قال حاكم مقاطعة صقلية الإيطالية روزاريو كروشيتا إن حكومته تعتزم قريبا تقنين علاقتها بمسلمي المقاطعة من خلال اعتراف رسمي يمنح الدين الإسلامي وضعا مساويا لباقي الأديان المعترف بها.
ويتيح هذا الاعتراف إقامة مشاريع لتشجيع تعليم اللغة العربية بمدارس صقلية للتلاميذ ذوي الأصول العربية والراغبين من التلاميذ الإيطاليين، كما يسمح ببناء المساجد.
وذكر كروشيتا -في مقابلة مع الجزيرة نت- أنه مستعد لمشاركة ممثلي مسلمي صقلية في تكوين لجنة مشتركة للتشاور والتفاهم على اتفاق للاعتراف الرسمي بالإسلام خلال وقت قصير، واعتبر أن صدور هذا الاعتراف سيمثل قدوة تحتذى في باقي المقاطعات الإيطالية.
كما أشار إلى أنه سيتقدم من جانب آخر بطلب لوزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو عند لقائه القادم به لتسريع الاعتراف الرسمي بالإسلام في عموم البلاد.
توابع الاعتراف
وكان وفد من اتحاد المنظمات الإسلامية بإيطاليا قد التقى الثلاثاء الماضي مع الوزير ألفانو، وحثه على أن يأخذ بعين الاعتبار طلب الاتحاد المقدم للداخلية الإيطالية منذ عام 1990 بالاعتراف رسميا بالدين الإسلامي.
ومن شأن اعتراف إيطاليا بالإسلام أن يمنح أقليتها المسلمة -المقدرة وفق إحصائيات غير رسمية بأكثر من مليون ونصف مليون نسمة- وضعا مساويا قانونيا لأتباع الديانات الأخرى المعترف بها، كما يسهّل إجراءات إقامة المساجد والمقابر الإسلامية، ويسمح للحكومة الإيطالية بجمع ضرائب من مصادر دخل المسلمين لتمويل احتياجاتهم الدينية وبناء مؤسساتهم، على غرار ضريبة الكنيسة المفروضة على المسيحيين.
واعتبر حاكم مقاطعة صقلية أن الاعتراف بالدين الإسلامي رسميا في إيطاليا يرتبط بوجود جهة واحدة تمثل مسلمي البلاد أمام سلطاتها.
ورأى أن الاتفاق على تقنين وضع الإسلام يضمن العلاقة بين الدولة الإيطالية ومسلميها، ويجنب الطرفين أمورا سلبية عديدة يمكن حدوثها في ظل عدم وجود هذا الاتفاق، لافتا إلى أن الحاجة لصدور اعتراف بالإسلام رسميا مبنية على ضمان دستور البلاد للتعددية الدينية.
ولفت رئيس حكومة صقلية إلى أن غرق سفينتين تحملان مئات اللاجئين أمام شاطئ جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أحدث تغيرا وصفه بـ"الإيجابي" في سياسات روما تجاه قضايا الهجرة واللجوء، وقال إن مظاهر هذا التغير بدت واضحة في الانتهاء من إعداد قانون يمنع تجريم "الهجرة غير الشرعية" ويسمح بإنقاذ آلاف اللاجئين أمام الشواطئ الإيطالية.
اليمين والربيع
واعتبر كروشيتا أن الصعود المتوقع لتيارات وأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا وهولندا وبريطانيا خلال انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة نهاية الشهر الجاري يمثل أمرا باعثا للقلق، حيث تهاجم هذه التيارات كلا من الإسلام والعملة الأوروبية الموحدة (يورو).
وأوضح أن إيطاليا لم تشهد بروزا لتيارات معادية للإسلام بشكل قوي مثل بلاد أوروبية أخرى، ونبه إلى أن "حركة خمسة نجوم" التي نجحت في دخول البرلمان الإيطالي بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة معادية للوحدة الأوروبية وليس للإسلام.
ورأي كروشيتا أن ما جرى بمصر وتونس بعد أحداث الربيع العربي يمثل أمر طبيعيا لبلدين في مرحلة انتقال بعد الثورة، وقال إن انتهاج مصر سياسة توافق على غرار ما فعلت حركة النهضة التونسية كان كفيلا بتجنيب الساحة المصرية ما تشهده منذ صيف العام الماضي.
المصدر : الجزيرة
0 التعليقات:
Post a Comment