بدا الكاتب-وائل قنديل- في مقاله اليوم أكثر سخطا ونقمة ليس علي الانقلابيين وحدهم، بل وعلي كل من طاوعوهم بالتفويض أو بالتبرير لما يحدث من مجازر وإراقة لدماء الأبرياء، واصفا الأدلة المساقة في هذا الإطار من كل من ترضيه تلك المجازر بأنه أبرز انجاز للعسكر؛ لأنهم نجحوا في اقناع فصيل من الشعب بألّا تؤلمه تلك الجثامين المتراكمة، ولا تزكم أنفه رائحة الموت؛ وعن تلك الفئة يقول "قنديل": فإذا سألت أحدهم ما قولك فى هذه الدماء التى تجرى، تجده يهرف بكلام ساقط عن أن محمد مرسى فشل فى الاقتصاد والسياسة، أو يجيبك بكل خفة أن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل واحد! "، ويعود المقال ليصف هؤلاء بأنهم:"نخب استحوذت على توكيل شهادة الزور فصارت كل وظيفتها فى الحياة تبرير الجنون وتسويغ جرائم الذين سرقوا السلطة فى أكبر عملية قرصنة سياسية فى التاريخ".
وفي ذلك يقارن "قنديل"-في مقاله الذي نشرته جريدة الشروق اليوم بين مواقف هؤلاء المتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان التي مازالوا يتصايحون بها في عهد الرئيس مرسي ثم ما لبث الآن صوتهم هذا أن اختفي؛ بل إنه لم يكن اختفاء صمت وكفي؛ بل تبعه تبرير الراضي القانع بما يحدث، في ازدواجية واضحة للمعايير.
يضيف"قنديل":"ولم يعد مدهشا هذا الصمت البذىء من قبل من اعتبر يوما ضميرا ثوريا على جرائم مكتملة الأركان، وهو الذى لم يترك مناسبة يسقط فيها ضحايا إلا ويصيح بأن النظام سقطت شرعيته".
ولكن هذا التناقض لا يعدم وجود سبب واضح له وهو ما يصل إليه المقال فيشير إلي أنه:"قد تحقق مرادهم بالوصول إلى مقاعد السلطة الوثيرة محمولين فوق عربات عسكرية، وعلى ذلك لابد من سداد فواتير التسلط".
ويختتم "قنديل" ببارقة أمل من وسط الظلام، مؤملا أن تكون:"مجزرة النظام المفوض بالقتل لتشحن بطاريات الغضب مجددا، وتوخز الضمائر التى تبلدت وتكلست، فتمنحها فرصة استفاقة، ربما تتيح لها قراءة خدعة 30 يونيو بعد زوال الغشاوة عن القلوب الميتة والعقول الصدئة".
0 التعليقات:
Post a Comment