقاش .. بدأ بعد أن ترسخت الفكرة وعدل المفهوم عند المشوه لديهم وفي عقولهم .. كان نقاشاً بذلنا أقصي ما يمكن حتي ننهيه والحاضرون لا يريدون إنهاءه .. لكن الفكرة زرعت .. وأول لبنة في الهدف وُضعت .. 

الآن نقولها .. الخلافة أوروبية الطراز إسلامية القلب والبنيان لا تأتي أبداً تحت بيادة عسكر غاصب يلقي بصوتك وبحريتك ثم بك نفسك في أقرب سلة قمامة ... عسكر يحمي فاسدين .. فاسدون يمتصون دمك ودم أهلك .. غابة لن تحيا فيها بكرامة أبداً ..

صُن حلمك .