يسود انقسام في صفوف اللاعبين المسلمين المشاركين مع منتخباتهم في مونديال البرازيل. فبينما يفضل البعض الإفطار ليكون في كامل لياقته البدنية يوم المباراة يتشبث البعض بفريضة الصيام كالفرنسي كريم بنزيمة.
فرض شهر رمضان نفسه بقوة ضمن أبرز الموضوعات التي تشغل بال الكثيرين من المشاركين في نهائيات كأس العالم في البرازيل والمتابعين لها. ومع تواجد عدد كبير من اللاعبين المسلمين ضمن المنتخبات المشاركة في المونديال البرازيلي، أصبح موقف هذه الفرق من صيام لاعبيها وموقف اللاعبين أنفسهم من الأمور التي تفرض نفسها بقوة على المونديال.
وتتزامن بداية شهر رمضان مع انطلاق مباريات دور الستة عشر للبطولة والتي يعتبرها كثيرون البداية الحقيقية للمنافسات. و لا يزال الموقف من صيام شهر رمضان غامضا بالنسبة للعديد من اللاعبين، بل إن موقف بعضهم قد يدخله في دوامة من الخلافات مع فريقه أو مدربه. ويأتي المنتخب الجزائري في الصدارة بهذا الخصوص لأنه يضم أكبر عدد من اللاعبين المسلمين من بين الفرق المشاركة في دور الستة عشر بعد خروج المنتخبين الإيراني والبوسني من الدور الأول.
المدرب الجزائري ينصح لاعبيه بالإفطار يوم المباراة والصوم أيام التدريب
ويسود الغموض موقف المنتخب الجزائري من صيام رمضان رغم التقارير التي تشير في مجملها إلى وجود انقسام في الفريق بين مؤيد لضرورة الصيام والحفاظ على الفريضة، وآخر يرى أن اللاعبين في مهمة وطنية وأن طبيعة المنافسة الصعبة في البطولة تعتبر مبررا كافيا للإفطار.
وذكرت صحيفة "الهداف" الجزائرية الرياضية على موقعها الإلكتروني، أن المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش كان متفهما للاعبيه الذين أرادوا أن يصوموا طيلة الأيام التي سيقضونها في البرازيل خلال شهر الصيام. وكشفت الصحيفة أنه قال للاعبيه "صوموا في الأيام العادية التي ستكتفون فيها بالتدريبات وأفطروا يوم نواجه ألمانيا". والمقصود بالطبع المواجهة التي ستجمع بين المنتخبين الجزائري والألماني بعد غد الاثنين 30 تموز/ يوليو 2014 في دور الستة عشر للبطولة. وأشارت الصحيفة إلا أن خليلودزيتش نصح اللاعبين بالإفطار يومها، ولم يصدر قرارا إجباريا يلزمهم بالإفطار.
بيد أن عددا كبيرا من اللاعبين، وفي مقدمتهم عبد المؤمن جابو نجم الفريق، أكد علانية أنه يرفض الإفطار ويصر على الصيام لأنه لا يرى ما يمنعه من اللعب جيدا وهو صائم. ورفض خليلودزيتش الحديث مع الإعلاميين بشأن صيام لاعبيه في شهر رمضان خلال مشاركتهم في البطولة مؤكدا أنه يرفض الحديث عن هذا الأمر تماما. وقال خليلودزيتش، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي: "نحن هنا للحديث عن كرة القدم وليس للحديث عن الإسلام وعن شهر رمضان أو الصيام".
نجم المنتخب الفرنسي كريم بنزيمة مصر على الصيام
ولم تعلن المنتخبات الأخرى التي تضم لاعبين مسلمين ضمن صفوفها، مثل فرنسا وألمانيا ونيجيريا، موقفها بشكل واضح ويبدو أنها تركت للاعبين حرية اتخاذ القرار. وبينما رفض عدد من لاعبي هذه المنتخبات الكشف عن قرارهم، أعلن البعض عن موقفهم صراحة. وسبق للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة أن أكد حرصه على الصيام حتى في أيام المباريات مثلما يفعل خلال مسيرته مع ريال مدريد الإسباني.
أما بعض اللاعبين المسلمين الذين يشكلون أقلية في منتخبات مثل فرنسا وألمانيا وسويسرا، فبعضهم يعتمد على ترخيصات يُبيح فيها الاسلام للمسافر عدم صيام رمضان، وتأجيل ذلك إلى مرحلة لاحقة، تماما مثل النساء الحوامل أو الأشخاص المرضى. ومن بين هؤلاء، لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل، الذي اختار عدم الصوم في رمضان في عام المونديال، مبررا قراره بالقول: "أنا أعمل وسأواصل عملي، لذا لن أصوم رمضان في سنة المونديال هذه لأني أعمل، ومن المستحيل بالنسبة لي أن ألتزم بالصوم هذا العام".
وتجدر الإشارة إلى أن مباراتي بعد غد الاثنين يشارك فيهما العدد الأكبر من اللاعبين المسلمين في دور الستة عشر حيث يلتقي المنتخب الجزائري نظيره الألماني في بورتو أليجري ويلتقي المنتخب الفرنسي نظيره النيجيري في العاصمة برازيليا. وتتمتع المدينتان بطقس معتدل يميل للبرودة في بورتو أليجري مما يجعل مهمة اللاعبين الصائمين أكثر سهولة مما هي عليه في مدن أخرى تتسم بالحرارة الشديدة.
أفضل من أولمبياد لندن
في البرازيل، يجد المسلمون الذين قرروا الالتزام بصيام رمضان وفق التوقيت المحلي عاملا مساعدا مع غياب الشمس قرابة الخامسة والنصف عصرا، ليحين موعد الافطار باكرا. أمر لم يكن متاحا لرياضيي أولمبياد لندن الذين كان عليهم انتظار الثامنة والنصف مساء أو حتى التاسعة ليحين موعد الافطار.
غير أن الصيام قد يكون في بعض الأحيان مصدر إلهام ومحفزا للاعبين، فالموضوع "نفسي، وهذا ما يجب على اللاعبين أن يظهروه للمدربين غير الموافقين على فكرة الصيام, أنهم جاهزون للعب 200 في المئة"، بحسب شلبي، الذي يلفت الى أن هذا الموقف قد لا يعجب البعض.
ويوضح الطبيب السابق في باريس سان جرمان، بطل فرنسا راهنا، أنه خلال إقامته في أوروبا، كان غالبا ما يطلب منه "حث اللاعبين على عدم الصيام". ويضيف: "إلا أن الغريب أن هناك رياضيين يسجلون نتائج أفضل خلال رمضان بسبب رغبتهم في الالتزام بالصوم, وهو ما قد يشكل عاملا مساعدا على الصعيد النفسي".
في البرازيل، يجد المسلمون الذين قرروا الالتزام بصيام رمضان وفق التوقيت المحلي عاملا مساعدا مع غياب الشمس قرابة الخامسة والنصف عصرا، ليحين موعد الافطار باكرا. أمر لم يكن متاحا لرياضيي أولمبياد لندن الذين كان عليهم انتظار الثامنة والنصف مساء أو حتى التاسعة ليحين موعد الافطار.
غير أن الصيام قد يكون في بعض الأحيان مصدر إلهام ومحفزا للاعبين، فالموضوع "نفسي، وهذا ما يجب على اللاعبين أن يظهروه للمدربين غير الموافقين على فكرة الصيام, أنهم جاهزون للعب 200 في المئة"، بحسب شلبي، الذي يلفت الى أن هذا الموقف قد لا يعجب البعض.
ويوضح الطبيب السابق في باريس سان جرمان، بطل فرنسا راهنا، أنه خلال إقامته في أوروبا، كان غالبا ما يطلب منه "حث اللاعبين على عدم الصيام". ويضيف: "إلا أن الغريب أن هناك رياضيين يسجلون نتائج أفضل خلال رمضان بسبب رغبتهم في الالتزام بالصوم, وهو ما قد يشكل عاملا مساعدا على الصعيد النفسي".
(أ.ف.ب - د ب أ)
0 التعليقات:
Post a Comment