المجتمع البائس مشغول بأسئلة بائسة مثله، إنهم لا يفهمون في السياسة، ولا الأمن القومي، ولا المهلبية بالمكسرات،

جهلة، لا يرون ما يرى الرئيس، ولا يركبون العجلة، لو ركبوا وبدلوا لفهموا، كرامة مصر، مكانة مصر، موقفنا أمام من كانوا يأكلون في تكايانا، كل هذه أسئلة فارغة، الأسئلة الأهم، الأكثر منطقية، ووجودية، وتناسبًا مع طبيعة الظرف السياسي الحساس، والمرحلة الراهنة، والأمن القومي، ومحاربة الإرهاب، الأسئلة الأكثر واقعية، البعيدة عن رومانسية الثوار الفارغة الذين لا يتمتعون بالوعي السياسي الذي يتمتع به توفيق عكاشة وأماني الخياط وإبراهيم عيسى، الأسئلة بجد يعني هي الآتي:

كان فيه علبة شوكولاتة صنف فاخر جنب العاهل السعودي، والبتاع الأبيض بتاع السبوع ده، يا ترى سيادة المشير "أخد" ولا لأ؟

ده سؤال مهم جدًا، لأن الأصناف المفتخرة هذه لا تأتينا إلا في طائرات الناس الأكابر، ولا ينبغي لنا أن نضيِّع الفرصة، ونستهلك جهدنا في كلام فارغ حول الكرامة، واللياقة، والبروتوكولات.


سؤال آخر: جلالة الملك السعودي دخل بإيده فاضية ولا جاب معاه من المغرب هدايا عليها القيمة، الطمي المغربي ليس له نظير، وأسعاره في مصر غالية، والعدل إنه يقسم على الشعب كله، فالرئيس منا ونحن منه، وكلنا سيركب العجلة، ويحتاج إلى الحمام المغربي.


الأسئلة الاستراتيجية كثيرة، والكلام عن ذوق الرئيس وأدب الرئيس وأخلاق الرئيس، ومرض العاهل السعودي، ورجله التي لا تشيله إلا في مطار المغرب حيث نزل ومشى والتقط الصور، ولم يبق سوى أن يتزوج في المغرب وينجب توأم بنات كي يقتنع "مطبلاتية" السيسي، أن الدهن ما زال في العتاقي، لكن الكرامة هي التي لم تزل في مصرـ النخوة بعيد عن السامعين من أهل الديمقراطية الكاكي.



***

التدني من صفات الأبرار والمقربين في دولة مبارك، نافق أكثر تصل أسرع، إياك والكفاءة، إياك والاجتهاد، إياك أن تبدو نجمًا، أو مهمًا، حذار أن تحقق أي شعبية فتكون من المغضوب عليهم والضالين.. قل دائمًا آمين تصبح من المقربين.


كل من أوصلهم مبارك إلى صدارة دولته مروا بكشف الهيئة، آفاق.. عدي.. كفء.. إلى جحيم الدولة ونارها المستعرة.


لا يعرف رجل مبارك إذن سوى ما تعود عليه، النفاق سيد الأخلاق، والسيد الذي يمنح يستحق تقبيل الرأس، وما دونها، والصعود إلى الطائرة لزوم واجب الضيافة.


إن رأسًا تعود الانحاء ينكسر إذا فكر صاحبه في أن يرفعه..


انحن فهذا أفضل كثيرًا.. انحن فهذا "سلو" بلدنا.. نكس رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستئساد..


وعشان ما نعلى ونعلى ونعلى لازم نطاطي نطاطي نطاطي.. ونطلع الطيارة.


***

مبارك كان أكرم على العرب لأنهم ليسوا أولياء نعمته، كان يتذلل للأمريكان، ينحني ليأت بشيء ما وقع من كلينتون، ولا يأبه بكاميرات الدنيا وهي تصوره، يستأذن قبل أي قرار، ينفذ دون مناقشة، وإذا ذهب للقاء سيده مكث على بابه 4 أيام ليقابله في الخامس ولمدة محددة، أما مع العرب فقد كان له وجه يرفعه، فكلنا في الذل ساسة، وكلنا في قلة الكرامة شرق.


الآن الذل برنامج سياسي، وتوجه اجتماعي، ومنهج حياة، وإرادة حاكمة، وتوجه قومي، والعرب أولى من الغريب، ومن "انفتح" دوليًا، ينفتح إقليميًا، الانفتاح حلو..


فلتذهب مكانة مصر إلى الجحيم، محجوب عبد الدايم صرخ في وجه إحسان وأبلغها أن أحدًا لن ينال منها لمجرد أنها كانت تضاجع رئيسه تحت سمعه وبصره ورضاه وجاءت زوجة رئيسه وكشفت الأمر وهددت بالفضيحة!!


ما تحمليش هم يا إحسان، بكرة قاسم بيه يسكتها بالمجوهرات، يكتب لها كام فدان، ومفيش أي جريدة هتتجرأ وتكتب الخبر، مش ممكن هيجرالنا حاجة أبدا، إحنا عايشين في مجتمع وسخ واللي يكسب هو الأوسخ..


بعدها بثانية واحدة، وعلى غير ما جاء في رواية نجيب محفوظ، حيث كتبها في الأربعينيات بينما جاء الفيلم يحمل رؤية الستينيات، قتلوا المناضل علي طه، وعاشت إحسان، ومحجوب عبد الدايم.. وتحيا مصر.



***

في المصري اليوم كاد أحدهم يطالب بقتل أطفال الشوارع، وتحويلهم إلى لحوم برازيلي بنصف الثمن، جاء الخطاب "مواربًا" كي يبرر جرائم أكثر وحشية لكن الشباب التقطوه وداروا به على مقاهي الشغب.. رُفع المقال وصاحبه، قبل أن "يُرفع" المقصود بالتطبيل والتبرير.



إذا كان أطفال الشوارع يجب أن يقتلوا لحماية مصر؟ فماذا عن "رؤساء" الشوارع؟..

هنا تتراجع البرازيل لصالح منتخب تايلاند..

شجع بلدك..



مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -