من أمام مشرحة كوم الدكة.. تجلس والدة الطفل إيهاب مكلومة تبدو في حالة ذهول وغير مصدقة أن فلذة كبدها قد فارق الحياة بسبب السياسة، مرددة كلمات "حسبي الله ونعم الوكيل.. ابني ضاع مني.. منهم لله ضيعوا ابني".
طفلها الصغير ليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بالأحداث السياسية.. هذا ما أوضحت، بينما الدموع تنهال من عينها، مشيرة إلى أنه ذهب لأداء صلاة الجمعة قبل أن يتوجه لشراء طعام الإفطار ليفاجأ بالاشتباكات ويصاب في مقتل.
تقول الأم لـ"مصر العربية": إنها علمت بخبر إصابة ابنها إيهاب من صديقه الذي كان يرافقه في الطريق ويدعى كريم، لافتة إلى أنها أصيبت بحالة من الهلع بعد سماعها نبأ إصابته، موضحة أن ابنها هو الأصغر بين أشقائه الخمسة.
الطفل كريم الذي كان يرافق إيهاب كان يقف أيضًا أمام المشرحة في انتظار تشييع جثمان صديقه برفقة العشرات من زملائه الذين خيم الحزن والذهول عليهم غير مصدقين ما حدث.
يروي كريم شهادته على مقتل زميله، لـ"مصر العربية"، قائلاً: "كنا متوجهين لشراء الطعام وفوجئنا بوقوع اشتباكات بالمنطقة.. واضطررنا إلى الاختباء بأحد المحال التجارية لنبتعد عن مكان الاشتباكات"، مشيرًا إلى أن أصوات الطلقات النارية كان يهز المكان.
ويضيف: "بعدها سادت حالة من الكر والفر وتفرقت عن صديقي إيهاب ولم أجده بعد ذلك إلا عندما رأيت بعض الأشخاص يحملونه غارقًا في دمه".
حالة الحزن أيضًا سيطرت على كل الأقارب والجيران المتواجدين لتشييع الجثمان، ما دفعهم إلى تنظيم وقفة أمام المشرحة، للتنديد بما أسموه بالإرهاب الذي طال الأطفال الأبرياء.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment