قال "محمود مراد" المذيع بقناة الجزيرة، أنه تم اعتقال الشيخ "شعبان أبو خضر" الذي بلغ السبعين من العمر، بتهمة الارهاب، برغم أنه عاش عمره مسالما ورفض العنف منذ بدأ نشاط التيارات التي اتخذت العنف منهجًا للتغيير بالثمانينات -بحسب شهادة أهالي بلدته-.

حيث روى مراد عبر فيسبوك: " كان عمري وقتها ست سنوات!!

مَنْ منا تعي ذاكرته أي مشاهد من هذا الماضي البعيد .. عندما كان عمره ست سنوات؟ شخصيا لا أذكر الكثير من تلك الفترة لكن ما لا يفارق ذاكرتي وأتمثله بكل وضوح، صورة أبلة فاطمة مدرسة التربية الدينية وأنا في الفصل مع أقراني الصغار في عامنا الأول على مقاعد الدراسة (وقتها ماكانش فيه لا كي جي وان ولا كي جي تو!!). كانت رحمها الله شديدة الحنو شديدة الإخلاص لعملها. لكن هذا ليس الشاهد في الأمر .. أبلة فاطمة كانت تحضر معها كل حصة جهاز تسجيل وتشرع في تشغيل شرائط لمنهج القرآن المقرر علينا بصوت زوجها "الشيخ" شعبان أبو خضر كما اعتاد أن يلقبه أهل بلدتنا رغم أنه لم يجاوز الثلاثين من عمره إلا بسنوات قليلة. كنا في هذه السن الحديثة نطرب كثيرا لصوت ذلك الشاب عامل المصنع الذي كان مثار حديث الناس بسبب التزامه الديني وحفظه كتاب الله. ومن لم يشهد هذه الفترة (أواخر السبعينيات) فربما لا يعرف أن الالتزام الديني والمواظبة على صلاة الجماعة ـ وخصوصا الفجر ـ وأذكار الصباح والمساء وتلاوة ورد يومي من القرآن كانت من الأمور القاصرة على بعض أئمة المساجد ومقيمي الشعائر من موظفي وزارة الأوقاف إلى جانب كبار السن من أصحاب المعاشات. بمرور الأعوام ازدادت نسبة الملتزمين من الشباب في بلدتنا، وتستطيع أن تقول إن مسجد الشيخ شعبان أبو خضر كان قبلة هؤلاء يأتون إليه من أقاصي البلدة، رغم كثرة المساجد، ليعقدوا جلسات للتلاوة وتدارس التفسير والفقه بعد الفجر. أحيا الرجل سننا كثيرة كانت قد ماتت مثل الاعتكاف في رمضان ودراسة أحكام التلاوة وكان رفيقا بالأطفال ممن هم في عمري فأحببنا كثيرا التردد على المسجد فضلا عن نشاطه ـ رغم ضيق ذات اليد ـ في رعاية الأيتام والأرامل. انتصفت الثمانينيات ولمع نجم الحركات الإسلامية الراديكالية التي اعتمدت العنف منهجا للتغيير، فكان الشيخ شعبان معارضا شرسا لهذا النهج دون أن يتردى في مهاوي التعاون مع جهاز أمن الدولة الذي شرع يفتك دون هوادة بشباب جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية. كان من نتائج هذا أن ظل اسم الشيخ مدرجا بصورة دائمة على قائمة الاعتقالات كلما جاء زوار الفجر إلى بلدتنا، رغم معارضته الشديدة لنهج العنف كما أسلفنا. الآن بلغ الشيخ شعبان السبعين من عمره .. بلغ السن التي يصعب معها ـ أو قل وأنت مطمئن يستحيل معها ـ تغيير قناعات رجل عاش عمره مسالما. بلغ السن التي أوصى رسولنا الكريم عليه السلام بإكرام صاحبها "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". لكن سلطات الانقلاب كان لها رأي آخر وتقييم آخر! لم يرحموا شيبته ولم يوقروا سنه واقتادوه ليلا كما اعتادوا أيام المخلوع إلى حيث لا يعلم بأمره إلا الله، والتهمة .. إرهابي!!

ملحوظة: روايتي عن الشيخ شعبان وسيرة حياته الطيبة يعرفها أهل الصف والقرى المحيطة بها ولا أزكيه على الله"

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -