قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، "هناك بعض الأطراف تريد من خلال الحديث الدائم عن تهديد القاعدة، الإيحاء بأن الأسد أهون الشرين، وإظهار أنه الأفضل إذا تمت مقارنته بتنظيم القاعدة، في سعي منهم للتغطية على قمع نظامه المسؤول عن قتل 150 ألف سوري حتى الآن"
وأضاف الوزير التركي، في مقابلة تلفزيونية، أجراها مع قناة "قنال 24" المحلية، أن هذه الجهات تحاول الضغط على الشعب السوري ليقارن بين الأمرين ويختار أقلهما شرا، مؤكدا أنه لا تغيير في السياسة التي تنتهجها تركيا حيال الأزمة السورية الراهنة، والتي تقضي بضرورة رحيل الأسد ونظامه عن حكم البلاد.
ومضى قائلا "لو طالعنا الصحافة العالمية لوجدنا هناك إيحاءات تشير من بعيد لبعيد إلى ضرورة بقاء الأسد مادام الإرهاب موجودا في المنطقة"، مشيرا إلى أنه لم يقل في تصريحات سابقة أنهم يرون "الأسد أهون الشرين"، كما أُثير مؤخرا، مستغربا ممن استخرجوا مثل هذا المعنى وهو ما لم يذكره مطلقا، على حد قوله.
وتساءل الوزير التركي قائلا "هل يمكن لنظام مارس هذا الكم من الظلم بحق شعبه، وقتل منهم مئات الألاف من الأشخاص، واضطر الملايين إلى الهجرة واللجوء إلى دول الجوار، ويتم ألاف الأطفال، والحق إعاقات بكثير، أن يظهر أو يبدو في يوم من الأيام أخف الشرين أو الضررين؟!".
وأضاف داود أوغلو، "هناك بعض الجهات سواء داخل تركيا، أو في المجتمع الدولي، تسعى دائما إلى إظهار مشروعية الأسد، وتبرئ ساحته"، مؤكدا أن مستقبل سوريا لن يشهد وجود نظام الأسد، ولا الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، بحسب قوله.
ولفت الوزير التركي، إلى أن من لا يسألون من المسؤول عن الظلم في سوريا، ومن يبحثون عن المسؤول عنه في أماكن أخرى، هم هم نفس الأشخاص الذين يسعون للتكتم على هذا الظلم برمته.
ومضى قائلا "من يحاولون تقويلنا ما لا نقوله، يريدون أن يظهروا أن الموقف التركي تغير من الأزمة السورية، وهذا لم يحدث ولن يحدث، ومن يعرف تركيتنا يمكنه أن يفهم ما نقوله"، وجدد تأكيده أن الموقف التركي الداعم للشعب السوري، سيبقى كما هو حتى يتسنى له تأسيس إدارة مشروعة يختارها بنفسه.
وفي سياق آخر نفى وزير الخارجية التركي، ما أُثير مؤخرا حول وجود حالة من التوتر في العلاقات التركية-الأميركية، مؤكدا أن الفترة الحالية تشهد حالة من الاتصالات والاستشارات بين المسؤولين في البلدين، هى الأكثر كثافة في السنوات العشر الأخيرة.
الاناضول

0 التعليقات:
Post a Comment