تبنت "بوابة الأهرام" وصف شهداء غزة بأنهم "إرهابيون" في عنوان لأحد أخبارها، ثم بررت جريمتها بأن "وصف الإرهابيين تم وضعه بين أقواس وفقًا للقواعد المهنية في الاقتباس ولأنه ليس مقبولاً أن نصدق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيصف ضحايا غزة بالشهداء" وادعت أن "القصد من نشر تصريح مصدر عسكرى إسرائيلي هو رصد التناقض في أعداد الشهداء والمصابين الفلسطينيين واستمرار (إسرائيل) في انتهاج سياسة الكذب حتى في الموت وعدد الجثث".
الواقعة برمتها تعد مخالفة لقرار نقابة الصحفيين المصرية بعدم التطبيع مع الوسائل الإعلامية التابعة لإسرائيل، وعدم تمرير المصطلحات التي تخدم دولا معادية.
والمهنية التي تتحدث عنها البوابة تؤكد أن مضمون العنوان ملك للصحيفة، كما أن المهنية توجب أن يكون العنوان معبرا عن موضوع الخبر، ولو كان القصد من نشر الخبر ـ كما ادعى التوضيح ـ هو "رصد التناقض في أعداد الشهداء والمصابين" لكان لزاما على البوابة أن توضح ذلك في العنوان، لكنها لم تفعل إلا مضطرة تحت وقع سهام الانتقاد للعنوان المسف، واقتصر تصحيحها على إضافة كلمة "أكاذيب" إلى العنوان، وهو ما خفف من درجة الجرم.
والسؤال: هل يمكن، التزاما بالمهنية نفسها، أن تنشر "الأهرام" في عناوينها تصريحات تصف رابعة العدوية بـ"المجزرة" أو تصف أحداث 3 من يوليو 2013 بأنها "انقلاب" أو تصف "السيسي" بالهاشتاج الشهير، أم أن مهنية "بوابة الأهرام" تقف عند حدود الالتزام بما يقوله جيش الاحتلال؟
الجزيرة
0 التعليقات:
Post a Comment