على الطرف الآخر للتليفون اتصل بي مُعاتبا كيف تأتي إلى هنا ولا تتصل بي؟
قلت: أعذرني فالأشغال كثيرة.
قال: أنا أعتز بصداقتك حتى لو اختلفنا في الرؤى السياسية.
قلت: طبعا الاختلاف لا يفسد للود قضية.. لكن قل لي ما هو الخلاف بيننا ؟
قال: أنت مع ‫‏مرسي‬ وأنا مع ‫السيسي‬
قلت: أخطأت .. ربما أنت مع السيسي، لكني لست مع مرسي؛ بل مع الديموقراطية وما اختاره الشعب.
قال: وأنا مع اختيار الشعب مثلك.
قلت: لكنك مع السيسي وهو ليس اختيار الشعب.
قال: الشعب سيختاره رئيسا.
قلت: ونعم الديموقراطية..!! أنت انقلبت على رئيس منتخب لأجل رئيس مفترض لأنك تحبه.. عاش حبكما يا سيدي..
قال: هذا لا يمنع أنك صديقي..
قلت له: هل سمعت أن من تحبه يتهمني بحرق شقق ؟؟!
قال: أرجوك لا تخلط الأمور.. إنما القضاء.
قلت: صحيح نحن بأزهى عصور استقلال القضاء.. طب هل تعلم آخر شقة أحرقتها ؟!
قال مذهولا: وكيف ؟ أنت لا يمكن أن تفعل ذلك..
قلت: هل لا تصدق القضاء ؟.. ام أنك ترمن باستقلاله ؟
قال: لا هو لسة لم يحكم..
قلت: عجيب.. ما هو القضاء الذي يكتشف فجأة أن كل من اختاره الشعب بعدّة انتخابات.. رئيسا للبلاد ورئيسا للبرلمان ونوابا وأعضاء تأسيسية
جميعهم إرهابيون ؟؟!! .. لكن دعنا من هذه السفاسف.. ودعني أسألك سؤالا أخف.. هل لو سمعت أني قتلت برابعة ستعتبرني إرهابيا ؟؟
قال: الحمد لله أنت بخير.. وأنت أبعد الناس عن الإرهاب..
قلت آه: أبعد الناس عن الإرهاب لأني حي.. لكن افترض أني قتلت مع من قتل..
قال: لا طبعا مش إرهابي..
قلت: فلما تعتبر كل من ماتوا في ‫#‏رابعة‬ وما بعدها وما قبلها إرهابيين ؟؟!
قال مُتلعثما: كل واحد نواياه عند ربنا.. لكن كان يجب عمل ذلك علشان الاستقرار..
قلت له: وهل مصر لم يكن بها استقرار في اليوم السابق على الانقلاب؟! إذا أنت س قتلي لو خرجت في مظاهرة ضد الانقلاب علشان يتحقق لك الاستقرار المزعوم؟
قال منزعجا: يا دكتور أنت بتهول الأمور.. وأنت سليم والحمد لله.
قلت له: خلافنا يا صديقي ليس سياسيا بل إنسانيا.. فإما أن تقف ضد من يقتل ابناء وطنك أو أن تقف في خندق القاتل.. ثم تريح نفسك بأنّ ما يجري خلاف سياسي ... وأن الخلاف بين القاتل والمقتول لا يُفسد للود قضية..

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -