تصدرت حلقة "مثلك أنا"، من برنامج "وسم"، للشيخ سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، ، قائمة الفيدوهات العربية الأعلى مشاهدة على "اليوتيوب"، حيث تجاوز الفيويو أكثر من نصف مليون مشاهدة بعد ساعات من بثه.
وكان الشيخ العودة، قد أطلق الحلقة السابعة من برنامجه اليوتيوبي الشهير "وسم"، بعنوان "مثلك أنا" صارخاً خلالها في وجه "العنصرية" ونظرة "الاستعلاء" في التعامل مع الوافدين والعاملين من الجنسيات المختلفة، فضلاً عن العنصرية المناطقية.
واستهل العودة الحلقة بقوله "كلكم لآدم وآدم من تراب .. من تراب ..من تراب .. هذا قانون البداية.. أما النهاية (.. وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ..)..وبينهما يمكنك أن تطالع صورتك ، تلبس بشتك وتتعطر ، تنادي بصوتك خادمك المغترب لكي يحضر ساعتك التي ترتب مواعيدها بحسب الأشخاص الذين ستقابلهم..ترمي بنظرة شزر على هذا ( الإنسان ) البسيط الذي لم يلمع جزمتك بشكل لائق".
وقال العودة "هذا المار أمامك (هندي) نعم هندي لكنه إنسان ربما يتفوق عليك في أشياء كثيرة لا تعرفها.. هذا الآخر (باكستاني..بنقالي ..فلبيني) وقائمة طويلة تعبر من هذا الطريق ربما يتفوقون عليك في إنسانيتك وفي ذكائك وتقواك .. ولكنه القدر الذي جاء بهم إليك بحثا عن لقمة"..
لكن العودة باغت أصحاب النظرة العنصرية بتجربة عملية لتذكيرهم بأصل تكوين البشرية جميعاً قائلا "أنت العائد لبيتك منهكا جرّب أن تخلع حذاءك وتدوس هذا التراب.. جرّب أن تدوس بعضك.. أن تدوس أصل هذه الهامة المتغطرسة والأنف المرفوع..جرّب أن تبحث عن مكان آخر غير التراب لكي لا تلقي بنفاياتك عليك.. جرّب أن تشم هذا التراب لربما تأففت من بعضك وأصلك الذي لم يخلق.. جرّب لربما سحقت بقدمك تربة أصلها رأس سيدك.. جرّب لربما دست قبيلة من الرمل تُسمى قبيلتك..وكثيبا من التراب يسمى وطنك".
وأضاف "جرّب أن ترى موضعا آمنا لقدمك مابين الشوك وإذا ما دهست عليه وسمعت أنين الترب فلربما تكون وطئت قلب أنثى وإذا ما أتعبك المشي جرّب أن تسجد لله وما علق بجبينك من بقايا تراب هو أصل هذا الإنسان الذي ازدريته".
ولفت العودة إلى نماذج محاربة العنصرية قائلا "لقد كان لدى غاندي حلمه بأن تشبع البطون السمراء الجائعة بدلا من هذا المستعمر العنصري..كان لدى مانديلا حلمه بأن تصدح الحناجر السمراء بالنشيد الوطني لأرضهم.. كان لدى مارتن لوثر حلمه الطويل في خطبته (آي هاف دريم) بأن لا يعامل أبناؤه الأربعة على أساس لونهم".
وأضاف "ليكن لدينا حلم أن ينبع نور الإنسان من الداخل لا من الخارج وأن تشكل الألوان المتعددة لوحة مكتملة جميلة".
وقال "مثلك أنا .. أحن لذات التربة التي ركضت عليها طفلا ولثمتها شابا.. مثلك أنا .. مليئ بالطموح والتطلعات وأحمل هم الخلود بعد موتي..مثلك أنا.. تجرحني الكلمات التي تحاكمني على وطن لا أعرفه ومكان لا أنتمي له .. تحرمني من مسقط رأسي، وحيي ، ولهجتي المحلية التي لا أعرف سواها".
وأضاف "مثلك أنا.. أحمل همّ صغار هناك تركتهم من أجل لقمة عيش..مثلك أنا.. أعود لبيت وأكون الرجل الأول يوم أن كنت عندك الرجل الأخير..مثلك أنا.. حتى وإن كانت شجرتي في الأطراف إلا أن ظلي ممتد لكل الوطن".
وتابع "مثلك أنا.. وإن نقص مالي واندثر جاهي .. مثلك أنا.. تؤذيني نظرة دونية وعطف مبتذل وسلام بنصف يد..مثلك أنا.. أبحث عن الود لكن من السماء"، مختتماً "يارب..إذا صح منك الود فالكل هين.. كل الذي فوق التراب تراب".
يشار إلى "مثلك أنا" هي سابع حلقات برنامج "وسم" للشيخ العودة، حيث سبقتها حلقات: "نعم أتغير"، و"آسف" ، و"يا رب"، ومن أين لك؟"، و"تعرف أحد"، و"حين أرحل"، وحظيت جميعها بمشاهدات مليونية، وجدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
0 التعليقات:
Post a Comment