صورة ارشيفية
«الصحافة الورقية المكتوبة فى العالم كانت من الأصل فى مشكلة، لأن حركة التقدم فى وسائل الاتصال أصابتها بمستجدات لم يكن فى مقدور الكلمة المطبوعة أن تتعامل معها، لكن الوسائل الجديدة استطاعت أن تصل إلى الناس حتى فى غرف نومهم، تعرض أمامهم وهم مازالوا فى الفراش كل ما يجرى فى أوطانهم وفى عالمهم: صورة ولونا وصوتا وحركة».. هكذا قال الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل فى رسالته المطولة لـ«الشروق» بمناسبة عيدها الخامس، لافتا إلى «أزمة الصحافة الورقية» فى العصر الحديث، شارحا علتها فى مواجهة وسائل الإعلام الإلكترونى والفضائيات، مضيفا: «ثم تكفلت المجالات الإلكترونية خصوصا الإنترنت بالباقى، فلم يعد الناس يشاهدون ويتابعون الأحداث، وإنما أصبحوا يعيشون فيها ومعها، فى حين أن الصحافة الورقية لها حدود أولها: مواعيد للطبع لا يمكن تجاوزها، وكل المواعيد قبل منتصف الليل، بينما الفضائيات مستمرة فى التغطية حتى الفجر، ثم إن الإنترنت لا يعرف النوم لا بالليل ولا بالنهار»..
فاظهرت الدراسات بمصر أنه بلغ عدد مستخدمى شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) فى مصر حوالى 35.9 مليون شخص ويعد موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) أكثر المواقع استخداما على الإنترنت ليسجل عدد مشتركيه نحو 16.2 مليون مشترك فى ديسمبر عام 2013، بزيادة بلغت 33.1% مقارنة بعدد المستخدمين فى ديسمبر 2012، الذى كان عددهم 12.17 مليون.
وارتفع عدد الصحف والمجلات التى تحمل نسخا الكترونيه على شبكة الانترنت إلى 65 صحيفة ومجلة مصرية، من بين إجمالى ١٥٦ اصدارا صحفيا، وتتصدر النسخ إلالكترونية لصحف مثل اليوم السابع والشروق والمصرى اليوم الصدارة فى قائمة المطبوعات التى يتم تصفح موقعها على الإنترنت مع استمرار تزايد معدلات الدخول عليها، بحسب ما ذكره حسام صالح، خبير تكنولجيا المعلومات.
وبينما يبلغ عدد المواقع الإلكترونية للصحف والمجلات القومية الورقية نحو ٣٦ موقعا تستحوذ على نسبة ٥٧.١% من إجمالى مواقع الصحف المصرية الإلكترونية، فإن مواقع الصحف المستقلة والخاصة، تستحوذ على 32% من هذه النسبة بعدد 22 موقعا إلكترونيا، فيما تمثل مواقع الصحف الحزبية نسبة ١١% فقط بواقع ٧ مواقع، بحسب تقرير رسمى لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذى اشار إلى ان الصحف المستقلة والخاصة هى الأكثر إتاحة لخدمة التعليق لقرائها على ما ينشر بالموقع.
ويرى الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة أن احصاءات عام 2017 تتوقع بداية انتكاسة للصحافة الورقية فى أوروبا والولايات المتحدة، بينما هذا المدى الزمنى يطول فى دول الشرق الاوسط والدول التى تحاول اللحاق بركب العالم المتقدم، لمتوسط عشرة أو خمسة عشر عاما أخرى.
وذكر الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل فى رسالته لرئيس تحرير «الشروق»، عماد الدين حسين، بمناسبة مرور خمس سنوات على صدور الجريدة، إن الصحف الورقية تواجه تحديا صعبا فى منافسة وسائل الإعلام الإلكترونية التى تصل إلى القارئ حتى فراشه.
ولم تكن كلماته إلا تعبيرا عن حالة عامة تواجهها الصحافة الورقية فى العالم، إذ تراجعت بشدة أمام المواقع الإلكترونية، ما دفع بعض المؤسسات الصحفية الكبرى إلى إلغاء نسخها الورقية والاكتفاء بنظيرتها الإلكترونية، أو تقليص أرقام توزيعها، فى خطوة تعكس الأزمة التى تواجهها المادة المطبوعة فى ظل التقدم التكنولوجى والتقنى وثورة الاتصالات.
ففى ذكرى الاحتفال بمرور قرن كامل على صدورها، اتخذت صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور» الأمريكية أصعب قرار فى تاريخها بإعلانها وقف النسخة الورقية اليومية للجريدة، والتحول إلى صحيفة إليكترونية، على أن تصدر نسخة أسبوعية ورقية. وبررت الصحيفة قرارها بأن لديها نحو مليون زائر لموقعها شهريا، لكنها تبيع 200 ألف نسخة فقط شهريا لذلك كان لا بد من إعادة النظر فى النسخة الورقية.
وفى خطوة مماثلة أعلنت صحيفة «فرانس سوار» الفرنسية التخلى عن نسختها الورقية فى ديسمبر 2011 بسبب المشاكل المالية. وفى العام الماضى، ودعت مجلة «نيوزويك» الأمريكية الشهيرة عالم الصحافة الورقية بعد 80 عاما على صدورها، لتكتفى بنسختها الإلكترونية، بعدما تكبدت خسائر مالية تقدر بـ40 مليون دولار سنويا منذ 2005 بسبب تراجع مبيعاتها وتراجع الاعلانات بما يقارب الـ80% من اعلى مستوى لها، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
فيما لجأت مجموعة كبيرة من الصحف ذائعة الصيت إلى تقليص أرقام توزيعها وإلغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، بينها صحف واسعة الانتشار مثل «شيكاغو تربيون»، و«بوسطن جلوب» الأمريكيتين، أما مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبوت» التى تصدر فى الولايات المتحدة، فتحولت من أسبوعية إلى شهرية مطبوعة قبل أن تتحول إلى نسخة إلكترونية.
فى المقابل يعيش الإعلام الرقمى ازدهارا حادا فى ظل التقدم التكنولوجى وثورة الاتصالات واتساع رقعة مستخدمى الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، ومن أبرز الأمثلة فى هذا المجال، الانطلاقة القوية التى يشهدها موقع «ياهو« الإخبارى، الذى يدخل إليه نحو 100 مليون مستخدم شهريا، فى معدل لا تحققه الصحف الورقية.
فالصحيفة التى تأتى فى المرتبة الأولى ضمن الصحف الأكثر توزيعا فى الولايات المتحدة الأمريكية، مثلا، هى «وول ستريت جورنال»، توزع نحو 69 مليون نسخة شهريا، وبالتالى مازالت غير قادرة على كسر حاجز الـ100 مليون، وهو إنجاز حققه موقع «ياهو» الإخبارى.
كما أن المواقع الإلكترونية الإخبارية، تشهد توسعا مستمرا بسبب الإقبال الكبير الذى تشهده، فموقع «هافينجتون بوست» الإخبارى الأمريكى الذى أسس فى عام 2005، أصبح اليوم متوافرا بست لغات، ويعمل على التوسع لزيادة أرباحه المالية من خلال الانفتاح على أسواق جديدة، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
وفى تصريحات لصحيفة إندبندنت البريطانية مؤخرا، رأت هيلين بودن، مديرة الإعلام فى هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، أن الناس لايزال لديهم رغبة فى تلقى المعلومات وأن الصحف الورقية عليها أن تبتكر طرقا جديدة لإيصال هذه المعلومات إليهم، والتحدى الذى تواجهه الصحف الآن هو كيفية جذب جمهور جديد من الأشخاص الذين يتوافر لهم اختيارات لا نهائية للحصول على المعلومات»، فيما يرى البعض أن خنوع الصحافة الورقية وفشلها فى إيجاد حلول لزيادة توزيعها، يعنى أن الكلمة المطبوعة إلى زوال
الشروق
«الصحافة الورقية المكتوبة فى العالم كانت من الأصل فى مشكلة، لأن حركة التقدم فى وسائل الاتصال أصابتها بمستجدات لم يكن فى مقدور الكلمة المطبوعة أن تتعامل معها، لكن الوسائل الجديدة استطاعت أن تصل إلى الناس حتى فى غرف نومهم، تعرض أمامهم وهم مازالوا فى الفراش كل ما يجرى فى أوطانهم وفى عالمهم: صورة ولونا وصوتا وحركة».. هكذا قال الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل فى رسالته المطولة لـ«الشروق» بمناسبة عيدها الخامس، لافتا إلى «أزمة الصحافة الورقية» فى العصر الحديث، شارحا علتها فى مواجهة وسائل الإعلام الإلكترونى والفضائيات، مضيفا: «ثم تكفلت المجالات الإلكترونية خصوصا الإنترنت بالباقى، فلم يعد الناس يشاهدون ويتابعون الأحداث، وإنما أصبحوا يعيشون فيها ومعها، فى حين أن الصحافة الورقية لها حدود أولها: مواعيد للطبع لا يمكن تجاوزها، وكل المواعيد قبل منتصف الليل، بينما الفضائيات مستمرة فى التغطية حتى الفجر، ثم إن الإنترنت لا يعرف النوم لا بالليل ولا بالنهار»..
فاظهرت الدراسات بمصر أنه بلغ عدد مستخدمى شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) فى مصر حوالى 35.9 مليون شخص ويعد موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) أكثر المواقع استخداما على الإنترنت ليسجل عدد مشتركيه نحو 16.2 مليون مشترك فى ديسمبر عام 2013، بزيادة بلغت 33.1% مقارنة بعدد المستخدمين فى ديسمبر 2012، الذى كان عددهم 12.17 مليون.
وارتفع عدد الصحف والمجلات التى تحمل نسخا الكترونيه على شبكة الانترنت إلى 65 صحيفة ومجلة مصرية، من بين إجمالى ١٥٦ اصدارا صحفيا، وتتصدر النسخ إلالكترونية لصحف مثل اليوم السابع والشروق والمصرى اليوم الصدارة فى قائمة المطبوعات التى يتم تصفح موقعها على الإنترنت مع استمرار تزايد معدلات الدخول عليها، بحسب ما ذكره حسام صالح، خبير تكنولجيا المعلومات.
وبينما يبلغ عدد المواقع الإلكترونية للصحف والمجلات القومية الورقية نحو ٣٦ موقعا تستحوذ على نسبة ٥٧.١% من إجمالى مواقع الصحف المصرية الإلكترونية، فإن مواقع الصحف المستقلة والخاصة، تستحوذ على 32% من هذه النسبة بعدد 22 موقعا إلكترونيا، فيما تمثل مواقع الصحف الحزبية نسبة ١١% فقط بواقع ٧ مواقع، بحسب تقرير رسمى لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذى اشار إلى ان الصحف المستقلة والخاصة هى الأكثر إتاحة لخدمة التعليق لقرائها على ما ينشر بالموقع.
ويرى الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة أن احصاءات عام 2017 تتوقع بداية انتكاسة للصحافة الورقية فى أوروبا والولايات المتحدة، بينما هذا المدى الزمنى يطول فى دول الشرق الاوسط والدول التى تحاول اللحاق بركب العالم المتقدم، لمتوسط عشرة أو خمسة عشر عاما أخرى.
وذكر الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل فى رسالته لرئيس تحرير «الشروق»، عماد الدين حسين، بمناسبة مرور خمس سنوات على صدور الجريدة، إن الصحف الورقية تواجه تحديا صعبا فى منافسة وسائل الإعلام الإلكترونية التى تصل إلى القارئ حتى فراشه.
ولم تكن كلماته إلا تعبيرا عن حالة عامة تواجهها الصحافة الورقية فى العالم، إذ تراجعت بشدة أمام المواقع الإلكترونية، ما دفع بعض المؤسسات الصحفية الكبرى إلى إلغاء نسخها الورقية والاكتفاء بنظيرتها الإلكترونية، أو تقليص أرقام توزيعها، فى خطوة تعكس الأزمة التى تواجهها المادة المطبوعة فى ظل التقدم التكنولوجى والتقنى وثورة الاتصالات.
ففى ذكرى الاحتفال بمرور قرن كامل على صدورها، اتخذت صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور» الأمريكية أصعب قرار فى تاريخها بإعلانها وقف النسخة الورقية اليومية للجريدة، والتحول إلى صحيفة إليكترونية، على أن تصدر نسخة أسبوعية ورقية. وبررت الصحيفة قرارها بأن لديها نحو مليون زائر لموقعها شهريا، لكنها تبيع 200 ألف نسخة فقط شهريا لذلك كان لا بد من إعادة النظر فى النسخة الورقية.
وفى خطوة مماثلة أعلنت صحيفة «فرانس سوار» الفرنسية التخلى عن نسختها الورقية فى ديسمبر 2011 بسبب المشاكل المالية. وفى العام الماضى، ودعت مجلة «نيوزويك» الأمريكية الشهيرة عالم الصحافة الورقية بعد 80 عاما على صدورها، لتكتفى بنسختها الإلكترونية، بعدما تكبدت خسائر مالية تقدر بـ40 مليون دولار سنويا منذ 2005 بسبب تراجع مبيعاتها وتراجع الاعلانات بما يقارب الـ80% من اعلى مستوى لها، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
فيما لجأت مجموعة كبيرة من الصحف ذائعة الصيت إلى تقليص أرقام توزيعها وإلغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، بينها صحف واسعة الانتشار مثل «شيكاغو تربيون»، و«بوسطن جلوب» الأمريكيتين، أما مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبوت» التى تصدر فى الولايات المتحدة، فتحولت من أسبوعية إلى شهرية مطبوعة قبل أن تتحول إلى نسخة إلكترونية.
فى المقابل يعيش الإعلام الرقمى ازدهارا حادا فى ظل التقدم التكنولوجى وثورة الاتصالات واتساع رقعة مستخدمى الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، ومن أبرز الأمثلة فى هذا المجال، الانطلاقة القوية التى يشهدها موقع «ياهو« الإخبارى، الذى يدخل إليه نحو 100 مليون مستخدم شهريا، فى معدل لا تحققه الصحف الورقية.
فالصحيفة التى تأتى فى المرتبة الأولى ضمن الصحف الأكثر توزيعا فى الولايات المتحدة الأمريكية، مثلا، هى «وول ستريت جورنال»، توزع نحو 69 مليون نسخة شهريا، وبالتالى مازالت غير قادرة على كسر حاجز الـ100 مليون، وهو إنجاز حققه موقع «ياهو» الإخبارى.
كما أن المواقع الإلكترونية الإخبارية، تشهد توسعا مستمرا بسبب الإقبال الكبير الذى تشهده، فموقع «هافينجتون بوست» الإخبارى الأمريكى الذى أسس فى عام 2005، أصبح اليوم متوافرا بست لغات، ويعمل على التوسع لزيادة أرباحه المالية من خلال الانفتاح على أسواق جديدة، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
وفى تصريحات لصحيفة إندبندنت البريطانية مؤخرا، رأت هيلين بودن، مديرة الإعلام فى هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، أن الناس لايزال لديهم رغبة فى تلقى المعلومات وأن الصحف الورقية عليها أن تبتكر طرقا جديدة لإيصال هذه المعلومات إليهم، والتحدى الذى تواجهه الصحف الآن هو كيفية جذب جمهور جديد من الأشخاص الذين يتوافر لهم اختيارات لا نهائية للحصول على المعلومات»، فيما يرى البعض أن خنوع الصحافة الورقية وفشلها فى إيجاد حلول لزيادة توزيعها، يعنى أن الكلمة المطبوعة إلى زوال
الشروق
0 التعليقات:
Post a Comment