منذ أحداث 30 يونيو حتى الآن وحزب النور أصبح حديث الساعة، بمواقفه التي تثير الجدل، أو بالضربات التي أصبح يتلقها من حين لآخر من السلطة، رغم دعمه لقرار الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
فالحزب الذي ظهر للنور عقب ثورة 25 يناير كذارع سياسية للدعوة السلفية، وشارك جماعة الإخوان في الحكم بحلوله في المركز الثاني من حيث الأغلبية في البرلمان حتى تم حله، تلقى العديد من "الضربات" من السلطة، وصفها البعض بأنها جعلته يحتضر ويقترب من النهاية.
الحزب تلقى أولى الضربات، حين أجبر على التنازل عن المادة 219 في الدستور الجديد، مع أنه أصرَّ على وجودها في لجنة المائة التي أقرت دستور 2012، بحجة الحفاظ على الهوية والشريعة الإسلامية.
وقبل 30 يونيو اعترض النور بشدة على العلاقات "المصرية ـ الإيرانية"، ووصول أفواج من السياح الإيرانيين تذرعًا بالحفاظ على المذهب السني، حتى وصل التهديد لمحاصرة المطارات، والآن عادت السياحة الإيرانية ومع ذلك تنازل النور ولم يعترض.
أما قضية اللحية التي تحدث عنها النور من قبل، وكأنها قضية الساعة، ثم تبخر بعد 30 يونيو خصوصًا بعد فصل عشرة من الضباط الملتحين بوزارة الداخلية، ولم يسمع أحد تعليقًا وقتها، أما الاعتراض الأهم للنور والذي جاء بعد تحصين قرارات العليا للانتخابات، وكعادة التنازلات تم العمل بالقرار الرئاسي ولم يتحدث النور.
النور لزمته عبارة "أخف الضررين ومصلحة الوطن بعد 30 يونيو"، وهو ما ظهر مؤخرًا في تصريحات الشيخ ياسر برهامي حينما قال منذ أيام: "لا مانع من حل حزب النور إذا اقتضت المصلحة ذلك".
خبراء السياسة وممثلو الأحزاب السياسية تباينت رؤاهم حول تحليل تصريحات النور في الفترة الأخيرة، البعض وصفها بالمتخبطة والتي بحث من خلالها عن كسب مصالح شخصية، قائلين إن النور يحتضر ولم يعد له وجود في الشارع.
بينما يرى آخرون أنَّ النور أفضل ما لعب السياسة، فهو يراوغ ويناور من أجل مكاسبه السياسية.
وقال إمام يوسف القيادي بحزب الأصالة: "إن حزب النور يحتضر الآن، فلم تعد له أرضية في الشارع فهو يسير في ركاب أي نظام"، مضيفًا أن "النور هو السكين البارد الذي ذبح بها الجيش التيار الإسلامي".
وأوضح القيادي في تصريحات صحفية أنَّ تصريحات النور ومواقفه قبل وبعد 30 يونيو، تثبت أنه ينحني لأي شخص بحثًا عن مصالحه، وأن النور مواقفة متخبطة منذ تأسيسه، وتصريحات قياداته طعنت التيار الإسلامي من الخلف".
وتساءل يوسف أين النور من المادة 219؟ أين النور من تطبيق الشريعة ومواجهة التشيع؟ أين النور من تحصين العليا للرئاسة، وقضية اللحية؟ أين النور من تصريحات الشحات وقوله الديمقراطية كفر؟ أين هو من تصرفات البلكيمي والونيس؟ أين مشروع النور الإسلامي؟، موضحًا أن النور أساء للإسلاميين وتنازلاته كانت لأطماع سياسية.
ومن جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنَّ من يعتقد أنَّ النور مات واهم، موضحًا أن النور أبرز ما لعب السياسة قبل وبعد 30 يونيو.
وأوضح في تصريحات صحفية أنَّ النور هو الحزب الوحيد المنتمي للتيارات الإسلامية الذي استطاع أن يحافظ على وجوده بين الأحزاب الليبرالية بعد يناير وبعد 30 يونيو، قائلًا إن النور عقب أحداث 30 يونيو كان يمكن أن ينضم للتحالف الداعم للشرعية، ويلقي مصير قيادات الإخوان لكنه لعب على الكارت الكسبان والوقوف بجانب الجيش وهذا دهاء سياسي.
وأشار غباشي إلى أنَّ النور يناور ويراوغ سياسيًا من أجل بقائه ووجوده في المشهد السياسي حتى ولو بشكل غير مؤثر.
وقال الدكتور شعبان عبد العليم، القيادي بحزب النور ورئيس لجنة التعليم في برلمان 2012، إنَّ الحديث عن ضعف أرضية حزب النور في الشارع، يرجع للتأثير والتراجع الذي تعرض له التيار الإسلامي في الفترة الأخيرة، مضيفًا أن هذا الضعف والتأثير قصير الأجل.
وأوضح القيادي بحزب النور في تصريحات صحفية أن تنازلات النور التي يتحدث عنها البعض كالمادة 219 وتطبيق الشريعة وغيرها، كلام لا أساس له من الصحة، فالمواد تنازلنا عنها ووضعنا مواد مشابهه لها، قائلًا إن غالبية الناس لم تقرأ مواد الدستور.
وأشار عبد العليم إلى أنَّ تصريحات الشيخ ياسر برهامي بعدم وجود مانع لحل حزب النور تصريحات جدلية، فبرهامي لا يقصد حل الحزب بالمعنى الحقيقي، لكنه يفترض إذا تعارضت مصلحة الدولة مع الحزب فإن مصلحة الدولة أهم".
مصر العربية
شوية معرصبن واجتمعو مع بعض يبقو ايه غير حزب معرصين
ReplyDelete