الاناضول

أعرب كل من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي عن إدانتهم "للمجزرة" التي ارتكبت في منطقة "الغوطة" بريف دمشق، وأودت بحياة مئات القتلى، داعين إلى "إجراءات إسلامية عالمية عاجلة" لإيقاف ما وصفوها بـ"جرائم" النظام السوري، فيما عبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، عن "قلقه العميق" إزاء التقارير التي أشارت إلى استخدام أسلحة كيماوية في غارات جوية قرب دمشق.

وكان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، قد أعلن أمس، مقتل 1100 شخص على الأقل فيما قال إنه قصف كيماوي من قوات النظام السوري على مناطق بدمشق والغوطتين الشرقية والغربية بريفها.

وفي بيان له، اليوم الخميس، قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي، إنه يندد "بهذه المجزرة المتوحشة، التي قام بها النظام السوري القاتل".

ودعا الاتحاد الشعوب العربية والإسلامية للضغط على حكوماتها، للعمل على إنهاء هذه المأساة السورية، و"أن تقف بكل ما تملك لمساندة الإخوة السوريين، الذين يدافعون عن شرفهم، وشرف الأمة كلها".

وطالب الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي بالوقوف بقوة، "ضد هذه المجازر الشنيعة، وضد من اقترفها من الحكام الظالمين".

كما دعا المنظمات الدولية إلى أن تتوقف عن العمل بمعايير مزدوجة، وأن تتبنى موقفا عادلا من هذه الانتهاكات البشعة، لتؤكد مصداقيتها أمام شعوب العالم الحر.

واعتبر الاتحاد "كل من تخاذل عن نصرة الشعب السوري من العرب والمسلمين، وغيرهم من أدعياء حقوق الإنسان: مشاركين للنظام السوري في كل هذه المجازر، وأيديهم ملطخة بدماء إخواننا السوريين".

من جهتها أهابت رابطة العالم الإسلامي، التي تتخذ من مكة المكرمة بالسعودية مقراً لها، بقادة الأمة وبالمنظمات الدولية إنقاذ شعب سوريا من المذبحة الجماعية.

ودعت الرابطة في بيان أصدره عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة، وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، ونشرته على موقعها الإلكتروني، قادة الأمة الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وهيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، للإسراع في نجدة شعب سوريا الذي يتعرض" لمجازر دموية متواصلة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً".

وقال إن الرابطة تدعو "إلى إجراءات إسلامية عالمية عاجلة لإيقاف جرائم النظام السوري وردع حلفائه الذين دخلوا إلى أراضي سورية لقتل شعبها وإخراجهم من هذا البلد الشقيق وفي مقدمتهم حزب الله وميليشيات عراقية طائفية" .

وبين التركي أن رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية التابعة لها في أنحاء العالم تستنكر أشد الاستنكار الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب السوري، وآخرها المجزرة المروعة في عدد من مناطق الغوطة وأحياء مدينة دمشق.

ودعا المنظمات الإغاثية الإنسانية لتقديم العون العاجل لشعب سوريا المنكوب.

وقال، إن "رابطة العالم الإسلامي تواصل تقديم المساعدات الإغاثية لهذا الشعب الشقيق من خلال مؤسساتها الخيرية وفي مقدمتها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية".

بدوره أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، عن "قلقه العميق" إزاء التقارير التي أشارت إلى استخدام أسلحة كيماوية في غارات جوية قرب العاصمة السورية دمشق.

ودعا إحسان أوغلو في بيان أصدره اليوم، ونشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة ، الحكومة السورية إلى السماح بوصول فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة للمنطقة التي وقع فيها الهجوم للتحقيق حول هذه التقارير.

وقال إنه في حالة ثبوت هذا التقارير فإنها "تشكل تصعيداً خطيراً للنزاع في سوريا لما يمثله استخدام الأسلحة الكيمائية من انتهاك خطير للقانون الدولي والإنساني".

وتتهم المعارضة السورية قوات نظام بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية في عدة مناطق بسوريا أبرزها خان العسل والعتيبة وعدرا بريف دمشق (جنوب) وسراقب بإدلب (شمال) في حين يتهم النظام مقاتلي "الجيش الحر" المعارض بالمسؤولية عن استخدامها في تلك المناطق.

ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -