قبل الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير بأقل من يومين وضع صورة حسابه على موقع التواص الإجتماعي "الفيس بوك" صورة بيضاء تتوسطها كلمات "مستني دوري" تعلوها شارة الحداد السوداء، مزينا صورة غلافه بوجوه شهداء ثورة 25 يناير، قبل رمضان بأيام تساءل."مين حاطط في مستهدفه في رمضان ده إنه يستشهد...؟؟؟"


يأتي اليوم الثالت من رمضان عشية الذكرى الأولى لانقلاب الثالث من يوليو، يمني نفسه في شهادة في سبيل الله بعد حياة في سبيله مدونا عبر حسابه على الفيس بوك:"
وإن حياة في سبيل الله أصعب من شهادة في سبيله!
جدد نيتك إنت نازل مش عشان تموت
إنت نازل عشان تنصر الحق
فإن كانت شهادة فهو خير
وإن كانت إنتصار فهو خيرا كثيرا
اعلم دورك جيدا في هذه الدنيا الفانية
اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك بعد حياة في سبيلك"

لم تكن هذه هي التدوينة الأخيرة له قبل أن يشارك في مظاهرة رافضة للانقلاب بمنطقة العمرانية بالجيزة، حيث دعى الله بأن يصطفيه بشهادة أو إعتقال أو إصابة، مدونا قبل نزوله بساعات :" وتبقى الأسطورة الجنة والإعتقالات مش بيلموا
اللهم شهادة
اللهم اعتقال
اللهم إصابة

إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"
يختتم محادثته فجرا مع أحد أصدقائه بعبارة: "هي لله J"
كانت هذه كلمات وأفعال وتساؤلات الشهيد محمد بهاء وحيد والديه، "بيهو"-كما يلقبه أصدقاؤه- الطالب بجامعة ال MSAكان يتنظراليوم نتيجة البكالريوس ليشق طريق حياته في الحياة الدنيا كمهندس، ولكن يبدو أن القدر كان يخبئ له ولأهله مصيرا مختلفا وحياة أخرى ليست كتلك التي نعيشها في الدنيا.


ففي ظهر الذكرى الأولى للانقلاب العسكري في مصر بمظاهرة العمرانية؛ كان دوره قد حان ليضاف وجوه الشهداء التي تزين صورة غلافه، وتحقيق مستهدفه في رمضان وأن إفطاره اليوم ليس وسط أهله، وأن غاية حياته قد تحققت، وأن الأسطورة التي كان يتحدث عنها أضحت حقيقة في الوصول إلى الرغبة الأولى في آخر تدويناته؛ عندما انطلقت رصاصة الخرطوش المنطقة من أسحلة قوات الأمن، لتخترق جسده الصائم من منطقة البطن؛ فترتقي روحه إلى الجنة.


ينعيه صديقه عمر عاصم قائلًا: " البشمهندس "بيهو" لسة مخلص مناقشة مشروع التخرج الشهر اللي فات من جامعة ال MSA ولسة مستني النتيجة عشان يفرح أهله

بيهو أستشهد النهاردة وخلاص كدة أتخرج من الدنيا بإمتياز إن شاء الله

اللهم ألحقنا بالشهداء في الفردوس الأعلى يارب"
هكذا عاش محمد بهاء "بيهو"، وهكذا قتل برصاص دولة تظن الرصاص أغلى من أرواح مواطنيها، رصاص أطلقه جندي كان "بيهو" يتحدث عنه في هتافاته "الحكاية مش في عسكري غلبان".


الجزيرة توك - أحمد عمارة

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -