نشر الشاعر بد الرحمن يوسف عبر فيسبوك مقالاً " من سينتصر غدا؟ " عبر صفحته على الفيسبوك وكتب "مقالة لم يتيسر نشرها في الصحف" وجاء نصه كالآتي:

سألت عشرات من الأصدقاء سؤالين، الأول (هل تعرف أي شخص كان ضد انقلاب الثالث من يوليو ثم أصبح مؤيدا له؟)، والثاني (هل تعرف أي شخص كان مؤيدا للانقلاب ثم أصبح ضده؟).

الجميع أجابوا بأنهم لا يعرفون أي شخص كان ضد الانقلاب ثم أصبح معه، وجميعهم أكدوا لي أنهم يعرفون العشرات كانوا مؤيدين للانقلاب ثم أصبحوا الآن ضده، بغض النظر عن أسباب تغير موقفهم.

رجل أعمال كبير يؤيد السيسي، ويؤيد ترشحه للرئاسة، يقول لي هذا الرجل (أتمنى أن أرى السيسي رئيسا للجمهورية، ولكني لن أستثمر مليما واحدا في مصر إلا بعد أن تنتهي "العركة" على السلطة).

أقيم عرس كبير لأن دولة جديدة اعترفت بالانقلاب، أعني روسيا، والحقيقة أن روسيا تلعب بنا كورقة لقتل الثورة السورية، وهذا مما يفسر التصرفات الحقيرة التي نرتكبها ضد إخوتنا اللاجئين السوريين الذين فروا من الجحيم، ليجدوا جحيما آخر هنا في مصر.
لقد عبد بنو إسرائيل العجل بعد أن رؤوا أكبر معجزة يمكن أن يراها بشر، فانشق البحر لهم ليعبروا ويهربوا من فرعون وجنوده، وقبل أن تسقط رمال البحر من على نعالهم سجدوا لعجل!

نحن اليوم نرى بعض المصريين بعد ثورة يناير العظيمة يؤلهون من لا يستحق إلا الاحتقار، وهم في حالة سياسية من الممكن تسميتها (عبادة العجل).
عبدة العجل يظنون أنه سينزل عليهم المن والسلوى، والحقيقة المرة أن العجل لا يملك قوت يومه، وأنه ليس مصنوعا من الذهب، وأنه لا يملك من صفات العجل سوى عقل العجل، إنه في انتظار الذبح!

تَسَفُّلُ الانقلاب بلغ درجة أن صدر منذ أسابيع قرار جمهوري بتعديل قانون المناقصات والمزايدات ليسمح بالتعاقد بالأمر المباشر، ثم صدر بعدها بقليل قانون لحماية قرارات كبار المسؤولين.

أصبحنا أمام دولة تخاف من الأطفال، فتعتقل طلاب المرحلة الإعدادية، وتخاف من الآنسات، فتعتقل طالبات جامعيات في مشهد حقير لم تعرفه مصر في كل تاريخها، حتى في أيام عجل بني إسرائيل، ووصلنا إلى درجة أن قاتل شهداء محمد محمود يدعو الناس لتأبينهم في ذكراهم، ومهما حاول القاتل أن يتظاهر بالتعاطف مع القتيل، سيظل قاتلا، وسيظل الثأر متقدا، والقصاص آتٍ.

أحكام بالسجن 17 عاما على طلبة أزهريين، والحكم صدر في زمن قياسي، بينما حكمت المحاكم بالبراءة على قتلة الثوار، وسارقي المال العام.
17 عاما، وكأن من في السلطة سيكمل عاما واحدا...!

نحن أمام دولة مرعوبة في الداخل، معزولة في الخارج، لا أحد يعترف بها، وقريبا سنرى مسؤوليها لا يستطيعون دخول دول كبيرة لأنهم مطلوبون للتحقيق على ذمة قضايا لا تسقط بالتقادم، هذا ما تواترت به الأخبار، حتى روسيا التي يتقربون لها، صحفها تسخر من الدولة المصرية، وتصفها بأنها دولة معروضة للبيع مقابل الاعتراف بالانقلاب.

من سينتصر غدا؟
في أمريكا اللاتينية قامت انقلابات كثيرة على رؤساء وحكومات منتخبة يسارية التوجه، وظن الانقلابيون وأنصارهم أنهم قد محوا هذه التيارات من الوجود، والغريب أن جميع هذه الدول يحكمها اليوم يساريون!
الحراك السلمي في الشارع هو المخرج الوحيد لإنهاء ما نحن فيه سلميا.

2 التعليقات:

  1. بقرأ كلامك وكأن انا اللى كتبته .. الدنيا لسه بخير

    ReplyDelete
  2. انا مستغربة جدا تغير موقفك اللي كان داعم لثورة 30 يونيو واللي كتبت مقال تعارض فيه وجهة نظر والدك التي كانت تصف الثورة بالانقلاب، ومع ذلك ماذا تريد من شعب قرف من عيشته بسبب تصرفات الاخوان وانصارهم هل همجية الشارع وتصرفات طلبة الازهر بالتعدي علي الجامعة وتشويه جدرانها والتعدي علي شيخ الازهر هو الحل هل من يؤيد 30/6 ويؤيد الجيش اصبح خارج الملة واصبح حلال فيه الذبح هل هذا حل نحن اصبحنا نتعامل مع مبدأ ان لم تكن معي فأنت ضدي،، الان نحن من سيضرب الثورة السورية بالتعاون مع روسيا والتي هرع اليها مرسي هي ونظيرتها ايران بعد ان وعد بعدم مصافحة من يعاون نظام الاسد ويقتل الشعب السوري اصبح الجيش المصري هو الذي يضرب الثورة السورية ببحثه عن بديل للسلاح الامريكي اللي زلونا بيه صح عندك حق ارتمينا بالأحضان روسيا، وماذا عن احتضان امريكا للاخوان واستماتتها بعودة عهدهم هل اصبحت امريكا بقدرة قادر تقف بجانب الحق!!! انت تريد استمرار غليان الشارع وهل انت في وسط هذا الغليان ام فقط الغلابة اللي بيقعوا والطلبة اللي بيتم اعتقالهم ماذا تريد تكوين جبهة ضد الجيش من الشارع بثواره تمام وماذا بعد هل انهينا الانقسام هل قضينا علي مشاكلنا هل سيجد الناس الآمان والاطمئنان تسآلت عن من كان مع الانقلاب ثم انقلب ضده ول. تسأل نفسك كم من الشعب انقلب ضد الاخوان وانصارهم بسبب همجيتهم واستفزازهم للناس انت تنسي وتريد من الناس ان ينسوا لماذا خرجوا يوم 30/6 وانت من ضمنهم لكن واضح انك نسيت انت شبهت السيسي بعجل بني اسرائيل ومعك كل الحق لاننا نصنع فراعين ونمجدها ولا نتعلم من اخطائنا هناك فريق ثالث لا مع السيسي وممارسات الداخلية ولا مع الاخوان ونفاقهم وخداعهم للناس واستخدام شهداء رابعة في كل عرس ومأتم هناك فريق ثالث مازال يحلم بنظافة هذا البلد من المتسلقين والنخبة الورق انت تريد بلد ضعيف في هذا الوقت حتي تثبت صحة رأيك وانا ادعوا الله ان يخيب ظنك وان تتغلب مصر علي الانقسام انت شبهت السيسي يعجل بني اسرائيل وانا الآن اراك عبدالله بن سلول كبير منافقين المدينة كلمتك كلمة حق تريد بها باطل...

    ReplyDelete

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -