هل تستعد إسرائيل لهجوم شامل في قطاع غزة، على غرار عملية "الرصاص المصبوب" التي نفذتها عام 2008؟ أم ستكتفي بتنفيذ هجمات جوية ضد أهداف في القطاع المحاصر؟ أم ستغض الطرف عن إطلاق حركة الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة؟

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت: "إن دعوات وزير الخارجية " أفيجدور ليبرمان" لاحتلال قطاع غزة بالكامل، ليس بالأمر الجديد، فمنذ سنوات لم يكف ليبرمان عن تلك الدعوات، حتى أنه لم يغير رأيه بعد أن عاد للحكومة إثر تبرئته من قضية فساد".

المحلل العسكري للصحيفة "عاموس هارئيل" قال: "إن الشيء الأخير الذي يحتاجه الآن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو رؤية جنود كتيبة جولاني وجفعاتي يمشطون بيتا بعد الآخر في مخيمات اللاجئين في غزة ودير البلح".

وأضاف أنه رغم زخات الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية، فإن الرأي العام في إسرائيل لا يؤيد أي عملية توغل برية في غزة خلال هذه المرحلة.

وذكَّر "هارئيل" بعملية "عامود السحاب" في نوفمبر 2012 حيث تجنب نتنياهو وقتها الزج ولو بجندي واحد من جنوده داخل القطاع، واكتفى بقصف غزة من بعيد من خلال الطائرات، معتبرا أن استدعاء 75 ألف جندي احتياط وقتها جاء فقط كخطوة لاستعراض العضلات، فيما انتهت العملية بعد ثمانية أيام، دون أي عملية برية.

ولم يغير نتنياهو من تحفظه حيال شن هجمات برية على غزة، لما في ذلك من مخاطرة كبيرة قد تخلف أعدادا هائلة من المصابين- ومع ذلك فإن هناك اختلافًا بين حكومة نتنياهو الثانية والثالثة، لاسيما فيما يتعلق بسياسات الرد الفوري.

يحرص نتنياهو بتشجيع من وزير الدفاع موشيه يعلون على عدم السماح بإطلاق صاروخ من غزة دون رد إسرائيلي، وهو ما كانت حكومته السابقة تتريث فيه أحيانًا.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن قيام إسرائيل بإطلاق 29 صاروخًا على أهداف في القطاع معظمها تعود لحركة الجهاد الإسلامي، وبعضها تابع لحماس دون الحديث عن سقوط قتلى على الجانب الفلسطيني، يؤكد أنه كان هناك وقت كافٍ للفلسطينيين- بعد التهديدات الإسرائيلية- لإخلاء المكاتب والمواقع التي تعرضت للقصف.

وفسر ذلك بالقول: "إن الحكومة الإسرائيلية كانت حريصة على احتواء المواجهات وبالتالي إنهائها بسرعة انطلاقًا من سببين، الأول يتعلق بالتوقيت، لاسيما مع حلول احتفالات عيد المساخر اليهودي، فجولة قتال واسعة سوف تعرقل بالكامل تلك الاحتفالات جنوب إسرائيل، وربما أيضا وسطها، وستؤدي إلى إلغاء الفعاليات الشعبية.

التبرير الثاني استراتيجي، يتعلق بما أسماه "هارئيل" بـ "المساحة غير الصغيرة" من المصالح المشتركة بين إسرائيل وحكومة حماس. فتل أبيب "لا ترغب في إسقاط النظام في القطاع من منطلق إدراكها أن البديل قد يكون أسوأ. كذلك فإن حماس وتحت الضغط المزدوج من إسرائيل وحكم الجنرالات المصري، تسعى قبل أي شيء للصمود. لذلك فإن مواجهات عسكرية مع إسرائيل لن تخدمها".

وأضاف "هارئيل" أن نتنياهو يعتبر غزة جبهة ثانوية في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة لاسيما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وعدم استقرار الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان، لذلك فليست له مصلحة في إشعالها الآن.

ومع ذلك توقع صحفي "هآرتس" أن موجة ثانية من الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات قد تقصر المسافة لعملية عسكرية واسعة في القطاع، في ظل عودة الشعور بانعدام الأمن لدى سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة، بعد عام وعدة شهور من الهدوء.

وختم بالقول: "من الواضح أن رئيس الحكومة سوف يفضل عدم التورط في إرسال قوات برية إلى المنطقة المأهولة في غزة، الغنية بالخنادق والشراك، رغم مواعظ وزير الخارجية له".



مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -