وأضاف كوكبيرن في تقريره الذي نشره في الإندبندنت أن الجولة الأخيرة من "الفضائح" التي ضربت تركيا تعتبر أكثر خطورة من أي وقت مضى.
والشريط الذي نشره أعداء أردوغان على "يوتيوب"، يظهر رئيس الحكومة وهو ينصح ابنه بلال كيف يخبئ أمواله. ويتساءل الكاتب هنا إن كانت "الدولة الموازية" قد ورطت أردوغان؟
بلا شك، فالشريط أعطى أعداء رئيس الحكومة ذخيرة جديدة للهجوم عليه، وهذا واضح من كلام زعيم المعارضة في البرلمان كمال أوغلو الذي نصح أردوغان قائلا "أهرب من البلاد، اركب مروحية أو استقلْ"، ورد أردوغان "الناس لا يصدقون هذه الأكاذيب". وفي وقت اجتمع ألف من مؤيدي المعارضة في وسط اسطنبول من أجل أوراق نقدية من الدولارات في الهواء. إلا أن الشريط يمثل واحدة من المواجهات الأخيرة بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان وحليفه السابق الذي يدير سلسلة من المؤسسات والمدارس، فتح الله غولن الذي يعيش في بنسلفانيا فيما يقوم أتباعه بشن الهجمات على الحزب الحاكم.
وأصبح الغولونيون أقوياء بشكل كبير في عام 2002 بعد تعاونهم القوي مع أردوغان ضد المؤسسة القضائية والعسكرية التي ظلت تسيطر على السياسة في تركيا.
ويتهم أردوغان الغولونيين الذين يطلق عليهم "الدولة الموازية" بالوقوف وراء سلسلة من التحقيقات بالفساد ضد عائلته وأفراد في المؤسسة الحاكمة، والتي بدأت في شهر كانون الأول/ ديسمبر.
ويقول مؤيدو الحكومة أن آلاف الأشخاص بمن فيهم أردوغان نفسه، ومسؤولون في حزبه وحكومته والصحافيون والأكاديميون ورئيس الأمن القومي حقان فيدان، كانوا تحت رقابة وتنصت خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ورفض غولن عبر محاميه أية علاقة بمؤامرة التجسس وقال إن الاتهامات أدت إلى زيادة "الكراهية والعداء" في المجتمع التركي.
ويقول الكاتب إن إردوغان الذي سيخوض انتخابات محلية في الشهل المقبل لن يخرج من السلطة، ولكنه يعاني من ضعف بعد سلسلة من الأزمات، بدءا من أحداث حديقة غازي في الصيف الماضي، والآن المواجهة مع الغولونيين.
فقد فاز أردوغان بثلاث انتخابات منذ عام 2002، ولا يزال يتمتع بشعبية واسعة حسب آخر الاستطلاعات. ويرفض كل الاتهامات الأخيرة، حيث اتهم أعداءه بالقيام بعملية "مونتاج مخزية ونشروها". وقال أمام البرلمان أنهم استمعوا لرسائل الدولة المشفرة. وتعهد أردوغان بالكشف عن أعضاء المنظمة الموازية واحدا بعد واحد، مضيفا "سنجعل من يمشون معهم خجلين من أنفسهم بحيث لا يستطيعون السير في الشارع".
وفي الوقت الذي استغلت فيه المعارضة الشريط، خاصة حزب الشعب الجمهوري، إلا أن وضع أردوغان قوي، لأنه يتحدث للمركز المحافظ الإسلامي الذين يشكل عادة الغالبية في تركيا، ولكن واحدة من أهم مصادر قوته هي النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته تركيا، وقوة الاقتصاد.
ويشير الكاتب هنا إلى أن جماعة غولن تملك قوة داخل الكثير من المؤسسات ومؤثرة على عدد من المسؤولين، وجماعة حزب العدالة والتنمية يعرفونهم. وهذا راجع للتحالف القديم بين الطرفين، حيث قام حزب العدالة بترفيع الغولونيين وإحلالهم محل المؤسسة السابقة، العسكرية والقضائية التي كانت تسيطر على تركيا.
وبعيدا عن صحة أو كذب التسجيلات، إلا أن ظهورها في هذا الوقت الذي يحضر فيه أردوغان لانتخابات شهر آذار/ مارس المقبلة، يظهر أن رئيس وزراء تركيا لا زال يواجه أعداء من داخل جهاز الدولة، ولديهم خبرات تقنية عالية.
عربي 21
0 التعليقات:
Post a Comment