تتلخص قضية مسرحية «سلخانة الاخوان» وفق ما جاء في قرار الاحالة من النائب العام هشام بركات ان المجني عليه ويدعى اسامة كمال «كان في طريقه الى ميدان التحرير للمشاركة في المظاهرات المشتعلة ضد نظام مبارك التي انطلقت في 25 يناير2011، الا انه فوجئ بشخص ينتمي الى فرق التأمين المكلفة بحراسة مداخل الميدان يستوقفه على احد المداخل لتفتيشه، بحجة انه عضو اللجان الشعبية المختصة بتأمين الميدان اثناء المظاهرات.
كما اشارت التحريات الى انه «تبين ان المجني عليه لا يحمل البطاقة استدعى فرد التامين عددًا من المتظاهرين واعضاء اللجان الشعبية، لالقاء القبض عليه دون اي اسباب، فاشاعوا داخل الميدان انهم القوا القبض على ضابط شرطة بجهاز أمن الدولة، ومن هنا بدأ افراد اللجان الشعبية في التعدي عليه بالضرب المبرح حتى فقد وعيه، ثم حملوه الى داخل مقر احدى الشركات بعقار يطل على ميدان التحرير، وقاموا باحتجازه مدة ثلاثة ايام قاموا خلالها بتعذيبه، بالاضافة الى صعقه بالكهرباء».
اما المتهمون في هذه المسرحية الهزلية فهم: «الدكتور محمد البلتاجي استاذ الانف والاذن والحنجرة في كلية الطب جامعة الازهر والمستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق وعمره 73 عاما، الدكتور اسامة ياسين استشاري طب الاطفال ووزير الشباب السابق، محسن راضي وعمرو زكي وحازم فاروق اعضاء مجلس الشعب السابقين واحمد منصور المذيع في قناة الجزيرة الفضائية».
تهمة هؤلاء انهم «قاموا باحتجاز احد المواطنين وتعذيبه وهتك عرضه وصعقه بالكهرباء داخل مقر شركة سفير للسياحة في يوم 3 فبراير 2011 ابان ثورة 25 يناير في ميدان التحرير»
لم اسمع بهذه القضية او المسرحية الهزلية الا حينما صدر قرار الاحالة من النائب العام ووجدت اسمي مدرجا فيه، كما ان كل المتهمين الآخرين قالوا امام المحكمة في جلستها التي نظرت يوم الاحد 9 فبراير ان النيابة استدعتهم كشهود في القضية الا انهم فوجئوا بالقبض عليهم وتحويلهم الى متهمين بجرم لم يرتكبوه ومما يعكس حجم التدليس والهزلية في هذه القضية ما ذكره الدكتور البلتاجي خلال المحاكمة من ان : الواقعة كانت في 3 فبراير 2011، وبعد 15 شهراً قدم المجني عليه بلاغاً الى النيابة، وبعد 30 شهراً بدات النيابة التحقيق.
علاوة على ان المتهمين جميعا لا يمكن لهم ان يقوموا بهذه الاعمال الشائنة التي نسبت لهم فان الملاحظة الاساسية المشتركة في المتهمين انهم جميعا كانوا من الوجوه البارزة في ثورة 25 يناير وميدان التحرير وهذا ما جعلهم يؤكدون للمحكمة ان ما يجرى معهم ليس سوى انتقام سياسي وتصفية حسابات وقد وقف المستشار الخضيري امام المحكمة قائلا «اشعر ان ما يحدث معي ومع الكثيرين عبارة عن تصفية حسابات مع المشاركين في ثورة يناير ولي الشرف اني كنت من المشاركين فيها وأنبه جميع اولادي الذين شاركوا في ثورة 25 يناير المجيدة ان دوركم يمكن ان يكون قادما»، وما حذر منه الخضيري حدث بالفعل حيث تم تحويل العشرات من ثوار 25 يناير من كل الاتجاهات الى السجون بغرض تصفية الحسابات .
0 التعليقات:
Post a Comment