نشرت صحيفة هافينتغتون بوست تقريرا لمحللين حول استئناف جزئي للمساعدات العسكرية الاميركية لمصر مفاده أن الديمقراطية في مصر ليست مهمة للولايات المتحدة
وقالت الصحيفة انه بعد شهور من العلاقات الباردة بين الولايات المتحدة ومصر أعلنت إدارة أوباما الثلاثاء استئناف المساعدات العسكرية الجزئية للبلاد وإرسال 10 طائرات اباتشي، وأوردت تحذيرات لمحللين من أن هذه الخطوة تدل على تجاهل الولايات المتحدة للحاجة الملحة للديمقراطية في مصر، التي أحدثت صخبا عالميا خلال العام الماضي لاستخدامها اجراءات امنية قمعية عنيفة.

وقالت ايمي هوثورن الخبيرة بشئون الشرق الاوسط بالمجلس الاطلسي والتي عملت سابقا بوزارة الخارجية الامريكية لتنسيق الدعم للربيع العربي ان قرار ارسال الاباتشي بدون رد واضح من القاهرة حول حقوق الانسان ليس الا اشارة اخرى على ان الحكومة المصرية يمكنها تخفيف الضغوط الامريكية من أجل قضايا الديمقراطية اذا تحملتها لفترة طويلة كافية.

وتابعت: كما قال الرئيس اوباما في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر الماضي أن الولايات المتحدة تعتبر أن مصالحها الاساسية في المنطقة مرتبطة بمصالح الامن الاميركي، والادارة ترى _ برأيها _ ان الديمقراطية وحقوق الانسان من الاهتمامات المستقلة والثانوية.

وكانت الولايات المتحدة علقت ارسال مروحيات الاباتشي في يوليو ثم أوقفت مساعدتها السنوية البالغة 1.3 بليون دولار عقب اطاحة الجيش المصرري بأول رئيس منتخب انتخابا حرا وشروعه في اجراءات دموية ضد كل اطياف المعارضة، وحبس الصحفيين المصريين والاجانب على السواء. وقال جون كيري وزير الخارجية الاميركي الثلاثاء ان الولايات المتحدة ستستأنف جزءا من مساعداتها لأن مصر متمسكة باتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع اسرائيل ومن ثم تصبح مؤهلة للمساعدات العسكرية ومكافحة الارهاب. ويتزامن القرار مع اول جولة الى واشنطن لمسئولين مصريين رفيعي المستوى منذ الاطاحة بمرسي. 

وقال الناطق باسم البنتاجون ان استئناف المساعدات احد عناصر جهود الرئيس الواسعة للعمل مع الشركاء في المنطقة لبناء قدرتهم على مواجهة التهديدات الارهابية ومصلحة الامن القومي الاميركي.

وكانت اسرائيل قد استنكرت وقف المساعدات العسكرية الاميركية لمصر في اكتوبر الماضي قائلة ان التراخي الامني في شبه جزيرة سيناء يمكن ان يؤدي الى مزيد من الهجمات ضدها. وفي اعقاب الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي شنت جماعات اسلامية متشددة هجمات يومية على رجال الامن في مصر واطلقت عدة صواريخ على جنوب اسرائيل.

ونقلت الصحيفة ما قاله زاك جولد المحلل المتخصص في التعاون الامن بين الولايات المتحدة سيناء بواشنطن ان الولايات المتحدة تسعى لوقف انحراف في العلاقات، وأن الافراج عن مروحيات الاباتشي وزيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لواشنطن تدل على ان العلاقات تسير في مسارها. لكن كل هذا يتم بدون نقاش اوسع داخلي او ثنائي حول مستقبل العلاقات الاستراتيجية الاميركية المصرية. وشدد جولد على انه بينما تنتظر الولايات المتحدة الافراج عن كل مساعداتها على حسب التقدم الديمقراطي في مصر الا انه لا يتوقع انها ستفرق كثيرا. فمن سوء الحظ كما يبدو من اولويات الرئيس التي طرحها الخريف الماضي بالامم المتحدة ان ادارة اوباما قررت بالفعل ان الديمقراطية في الشرق الاوسط ليست اولوية.

وأشارت الصحيفة إلى قول الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين بساكي أن كيري قال انه لا يستطيع الشهادة بأن مصر تتخذ خطوات تدعيما للانتقال الديمقراطي ولكنه حث مصر على الوفاء بوعدها بانشاء ديمقراطية عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. ويقول معارضون للحكومة الاميركية انهم يخضون من أن الانتخابات الرئاسية في مايو ستكون مثل الاستفتاء على الدستور في يناير الماضي عندما جرى اعتقال ومطاردة المصوتين بـ لا.

ونوهت الصحيفة إلى تحذير هوثورن من ان الولايات المتحدة تتبنى وجهة نظر قصيرة المدى بالتركيز على الهواجس الامنية في مصر وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان. وقالت ان الادارة الامريكية لا تعتقد ان التقدم في مجال حقوق الانسان والديمقراطية شرط لحماية مصالحها الامنية في المنطقة. وتابعت: على المدى القصير ربما يكون هذا صحيحا بالمعنى الضيق ولكنه على المدى البعيد فإن الفشل في تطوير انظمة حكم عادلة وشاملة يمكن ان يقوض استقرار المنطقة بشكل كبير ويجعل البيئة اكثر صعوبة على الولايات المتحدة.

المصدر: الجزيرة مباشر مصر







0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -