غدًا تمر الذكرى الأولى لمجزرة الحرس الجمهوري التي راح ضحيتها 76 ضحية من بينهم 5 أطفال و 8 نساء، كما أصيب أكثر من 435 آخرين، في مجزرة ارتكبها الجيش المصرى ، بحق معتصمين اعترضوا على الانقلاب على الشرعية من قبل قيادات الجيش المصري وقوى سياسية في 3 يوليو العام الماضي.
وسقط بتلك المجزرة عقب إنتهاء المصلون المعتصمون من صلاة الفجر، وكان أشهر المصلين أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان حينها والمعتقل حاليا من قبل السلطات ، بينما أشهر الضحايا هو المصور أحمد عاصم مصور جريدة الحرية والعدالة حيث كان عدسته شهادة موثقة على الضابط الذي رمى المعتصمين بالرصاصات .
البداية ..الزحف نحو "الحرس الجمهوري"
زحف الآلاف من أنصار الشرعية نحو مبنى دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن الرئيس الذي كان وقتها محتجزًا داخل النادي، وعودته للحكم وظلت تلك التظاهرات سلمية طيلة 4 أيام لم يحدث فيها أي شكل من أشكال العنف.
فجر اليوم الخامس وبالتحديد يوم 8 يوليو فوجئ المتظاهرين بهجوم من قبل قوات الأمن وبمشاركة قوات الحرس الجمهوري، حسبما أظهرت مقاطع مصورةـ وشهود العيان.
وكانت بداية الرصاصات مع وصول معلومات آنذاك لمؤيدي الشرعية داخل اعتصام رابعة بأن مرسى محتجز داخل دار الحرس الجمهوري من قبل قوات الجيش، الأمر الذي دفع المنصة وبالتحديد يوم 3 يوليو فى مطالبة أعداد كبيرة من المعتصمين فى الزحف نحو دار الحرس الجمهوري.
سيطرالقلق داخل القوات المسلحة حينها من ضغط الجماهير الغفيرة التي تواصل اعتصامها أمام دار الحرس دفع الأمن للتعامل مع المتظاهرين بحكمه منذ اللحظات الأولى، كما تركهم في نصب منصة الحرس الجمهوري واستمرار الفعاليات المطالبة بتحرير مرسى وكانت تلك الفعاليات يقودها صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، أبرز قيادات الاعتصام.
رغب الجيش فى نقل مرسى لمكان آمن من ذلك، فقرر التخلص من جموع المتظاهرين ليبدأ يوم 6 يوليو فى مخاطبتهم، بنقل الاعتصام لحيوية المنطقة وخطورتها، وكانت وسائل الضغط توسيط قيادات أمنية للحديث مع البلتاجى وحجازى بصرف المتظاهرين، كما تم إلقاء منشورات على المتظاهرين لإخبارهم أن "الجيش والشعب أيد واحدة" وأن عليهم الاستماع للأوامر .
لكن مؤيدي الشرعية لم يتراجعوا عن موقفهم، وإزاء هذا الإصرار، تحرك الجيش لاستخدام آخر الورقات وهى فض الاعتصام باستخدام قوات الأمن المركزي، واختيرت ساعة الفض مع حلول فجر يوم الثامن من يوليو لتستمر عدة ساعات وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحى ليسقط بسببها قرابة 76 ضحية وحوالى 435 مصابًا .
قالت التحقيقات التى أجرها الجيش بعدها أن هناك هجومًا دبر من قبل المعتصمين، الأمر الذى رفضوه بشدة، وكان لتلك الأحداث واقعها الأليم على أنصار "الشرعية" الذين ظلوا ينددون ببشاعة الجريمة، لتظهر "شارة رابعة" كرمز لاستمرار اعتصامهم، حينما قام مدني برفعها عقب رصاصة حية في ساقه اليمنى فى أحداث الحرس الجمهورى، وفى هذا اليوم اضطر للجلوس على كرسى متحرك بسبب إصابته فى ساقه، وعند تصويره كأحد المصابين فى المجزرة أشار بعلامة رابعة العدوية .
اعترف السيسي في لقاء سربته شبكة "رصد" أن مرسي كان متواجدًا داخل سلاح الحرس الجمهوري أثناء الواقعة.
وأضاف في التسجيل المسرب من حواره مع ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم" حينها، "كان هناك عناصر مسلحة أمام الحرس الجمهوري منين "انا مليش دعوة".
وتابع السيسي: يوم 26 كنت سعيدًا جدا جدا لحد ما نكدوا علينا بالإجراء اللي عملوه في حادثة المنصة فضيعوا بهجة اليوم خالص".
وحول قرار فض اعتصام الحرس الجمهوري، قال وزير الدفاع : "القوات كانت موجودة شرطة وجيش وفي مشكلة كبيرة جدا لما بيكون في حالة تلاحم بين المتظاهرين ممكن الناس تقتل بعضها من غير ما تفهم".
وأكمل قائلا: "في الجيش عشان تضرب لازم خطوط وفواصل بين الناس وده اللي بنتدرب عليه".
واستطرد: "مش معقول أبدا تيجي تتظاهر قدام المكان اللي كان فيه الرئيس محتجز بداخله وتم نقله لمكان آخر في نفس اليوم ده، وقعت خسائر في الأوراح غير مبررة أمام الحرس الجمهوري".

0 التعليقات:
Post a Comment