فيما يؤذن بتفجر أزمة دبلوماسية جديدة بين الجانبين، هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واصفاً إياه بـ"الإسلامي المتطرف الذي كل همه إذلال إسرائيل".
واعتبر ليبرمان أن ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست الخميس الماضي من أن تركيا سربت قائمة بأسماء عملاء للموساد للسلطات الإيرانية "دليل على عدم نية أردوغان تحسين العلاقات مع إسرائيل". وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد وأذيعت مباشرة في برنامج "صباح الخير إسرائيل"، اعتبر ليبرمان -الذي يرأس حزب "إسرائيل بيتنا"- أن إقدام إسرائيل على الاعتذار لتركيا على مقتل النشطاء الأتراك خلال أحداث أسطول الحرية "خطأ" أضر بمصالح إسرائيل الإستراتيجية.
وقال ليبرمان إن الاعتذار الإسرائيلي مثل "انتصاراً للمتطرفين في تركيا وأضر بالنخب العلمانية التي أرست معنا دعائم تحالف إستراتيجي لعقود". ونوه ليبرمان إلى أن الاعتذار الإسرائيلي عزز من دافعية القوى المتطرفة في العالم العربي لمواصلة التحرش بإسرائيل واستفزازها.
الراديكالي
وبرر دعوته لعدم دفع تعويضات لتركيا على مقتل مواطنيها في أحداث أسطول الحرية بعدم وفاء الأتراك بما تم التوافق عليه، لاسيما إعادة السفراء. وحذر ليبرمان من أن أردوغان "الراديكالي" معني بعزل إسرائيل ومحاصرتها، مدللاً على ذلك باتهامه لإسرائيل بالوقوف خلف الانقلاب في مصر.
وفي سياق متصل، نقلت "إذاعة الجيش" عن محافل رسمية إسرائيلية قولها إن الاعتذار الإسرائيلي لتركيا جاء "كبادرة حسن نية تجاه الرئيس أوباما، الذي كان يزور إسرائيل ومن أجل منحه إنجازاً عند عودته لواشنطن، وللتدليل على أن إسرائيل غير معنية بتأزيم العلاقات مع الأتراك".
وفي السياق ذاته، اعتبر معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان أن قيام تركيا بتسليم الإيرانيين قائمة بأسماء مواطنيهم الذين كانوا يلتقون بضباط الموساد على أرض تركيا "خطير جداً وغير مسبوق ويمثل تجاوزاً لأصول التعامل في العالم الاستخباري"، منوهاً إلى أن التعاون الاستخباري بين إسرائيل وتركيا امتد حوالي 50 عاما.
وفي مقال نشره في موقع "ذي بوست" الإخباري، نوه ميلمان إلى أن العملاء الذين قامت إيران بضبطهم تمت إدانتهم بمساعدة الموساد في تصفية العلماء الإيرانيين. ووصف ميلمان سلوك الأتراك بأنه "عمل خياني ومنحط وحقير". وأشار ميلمان إلى أن علاقات التحالف التي كان قائمة بين إسرائيل وتركيا سمحت منذ العام 1958 بتوطيد علاقات عمل حميمية بين كل من الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) من جهة، وبين جهاز المخابرات التركية للمهام الخارجية (أم أي تي) والمخابرات العسكرية التركية من جهة أخرى.
اللقاءات الدورية
ونوه ميلمان إلى أن مظاهر التعاون بين الاستخبارات الإسرائيلية والتركية تمثلت في اللقاءات الدورية التي كان يعقدها قادة الأجهزة الاستخبارية والخبراء في الجانبين، إلى جانب تبادل المعلومات بشأن الأعداء المشتركين، مثل العراق وإيران بعد سقوط حكم الشاه. وكان بعض الكتاب الإسرائيليين قد دعا قبل تفجر الأزمة الأخيرة إلى استغلال اكتشاف احتياطات الغاز الإسرائيلية في تحسين العلاقات مع الأتراك.
وقال المعلق في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إن الأتراك معنيون بالحصول على الغاز وإسرائيل بإمكانها أن تعرض عليهم شراء الغاز منها مما يسمح بتحسين العلاقات بين الجانبين. واستدرك هارئيل في مقال نشره في الصحيفة قائلاً إن انعدام الثقة بين القيادتين التركية والإسرائيلية يقلص فرص تحقيق هذا السيناريو.
المصدر:الجزيرة
0 التعليقات:
Post a Comment