بعد رفض طلاب الجامعات المصرية الرافضين للانقلاب تطبيق الضبطية القضائية على جامعاتهم، فُتحت أبواب حرم الجامعات أمام "البلطجية" للتعامل مع المظاهرات المؤيدة للشرعية، بعلم وزارة الداخلية وإدارات الجامعات. هكذا يصف ممثلو اتحادات الطلبة المشهد داخل معظم الجامعات في مصر.
وقد أفشل الحراك الطلابي فرض الضبطية القضائية داخل الجامعات بتنظيم مظاهرات متتالية نددت بمحاولات تكميم أفواه الطلاب الرافضين للانقلاب العسكري من خلال هذا القانون.
وأكدت مصادر طلابية أن الحكومة الحالية حاولت فرض قانون الضبطية القضائية لتمكين الأمن الإداري للجامعة من تحرير محاضر ضبط بحق الطلاب الذين يرتكبون مخالفات كالمظاهرات والنشاط السياسي داخل الحرم الجامعي، وهو ما خشي الطلاب من استغلاله في قمع حرياتهم وتجريم مظاهراتهم الرافضة للانقلاب.
إلا أن سلطة الانقلاب لم تعدم البدائل بحسب مراقبين، فسرعان ما استعانت بعض إدارات الجامعات بالبلطجية بديلا عن الضبطية القضائية. فما تعجز عنه القوانين يمكن أن تحققه الأسلحة البيضاء التي باتت مشهدا متكررا في اشتباكات داخل الحرم الجامعي.
استقلال الجامعات
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سيف الدين عبد الفتاح أن "بعض رؤساء الجامعات اضطروا تحت ضغوط الطلاب للقول بأنهم لن يطبقوا الضبطية القضائية في الجامعات إلا برغبة من الطلبة أنفسهم".
ويضيف "بدأت بعض إدارات الجامعات بإدخال البلطجية إلى الجامعات لقمع المظاهرات الرافضة للانقلاب، في محاولة منها لفرض الحاجة إلى تطبيق الضبطية القضائية، أو حتى طلب عودة الحرس الجامعي، ومعه أمن الدولة كما كان في النظام البائد".
ويؤكد عبد الفتاح للجزيرة نت أن "الطلبة بما لديهم من زخم ثوري وحماسة كبيرة للحفاظ على حقوقهم ومعهم أعضاء هيئات التدريس، سيظلون في حالة استنفار للحفاظ على استقلال الجامعات، رغم كل محاولات إخضاعها للقبضة الأمنية".
وشهدت عدة جامعات مصرية اعتداءات مجموعات من البلطجية على مسيرات طلابية رافضة للانقلاب، حيث أطلق أمن بعض الجامعات البلطجية برعاية الداخلية للتعدي على المسيرات حسبما أكد بعض ممثلي اتحادات الطلبة للجزيرة نت.
ويقول نائب رئيس اتحاد طلبة مصر أحمد البقري "إن المشهد السياسي المصري ينعكس بشكل كامل داخل الحرم الجامعي في كل الجامعات المصرية، حيث يرفض طلاب مصر كبت الحريات وقمع المظاهرات، ومن ثم فإن فشل إقرار الضبطية القضائية للحد من المظاهرات الرافضة للانقلاب أعقبه استدعاء البلطجية ليقوموا بهذا الدور نيابة عن سلطة الانقلاب.
ويضيف البقري للجزيرة نت أن "اتحاد طلاب مصر يرفض تماما أي انتقاص لحقوق الطلبة داخل الحرم الجامعي بما فيها حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، ومن ثم فإن الطلاب بما لديهم من طاقات لن ترهبهم عمليات البلطجة المصطنعة ولا محاولات القمع المختلفة عن مواصلة رفض الانقلاب".
استدعاء الفوضى
وشهدت بعض الجامعات المصرية وقوع اشتباكات بين الطلبة الرافضين للانقلاب العسكري وبين بعض العناصر التي وصفها مراقبون "بالبلطجية" الذين يحاولون إفشال المظاهرات الطلابية داخل الحرم الجامعي، من خلال اصطناع الشجار لإثارة الفوضى وأعمال العنف والشغب لفض المظاهرات.
ويقول رئيس اتحاد طلبة جامعة حلوان إسلام فوزي إن "اتحادات طلبة الجامعات المصرية، وفي مقدمتهم رؤساؤها، يرفضون تماما قمع المظاهرات السلمية وحرية التعبير عن الآراء داخل حرم الجامعة. ويؤكدون على أن هذا حق أصيل للطلاب تمارسه الحركة الطلابية منذ عقود طويلة ولا يمكن لأحد الانتقاص منه أو إلغاؤه".
ويضيف فوزي للجزيرة نت أن اتحاد الطبة يطالب رؤساء وإدارات الجامعات بالعمل على حماية المظاهرات طالما أنها تتم بشكل سلمي بعيدا عن التخريب أو التسبب في وقوع أي أضرار.
يشار إلى أن سلطة الانقلاب أعلنت قبل أسبوع عن مساعٍ لإعادة الحرس الجامعي إلى الجامعات مرة أخرى، بإصدار قانون جديد لتنظيم عمل الحرس، عقب إجازة عيد الأضحى مباشرة.
المصدر:الجزيرة
0 التعليقات:
Post a Comment