ففي الوقت الذي تعيش فيه تونس أجواء الاحتفال بالدستور الجديد، بحضور أكثر من عشرين من رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات الأجنبية، الذين اعتبروا أن هذا الدستور يمثل أملاً ومثالاً يحتذى به لدول أخرى، تعيش كل من مصر وليبيا مرحلة من المعاناة تسببت فيها تداعيات الثورة في كلتيهما.
وقالت "شيكاغو تريبيون"، إنه في الوقت الذي حققت فيه تونس تقدمًا نحو تحقيق الديمقراطية، نجد دولاً أخرى، مثل مصر وليبيا، تعاني اضطرابات وأعمال عنف منذ الإطاحة بحاكميهما الديكتاتوريين، وهو ما يشير إليه ما تشهده الدولتان من سقوط قتلى وإراقة دماء بشكل يومي.
وأضافت أنه بعد ثلاث سنوات من الثورة التي كانت شرارة الربيع العربي، تقدمت تونس بهذا الدستور نحو الديمقراطية الكاملة.
وأقام المجلس الوطني التأسيسي التونسي، احتفالاً رمزيًا بمناسبة التوافق على الدستور الجديد، وهو ما أضفى مساحة إيجابية على صورة تونس، بعكس باقي دول الربيع العربي التي يشوبها الكثير من الاضطرابات السياسية.
وأشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وهو الرئيس الأوروبي الوحيد الذي حضر الاحتفال، قائلاً إن مسار تونس الديمقراطي يعد مثالاً يُحتذى به، وأن هذا الدستور يشرف ثورتها.
وشهدت مناقشات اللجنة التأسيسية حول مواد الدستور الجديد، نقاشات حامية ومشادات حول بعض النقاط، مثل دور الشريعة الإسلامية وحقوق المرأة واستقلالية القضاء ودور رئاسة الجمهورية.
وتنص المادة الأولى من الدستور، على أن "تونس دولة حرة، مستقلة، وذات سيادة، الإسلام دينها والعربية لغتها، والجمهورية نظامها".
وتنص المادة الثانية على أن "تونس دولة ذات طبيعة مدنية، مؤسسة على المواطنة، وإرادة الشعب وأولوية الحق".
ويأتي الاحتفال بعد يوم من ذكرى اغتيال جماعة متشددة للمعارض اليساري شكري بلعيد، وهو ما أثار مظاهرات حاشدة مثلت ضغطًا على حكومة النهضة.
المصدر: مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment