عبد القادر ملا

أشعل إعدام قيادي بالمعارضة الإسلامية في بنجلاديش احتجاجات عنيفة قبل يومين، إذ أضرم نشطاء النيران في منازل ومتاجر كثيرة مملوكة لأنصار الحكومة ، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، في موجة جديدة من العنف الدامي قبيل الانتخابات المزمعة الشهر المقبل.

كان القيادي المعارض، عبد القادر ملا، قد أعدم ليل الخميس لإدانته بارتكاب جرائم حرب خلال حرب استقلال بنجلاديش عام 1971.

القضية فاقمت توترات سياسية متفجرة في بنجلاديش التي يعاني سكانها البالغ تعدادهم مائة وستين مليون نسمة فقرا مدقعا.

ورغم أعمال العنف التي تجتاح مناطق عدة من البلاد ، خرج عدة مئات من المواطنين للإعراب عن سعادتهم بالحكم مؤكدين أن العدالة تحققت.

وهنأت صحيفة "ديلي ستار" البنغالية الناطقة باللغة الانجليزية، رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد لمحاكمة وإعدام ملا "بعد أربعين سنة من ارتكابه جرائمه"، على حد زعمها

ملا زعيم حزب الجماعة الإسلامية، هو أول شخص ينفذ فيه حكم الإعدام بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب في بنجلاديش من قبل محكمة دولية خاصة تأسست عام 2010 للتحقيق في الفظائع التي ارتكبت إبان حرب الاستقلال.

وهاجم نشطاء الجماعة الإسلامية أنصار الحزب الحاكم والأقلية الهندوسية وأضرموا النيران في منازلهم ومتاجرهم.

وذكرت محطات التلفزيون المحلية أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم.

ويعتقد أن الأقلية الهندوسية تؤيد الشيخة حسينة.

وفي جاكرتا، أشعل نشطاء الجماعة الإسلامية النيران في أربع سيارات على الأقل، ودراجة نارية كانت جميعا قريبة من محطة السكك الحديدية الرئيسية، حسبما أفاد شاه زادي سلطانة المسؤول بهيئة الاطفاء.

وذكرت محطة "سوموي تي.في." أن العديد من القنابل بدائية الصنع فجرت خلال الهجوم.

وبعد إعدام ملا، قال زعيم الجماعة الإسلامية مقبول أحمد في بيان إن "الناس ستنتقم لعملية القتل هذه بترسيخ الاسلام في بنجلاديش التي تلوثت بدماء عبدالقادر ملا".

المؤيدين لإعدام ملا يقولون إنه أعدم لارتكابه جرائم خطيرة وإن العقاب الذي تلقاه لا علاقة له بالإسلام.

وتزعم السلطات في بنجلاديش إن جنودا باكستانيين مدعومين من معاونين محليين تابعين لملا قتلوا ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص واغتصبوا مائتي ألف سيدة خلال الحرب ضد باكستان والتي استمرت تسعة أشهر.

ومع ذلك، لا تزال القضية تثير توترات سياسية لأن معظم من تجري محاكمتهم على صلة بالمعارضة في بنجلاديش.

ملا كان أحد الأعضاء البارزين في الجماعة الإسلامية التي منعت من المشاركة في الانتخابات الوطنية الشهر المقبل.

غير أن الجماعة تربطها صلات وثيقة بالحزب الوطني أكبر أحزاب المعارضة في البلاد.

ويزعم خصوم الجماعة الإسلامية إنها جماعة أصولية لا مكان لها في بلد علماني.

تجدر الإشارة إلى أن بنجلاديش تسكنه أغلبية مسلمة لكن تحكمه قوانين معظمها علماني.

المحكمة الدولية أدانت ملا بقتل طالب وأسرة مكونة من أحد عشر شخصا ومساعدة القوات الباكستانية في قتل 369 شخصا آخرين خلال الحرب.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -