ما إن دخلت إلى المستشفى الميدانى فى ميدان رابعة العدوية بعد مجزرة الحرس الجمهورى بعدة أيام حتى جاء نحوى الدكتور علاء أحد أطباء المستشفى وقال لى: هذه السيدة تنتظرك منذ مدة، وقد جاءت حينما علمت أنك تجمع شهادات الشهود على المذبحة لتدلى بشهادتها، قلت لها بعدما سألتها عن اسمها ووظيفتها والبيانات الأساسية التى عادة ما أسأل الشهود عنها، ماذا لديك؟ قالت: أنا سيدة مصرية حرة لا أنتمى لأى فصيل سياسى ولكنى خرجت أنا وزوجى نصرة للشرعية ولأصواتنا التى أدلينا بها فى الانتخابات ومن أجل مستقبل أبنائنا وقد اخترنا أن نشارك المعتصمين أمام دار الحرس الجمهورى، كان زوجى مع الرجال وكنت أصلى الفجر مثل باقى المعتصمين مع النساء فى الصفوف الخلفية بقرب أسلاك دار الحرس، وقد بدأ الهجوم علينا ونحن فى الركعة الثانية سجودا، وكانت بداية الهجوم من القوات القادمة من جهة العباسية بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى تبعه الهجوم من القوات القادمة من جهة مصر الجديدة، وبعدها من جهة الحرس الجمهورى، أصبح الناس شبه سكارى ويجرون فى كل مكان رأيت أمهات تصرخن بحثا عن أبنائهن وأبناء يصرخون ضائعين بحثا عن أمهاتهم كأننا فى يوم الحشر، لم أحتمل الغاز المسيل للدموع لأنى مريضة بالكلى لكنى لم أكن أدرى ماذا أفعل وكان إلى جوارى ثلاث سيدات وخمسة أطفال كلهم يصرخون من هول ما يجرى فى هذه اللحظة جاءتنى ضربة شديدة فى ظهرى كفتنى على الأرض عرفت فيما بعد أنها قنبلة غاز أطلقت من قريب، حينما انكفأت على الأرض شعرت أنى فقدت القدرة على القيام وأنى أختنق سمعت حينها من يقول للناس ضعوا وجهوكم فى التراب وتنفسوا من التراب حتى تتغلبوا على رائحة الغاز فكنت أتنفس من التراب ومعى النساء الأخريات اللائى كن ينكفئن على أبنائهم وصراخ الأولاد يقطع الأكباد، انفجرت فى بكاء شديد واختلطت دموعى بالتراب الذى كنت أحاول الحصول على أنفاس الحياة منه، كنت أشعر أنى سأبدأ فى الدخول فى غيبوبة الموت وكانت أصوات الرصاص من حولى تشعرنى أنى إذا لم أمت اختناقا بالغاز مت برصاصة مثل الذين كانوا يتساقطون حولى، رفعت رأسى قليلا حتى أتبين ما حولى فوجدت بمحاذاة رأسى حذاء كبيرا وحينما رفعتها أكثر وجدت ضابطا بدا لى وكأنه عملاق وبندقية موجهة إلى رأسى وهو يصرخ فى أن أنهض، تملكنى الرعب لكنى، وضعت رأسى على بيادة الضابط وقبلتها مرارا وطلبت منه وأنأ أستعطفه وأبكى أن يساعدنى فى الخروج من المكان أنا والنساء الأخريات والأطفال، كأن دموعى ورجائى وبكائى وتقبيلى لحذائه أحيا بعض الإنسانية لديه، فقال وهو يصرخ فينا أخرجوا بسرعة من هذا الاتجاه وأشار إلى ناحية نفق العروبة، لا أعرف من أين جاءتنى القوة حتى أنهض لكن الهروب من الموت يجعل الإنسان فى قوة غير طبيعية، انضم إلينا رجلان كبيران فى السن وتوجهنا مسرعين أنا والنسوة والأطفال حينها وجدنا قوات كبيرة من الشرطة والجيش قادمة من ناحية مصر الجديدة، ووجدنا ضباطا كثيرين ذوى رتب عالية من الجيش والشرطة يقفون أمام قيادة القوات الجوية، لكن لم يعترضنا أحد، قررنا التوجه من أعلى النفق يمينا إلى شارع الميرغنى، حينها وجدنا أعدادا من البلطجية يحملون السيوف والسنج يقفون يسار الشارع، تملكنا الرعب فدخلنا صيدلية سيف واحتمينا فيها قليلا ثم اتصلت بزوجى الذى تمكن من الهرب وجاء وأخذنى.. صمتت السيدة قليلا ثم دخلت فى حالة من البكاء وهو تقول.. لقد قبلت البيادة.. لقد قبلت البيادة حتى يتركنا.. لكنها بيادة ضابط مصرى!
أحمد منصور يكتب : المرأة الحرة التى قبلت البيادة!
ما إن دخلت إلى المستشفى الميدانى فى ميدان رابعة العدوية بعد مجزرة الحرس الجمهورى بعدة أيام حتى جاء نحوى الدكتور علاء أحد أطباء المستشفى وقال لى: هذه السيدة تنتظرك منذ مدة، وقد جاءت حينما علمت أنك تجمع شهادات الشهود على المذبحة لتدلى بشهادتها، قلت لها بعدما سألتها عن اسمها ووظيفتها والبيانات الأساسية التى عادة ما أسأل الشهود عنها، ماذا لديك؟ قالت: أنا سيدة مصرية حرة لا أنتمى لأى فصيل سياسى ولكنى خرجت أنا وزوجى نصرة للشرعية ولأصواتنا التى أدلينا بها فى الانتخابات ومن أجل مستقبل أبنائنا وقد اخترنا أن نشارك المعتصمين أمام دار الحرس الجمهورى، كان زوجى مع الرجال وكنت أصلى الفجر مثل باقى المعتصمين مع النساء فى الصفوف الخلفية بقرب أسلاك دار الحرس، وقد بدأ الهجوم علينا ونحن فى الركعة الثانية سجودا، وكانت بداية الهجوم من القوات القادمة من جهة العباسية بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى تبعه الهجوم من القوات القادمة من جهة مصر الجديدة، وبعدها من جهة الحرس الجمهورى، أصبح الناس شبه سكارى ويجرون فى كل مكان رأيت أمهات تصرخن بحثا عن أبنائهن وأبناء يصرخون ضائعين بحثا عن أمهاتهم كأننا فى يوم الحشر، لم أحتمل الغاز المسيل للدموع لأنى مريضة بالكلى لكنى لم أكن أدرى ماذا أفعل وكان إلى جوارى ثلاث سيدات وخمسة أطفال كلهم يصرخون من هول ما يجرى فى هذه اللحظة جاءتنى ضربة شديدة فى ظهرى كفتنى على الأرض عرفت فيما بعد أنها قنبلة غاز أطلقت من قريب، حينما انكفأت على الأرض شعرت أنى فقدت القدرة على القيام وأنى أختنق سمعت حينها من يقول للناس ضعوا وجهوكم فى التراب وتنفسوا من التراب حتى تتغلبوا على رائحة الغاز فكنت أتنفس من التراب ومعى النساء الأخريات اللائى كن ينكفئن على أبنائهم وصراخ الأولاد يقطع الأكباد، انفجرت فى بكاء شديد واختلطت دموعى بالتراب الذى كنت أحاول الحصول على أنفاس الحياة منه، كنت أشعر أنى سأبدأ فى الدخول فى غيبوبة الموت وكانت أصوات الرصاص من حولى تشعرنى أنى إذا لم أمت اختناقا بالغاز مت برصاصة مثل الذين كانوا يتساقطون حولى، رفعت رأسى قليلا حتى أتبين ما حولى فوجدت بمحاذاة رأسى حذاء كبيرا وحينما رفعتها أكثر وجدت ضابطا بدا لى وكأنه عملاق وبندقية موجهة إلى رأسى وهو يصرخ فى أن أنهض، تملكنى الرعب لكنى، وضعت رأسى على بيادة الضابط وقبلتها مرارا وطلبت منه وأنأ أستعطفه وأبكى أن يساعدنى فى الخروج من المكان أنا والنساء الأخريات والأطفال، كأن دموعى ورجائى وبكائى وتقبيلى لحذائه أحيا بعض الإنسانية لديه، فقال وهو يصرخ فينا أخرجوا بسرعة من هذا الاتجاه وأشار إلى ناحية نفق العروبة، لا أعرف من أين جاءتنى القوة حتى أنهض لكن الهروب من الموت يجعل الإنسان فى قوة غير طبيعية، انضم إلينا رجلان كبيران فى السن وتوجهنا مسرعين أنا والنسوة والأطفال حينها وجدنا قوات كبيرة من الشرطة والجيش قادمة من ناحية مصر الجديدة، ووجدنا ضباطا كثيرين ذوى رتب عالية من الجيش والشرطة يقفون أمام قيادة القوات الجوية، لكن لم يعترضنا أحد، قررنا التوجه من أعلى النفق يمينا إلى شارع الميرغنى، حينها وجدنا أعدادا من البلطجية يحملون السيوف والسنج يقفون يسار الشارع، تملكنا الرعب فدخلنا صيدلية سيف واحتمينا فيها قليلا ثم اتصلت بزوجى الذى تمكن من الهرب وجاء وأخذنى.. صمتت السيدة قليلا ثم دخلت فى حالة من البكاء وهو تقول.. لقد قبلت البيادة.. لقد قبلت البيادة حتى يتركنا.. لكنها بيادة ضابط مصرى!
هؤولاء هم الأمتداد الطبيعى للجيش الصهيونى أو الزراع القذر للجيش الصهيونى وحسابهم أن شاء الله قريب جدا هؤولاء الخونه
ReplyDelete