الحفاظ على ثبات نسبة السكر (الجلوكوز) فى الحدود الطبيعية المتعرف عليها طبيا وهى التى تتراوح بين 80 ــ 110 جم/ دبسى لتر هو حمر الزاوية فى علاج مرض السكر فى الدم وقد يتزامن مع تراكم الحامض الكتيونى ايضا فتبدو الأمور اكثر تعقيدا إذا لم يتم التدخل سريعا لمنع دخول المريض فى غيوبة قد تؤدى بحياته او اصابته بالجلطة الدماغية وما يتبعها من شلل. اما انخفاض معدلات السكر عن معدلها الطبيعى فإنها ايضا لا تقل خطورة عن زيادتها وفيها تعترى الانسان احساس بالدوخةوالبرودة والارتجاف ويجب ان يتناول فيها المريض وبسرعة مادة سكرية سهلة تصل للدم بسرعة ولا تستنفد طاقته.
• وفى دراسة حديثة على الموقع الالكترونى للمجلة الطبية الامريكية المعنية بمرض السكر شارك فيها بثلاثة عشر بلدا اسلاميا، منها الجزائر ومصر وبنجلاديش والهند واندونيسيا والمغرب وباكستان والسعودية وتونس وتركيا كان محورها علاقة الصوم بمرضى السكر أشارت الدراسة الى نتائج مهمة.
بينت الدراسة ان نسبة عالية من مرضى السكر يصرون على اداء فريضة الصوم رغم ان هذا يعرضهم لأخطار حقيقية هم فى غنى عنها.
إذ ان التغيير فى نمط الحياة عند مريض السكر طوال شهر رمضان يصاحبه ضعف فى النشاط الجسدى وتغيير فى ساعات النوم وتفاوت مخل فى نسية السوائل فى الجسم نتيجة الصوم الذى قد يصل الى 12 ــ 14 ساعة يوميا.
• وقد اوصيت الدراسة فى نهاية الأمر بضرورة تثقيف مريض السكر بصورة تتيح له فهم حقيقية العلاقة بين السكر فى الدم والسكر فى الخلايا، كما أوصت بألا يصوم على وجه الاطلاق مريض السكر الذى يتناول اكثر من ثلاث جرعات من الانسولين يوميا ايضا مريض السكر الذى يوصف بالسكر غير المستقر والذى تتأرجح مؤشراته دائما بين صعود وهبوط او الذى يعتمد على مضخة الانسولين.
كما نصحت الدراسة بضرورة تناول الطعام متى احس مريض السكر الصائم بأعراض هبوط مستوى السكر فى الدم.
شهدت الدراسة ايضا التوصية بألا يقدم على الصيام كل من يعانى من مضاعفات مرض السكر مثل قصور عمل الكلى او تأثر شبكية العين او اصابة خلايا الجهاز العصبى وبالطبع ينسحب المنع ايضا على من تأثرت شرايينهم فأصيبوا بقصور فى عمل شرايين القلب او المخ. اذ ان الصيام يزيد من حدة مشاكلهم.
• ولم تسمح الدراسة بالصيام الا لمرضى السكر الذين لا يتناولون ادوية او انسولين ويعتمدون على تنظيم وجباتهم ومراعاة شروطها التى تتيح لهم صوما بلا متاعب شرط ان يراعوا ثبات نسبة السكر فى الدم بالقياس المستمر لها وتنظيم الوجبات والجهد البدنى فى نظام يراقبه الطبيب الباطنى واخصائى التغذية.
فكيف يصوم مريض السكر اذا ما اصر على الصيام ولم يكن هناك ما يهدد حياته بصورة مباشرة؟
يلعب الطبيب الدور الأهم فى ارشاد مريض الى كيفية الحفاظ على توازن نسبة السكر فى الدم فيناقش معه:
ــ كيفية توزيع جرعات الدواء وعلاقتها بالوجبات نحن الافضل ان يتناول مريض السكر ثلاث وجبات بين الإفطار والسحور وان يتناول سحوره قبل الفجر مباشرة وان يعيد النظر فى جرعات الدواء قصيرة المفعول او الطويلة.
ــ ان يتفادى الجهد البدنى فى فترات الصيام ويهتم ببعض التمارين الخفيفة بعد الافطار بساعتين على الاقل.
ــ ان يضيف بعضا من المكملات الغذائية لطعامه لتفادى حدوث الانيميا مثل فيتامين من المركب وحامض الفوليك.
ــ ان يراعى شرب كميات كافية من الماء قدر استطاعته. ــ ان يحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات والخضروات والفاكهة الطازجة والعيش البلدى لأنها تتيح ارتفاعا بطيئا لمستوى السكر فى الدم بعد تناول الطعام وتدعم حساسية الانسولين وهو ما يفعله مشروب القرفة ايضا.
الشروق
0 التعليقات:
Post a Comment