رويترز

ساهمت حركة السادس من ابريل التي شارك في تأسيسها الناشط أحمد ماهر في قيادة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011.

لكن بعد خروج مبارك من السجن الآن يقول ماهر إن الثورة عادت إلى نقطة الصفر وقد تحتاج إلى عقود قبل أن تتحقق أهدافها.

وبعد أسوأ أعمال عنف في تاريخ مصر الحديث وقعت خلال الاسبوع الماضي يخشى ماهر عواقب الكراهية التي قسمت البلاد إلى معسكرين متخاصمين: هما الدولة التي يقودها الجيش ومؤيدوها من جهة والإسلاميون الذين أطاح بهم الجيش من السلطة في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية.

وقال ماهر "فيه موجة جنون في المجتمع. الناس بتقولك لازم إبادتهم. بقى فيه روح كراهية في المجتمع" مضيفا أن تلك التوجهات ظهرت على الجانبين.

وتابع قائلا "أي شخص أو جماعة أو أي حزب أو أي ناشط حقوقي يحاول أن يتكلم عن تخوفه من إجراءات معينة.. إجراءات استثنائية..سيطرة الدولة على الإعلام.. لا يجد تعاطفا كبيرا. الناس كلها موجهة لفكرة الحرب ضد الإرهاب. وحتى إن كان هناك تجاوزات يتم تجاهلها."

وأضاف "الصوت الثالث ودعاة التسامح ودعاة التعايش ودعاة وقف العنف لابد أن يكون لهم وجود."

ويسلط هذا التقييم من جانب أحد ابرز النشطاء في مصر الضوء على التوقعات القاتمة في الدولة.

يقول ماهر (32 عاما) إن الأمر قد يحتاج الآن عقودا قبل أن تتحقق أهداف الثورة المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.

وكان ماهر يتحدث في مكتب بوسط القاهرة غطت جدرانه ملصقات تحمل شهادات عن نشاط لا يكل منذ 2011 تضمن في البداية أنشطة ضد المجلس العسكري الذي تسلم السلطة من مبارك وصولا إلى الحكومة المنتخبة التي قادتها جماعة الاخوان المسلمين.

والأنشطة الاحتجاجية نفسها أصبحت ضحية لأعمال العنف الأخيرة إذ ألغت حركة السادس من ابريل مسيرة كانت تعتزم تنظيمها اليوم الجمعة احتجاجا على إخلاء سبيل مبارك خشية أن تؤدي إلى أعمال عنف.

وقال ماهر "بنعتبر نفسنا في المربع صفر لأن ما يحدث الآن قد يكون أكثر وأخطر تعقيدا مما كان يحدث قبل 25 يناير 2011. الآن إحنا مش فاهمين ايه اللي بيحصل بالضبط في النظام الجديد."

وأضاف "هناك تخوفات من عودة النظام القديم كأشخاص وكممارسات. هناك بالفعل أيضا جماعات راديكالية متطرفة يمينية مسلحة."

وكانت حركة السادس من ابريل إحدى الحركات الشبابية التي حفزت المصريين خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما ضد مبارك وانتهت بتنحيه في الحادي عشر من فبراير شباط 2011.

لكن مثل أغلب الجماعات العلمانية فشلت الحركة في وضع بصمة سياسية تذكر بعد الاطاحة بمبارك وهو ما ساعد الإسلاميين على الفوز في كل الانتخابات التي أجريت بعد ذلك ومنها انتخابات الرئاسة التي دفعت بمحمد مرسي إلى السلطة.

وأيدت الحركة مرسي في الانتخابات لكنها تحولت ضده فيما بعد مكررة نفس الانتقادات التي رددها آخرون بأن جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها تسعى لتعزيز سلطتها حتى مع فشلها في الحكم.

وجمعت الحركة مليوني توقيع ضمن حملة (تمرد) لسحب الثقة من مرسي والتي ساعدت في حشد الاحتجاجات ضده.

وقال ماهر إنه بعدما تولى الجيش السلطة بعد 25 يناير كانون الثاني كان البديل هو الاخوان. وبعدما تولى الاخوان السلطة كان البديل هو الجيش.

وأضاف أن المشكلة كانت في المعادلة ذات الحدين من البداية وأنه يتعين وجود بديل حقيقي.

وتواجه جماعة الاخوان المسلمين حاليا إحدى أشد الحملات الأمنية في تاريخها الممتد منذ 85 عاما.

ومنذ سقوط مرسي قتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 900 من انصاره أغلبهم في الاسبوع الماضي عندما استخدمت الشرطة القوة لفض اعتصامين لمؤيديه بالقاهرة والجيزة.

وقتل نحو 100 من أفراد الشرطة والجيش في العنف الذي زاد المخاوف من احتمال اندلاع تمرد مسلح للإسلاميين رغم أن جماعة الاخوان المسلمين ما زالت تنبذ العنف.

وتعتقل الشرطة قيادات الجماعة وأنصارا لها في حملة تقول وسائل الإعلام الرسمية إنها حملة على الارهاب.

وقال ماهر إن الكراهية للاخوان شديدة حاليا لدرجة تجعل من الصعب على النشطاء التحدث علنا ضد توجهات مثيرة للقلق مثل إعادة فرض حالة الطوارئ. ويعتبر الافراج عن مبارك امس انتصارا رمزيا لأنصاره.

ورغم أنه ستعاد محاكمته فيما يتصل بقتل متظاهرين في الانتفاضة ضده فإنه لم يعد هناك سبب قانوني لاستمرار حبسه احتياطيا.

وقال ماهر "بالتأكيد هناك تخوفات كثيرة خاصة بعد الافراج عن مبارك ولكن كثورة كنا مدركين إن هناك صعوبات وقد تكون انتكاسات كثيرة... بس طبعا ما حدش تصور إن الأمر يكون بهذا التعقيد والصعوبة."

واضاف أنه يشعر بالاحباط لكن لا يزال لديه قدر من الأمل حتى رغم التعقيدات والعنف والمخاوف.

وتابع أنه لا تزال لديه ثقة في أن تتغير مصر يوما. لكنه قال إن جيله قد لا يرى تلك التغييرات لكنه ربما يمهد الطريق أمام الجيل الجديد لإحداث التغيير...

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -