وهو يُلقي "خطاب الوداع"، عقب إعلان تشكيلة حكومة التوافق الوطني الفلسطيني، اليوم الاثنين، برئاسة رامي الحمد الله، كان إسماعيل هنيّة قد حمل رسميًا لقب "رئيس الوزراء السابق"، لحكومةٍ أدارت شؤون قطاع غزة لسبع سنوات.
ويعد هنية من أبرز أسماء المغادرين لحكومة غزة المقالة، والتي أدارتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ما بين عامي 2007 و2014.
وهنية من أبرز قادة حركة "حماس"، التي أعلنت مطلع أبريل 2013 عن انتخابه نائبًا لرئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، ليصبح أول شخصية تقيم في غزة تشغل هذا المنصب.
وحظي هنية برصيد جماهيري واسع في أوساط الفلسطينيين، لاسيما في غزة، تجلى في فوز حركة "حماس" بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات يناير 2006.
ونظرًا لعدم إجراء أي انتخابات منذ ذلك الوقت، إضافة إلى عدم وجود استطلاعات رأي موثوقة، لا يعرف مقدار الشعبية التي يحظى بها هنية في الوقت الحالي.
وإسماعيل هنية، المشهور بكنية "أبو العبد"، يوصف داخل حركة "حماس" بأنه يقود النهج البراغماتي.
ويتميز هنية بالهدوء ومواقفه المعتدلة، ويتمتع بشبكة علاقات واسعة مع خصوم الحركة، وخاصة في داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وأوساط السلطة الفلسطينية، وهو ما مكنه من دخول المجلس التشريعي بسهولة في انتخابات 2006 عن قائمة "التغيير والإصلاح" التي تمثل "حماس"، وحازت على أغلبية (76 من أصل مقاعد المجلس التشريعي البالغة 132)، أهلتها آنذاك لتشكيل حكومة تقلد رئاستها.
وفي 22 فبراير 2006، كلّف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (زعيم حركة فتح)، إسماعيل هنية، بتشكيل الحكومة الجديدة، بناء على ترشيحه من قبل حركة "حماس".
وفي فبراير التالي ترأس هنية حكومة وحدة وطنية تشكلت إثر "اتفاق مكة"، برعاية السعودية، لوقف الأحداث الدامية بين حركتي "حماس" و"فتح" لم يصمد طويلاً، إذ اندلعت اشتباكات مسلحة بين الحركتين انتهت بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة يوم 14 يونيو 2007.
وشكّل هذا الحدث علامة بارزة في التاريخ الفلسطيني الحديث، حيث انقسمت أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني (السلطة الفلسطينية) إلى جزأين، الأول في الضفة الغربية، تديره حركة "فتح"، والثاني في قطاع غزة، تديره حركة "حماس"، برئاسة هنية.
وقام الرئيس عباس بإقالة حكومة هنية، وكلف سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة، ومنذ ذلك التاريخ وهنية يتصدّر مشهد الحُكم في قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون نسمة.
ويقطن هنية (51 عامًا) في أحد أكثر المخيمات الفلسطينية فقرًا وبؤسًا، وهو مخيم الشاطئ، مسقط رأسه، شمال غربي مدينة غزة، وفيه نشأ ولا يزال يعيش حتى اللحظة.
وينحدر هنية، المولود عام 1963، من أسرة فلسطينية لاجئة من قرية الجورة في مدينة عسقلان المجدل (داخل إسرائيل حاليًا).
وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بينما حصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر الديني بغزة، قبل أن يلتحق بكلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، ويتخرج فيها.
بدأ هنية نشاطه داخل "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابية لجماعة الإخوان المسلمين، والتي انبثقت عنها لاحقًا حركة "حماس"، وصار عضوًا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 و1984، ثم تولى منصب رئيس مجلس الطلبة بين 1985 و1986.
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1994)، شارك هنية رغم صغر سنه في تلك الآونة (24 عامًا) في تأسيس حركة "حماس" مع العشرات من كوادر جماعة الإخوان المسلمين.
واعتقل إثر ذلك أكثر من مرة في السجون الإسرائيلية، حيث سجن 18 يومًا عام 1987، ثم اعتقل عام 1988 لمدة ستة أشهر، أما المرة الثالثة فكانت الأطول؛ حيث اعتقل عام 1989 وأمضى ثلاث سنوات في السجون الإسرائيلية بتهمة قيادة جهاز أمن حركة "حماس".
وفي 17 ديسمبر 1992 أبعدت إسرائيل هنية إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع العشرات من قياديي حركة "حماس"، حيث استمر إبعاده لمدة عام.
وخلال الانتفاضة الأولى، وبداية عهد السلطة الفلسطينية عام 1994، برز نجم القيادي الشاب هنية، واشتهر بخطبه النارية في المساجد بغزة.
وسطع نجم هنية بعد الإفراج عن مؤسس حركة "حماس"، أحمد ياسين، حيث شغل منصب مدير مكتب مؤسس "حماس"، وظل حتى مقتله أبرز المقربين إليه.
وخلال انتفاضة الأقصى، اشتهر هنية كأحد أعضاء القيادة السياسية لحركة "حماس"، وكان أبرز المتحدثين باسمها، وشارك في جميع جلسات الحوار بين الحركة والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وتعرض هنية لمحاولة اغتيال بينما كان برفقة الشيخ ياسين في 6 سبتمبر 2003، عندما ألقت طائرة حربية إسرائيلية قنبلة على منزل في غزة، غير أن هنية والشيخ ياسين وسكان المنزل نجوا من عملية القصف.
ويُعرف عن هنية اهتماماته الرياضية، وقد اختير لمنصب رئيس نادي "الجمعية الإسلامية بغزة" لمدة عشر سنوات، كما يهتم بدعم الأنشطة الرياضية في القطاع.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment