حينما نؤكد أن الشباب هم شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير بما حملوه من آمال وأهداف، وبما قدموه من فعاليات وتضحيات فإن الأمر ينطلق إلى صناعتين ثقيلتين في الحفاظ على الثورة والوطن؛ الأولى تتعلق بصناعة الأمل، والثانية تتأكد بصناعة المستقبل؛ هذا يعني أن مسألة تمكين الشباب تعني - ضمن ما تعني - تمكينهم من صياغة مستقبل مصر السياسي لأنهم في حقيقة الأمر هم أكثر من نصف الحاضر وهم بلا أدنى مواربة كل المستقبل، هذه المعاني يترجمها صاحب الأمل والقلم، صاحب المقاومة واستشراف المستقبل، شاعر الثورة عبد الرحمن يوسف.

هذه المعاني ترتبط بطاقات ثورية رمزية يجب أن تُستثمر بحيث تشكل بميزان كلماتها، وحكمة مواقفها، وقدرة إمكاناتها، وتأثير فاعلياتها بما تشكله شخصية كعبدالرحمن يوسف خاصة أنه يشكل بفكره وفعله رمزاً استثنائياً بما يحمله من قدرات وما يمثله من طاقات؛ إنه الإعلامي الصادق والباحث الفائق والشاعر الدافق والمستشرف الحكيم السابق، مجمع الصفات تلك تحرك عناصر تتعلق بالعلم والوعي، بالحكمة والرشد، والوجدان المتقدلشخص يترجم كل مواقفه لفكرة تحرك طاقات الشباب وتعبر عن كل آمال الوطن، وتنتفض وجدانيته من أجل ثورة ظلت حلمه ولازالت حمله، يحمل هذه الثورة على سنان قلمه ويغمس قلمه في محبرة من دمه، فتخرج الكلمات أشبه بالجذوة المتقدة، والحركة الناشطة التي تعبر عن جيل الشباب بما يحمله من طاقة ثورية ولسان فصيح وأمل فسيح.

وهو إن كان يمثل فكرة فهو كذلك امتداد لذاكرة متحركة في الفعل والفعالية في المقاومة والتضحية؛ إذ شكلت مواقفه حيال استبداد مبارك، ومصفوفة كلماته في قصائده الشعرية أكبر لطمة لمنظومة المخلوع ليحقق بذلك حلم الشباب المشروع في التأكيد على رفضهم لرمز الاستبداد وما اقترفه من فساد فحقق بذلك معادلة الثبات الثوري في فترة مبكرة حملته إلى كفاية والجمعية الوطنية للتغير، كل فعله رمزاً للمقاومة بلوغاً للذروة الثورية في ثورة الخامس والعشرين من يناير فظلت كلماته تطرق باب المستبد بلا خوف وتفتح أبواب الحرية بلا قيد.

تحرك من جوف هذه الذاكرة ومنظومة المواقف بث حى لصنوف من الوعي؛ وعي فكري، ووعي وجداني، ووعي موقفي وسلوكي، ترجمه بفعل شعره إلى وعي جمعي ونداء حركي وقدمه في صور من وعي إدراكي وتعبيري وتدبيري، الثورة همه، والوطن في دمه، والشعب يملأ عليه حياته وكيانه؛ الكلمة على لسانه حركة وكفاح، والفصحى كما العامية بيان وإيضاح، والشطرة في شعره تشق الإصباح، إرادة شاعر وحركة إصلاح.

حينما يكتب عن عيني "حرارة" يكتب عن الذي فقد عينيه ولكنه يملك البصيرة، وعن الذي صحت عيونه وقد فقد الحس والبصيرة، وهو كذلك يتحدث إلى أهل الدولة و"الدولتية" حينما يقفون عند حد المهنى الأمنجي للدولة لا دولة في جوهرها أو في وظائفها أو في ترجمة حقيقة أهدافها، وخدمة مواطنيها في إطار للقيام ببناء دولة حقيقية لا دولة فاسدة تشكل دولة الفساد العميقة ودولة الاستبداد الغويطة، الدولة التي تنتقد كل مساراتها وسياساتها وخطاباتها "على رأسها بطحة" وفي حديثة عن دين الطغيان يتحدث عن الفرعون الجديد حينما يبشر لهذا الدين الجديد الذي يبنى على خمس؛ كلها تعبير عن حالة انقلابية ومنقلبة ومتقلبة (بني الطغيان على خمس) ، وهو إذ يقدم في رؤيته تلك عن فهم عميق ودقيق لواقع وجب التعامل معه والوعي به والقدرة على التعرف على مفاصله وكل ما يتعلق بتحديات، يتحرك بالحرف وبالكلمة ما كنا نتحدث عنه في بحث مستفيض تتعدد فيه الصفحات وتزيد فيه الكلمات فإذا به يجمل الأمر في كلمات قليلة ذات معانٍ كبيرة ومغازٍ جليلة، هكذا حال الشاعر يكثف في وجدانه على قلمه وسنانه، من قلبه إلى لسانه، فيوجز باللفظ الكثيف كل معنى حر شريف.

في مكنون شخص كعبد الرحمن يوسف يتسم بحساسية الشاعر الذي أورثه موازين الكلام يكون عبد الرحمن صاحب البيان، ليس فقط رمزاً لحقيقة ثورية قائمة بل زادا لطاقة ثورية قادمة؛ حينما يشكل موضع ثقة الشباب بعد ذيوع حالة الاستقطاب، يعبر عن معاني مواقف الإنسان حينما ينتفض من أجل أي إنسان تحركه معاني العزة والكرامة للمواطن ومعاني القوة والمكانة للوطن.

إنه الباحث في قلب كل شاب من شباب الثورة عن معنى الاصطفاف وحقائق الالتفاف حول أهداف ومكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير، إنه المستوعب لكل اختلاف ليحركه صوب كل أشكال الائتلاف فيجعل من قيم الثورة في الميادين في الثمانية عشر يوماً ما يحمله في مداد قلمه وما يبثه في جذوة شعره وما يمثله من حب وطنه وتقديره لشعبه، يقدم الشاعر بميزان حساس في خطابه وشعره في مواقفه وفكره استثمار طاقة الثورة في اصطفاف جديد يتحرك بين قوى السياسة من الشباب فيجمعها حيث يجب أن تجتمع، وتصطف حيث يجب أن تتحد، ويقدم للجميع معاني الحرية والثورة والكرامة، ولسان حاله يقول "اصطفواجميعا تكاتفوا معا".

رسالة الشاعر صاحب المقاومة والقلم " النفسالطويل" ، النفس الطويل عنوانالإصرار والاستمرار،والنفسالطويلأقوى المؤشرات فينجاحالثورات،النفس الطويلطاقةأمل وفاعلية عمل، النفس الطويل حماسالشبابلاستكمالثورتهم فى مواجهة كل استقطاب.

روابط يجدر الإشارة إليها :
قصيدة الهاتك بأمر الله للشاعر عبدالرحمن يوسف




عبدالرحمن يوسف أمام دار الحكمة 25 يناير 2011



قصيدة على راسها بطحة لعبدالرحمن يوسف




قصيدة عيني عليك باردة لعبدالرحمن يوسف





قصيدة أركان الطغيان لشاعر الثورة





النفس الطويل مع عبدالرحمن يوسف


0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -