قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن مشهد ضرب محلل مصري الطاولة بحذائه ونعت الاسرائيليين بأنهم «أبطال» لأننا نضرب حماس لابد أن يفرح جدا لأول وهلة، فها هو ذا العالم العربي يعترف بـ «عدالتنا» آخر الامر. لكن لا يجوز لنا أن نغرد فرحاً ففي تاريخ الشرق الاوسط ما لا يحصى من الصراعات من حرب ايران والعراق في ثمانينيات القرن الماضي الى صراع الاسد الحالي مع داعش ـ وهي صراعات يتمنى فيها كبار قادة استخباراتنا «نجاح الطرفين».

وأشارت الصحيفة إلى إن مصر في هذه المرة هي التي تنظر سعيدة واسرائيل وحماس تضرب احداهما الاخرى، وتتكلفان الاضرار الاقتصادية والعسكرية، وتخسران حياة ناس ـ فمصر هي التي تربح من هذا الصراع الذي لا حل له.
وتساءلت "هآرتس: من يربح ايضا من هذه الحرب وتخدم مصالح من؟. وأجابت الصحيفة: يجب أن نعود الى سنة 2005 وهي السنة التي انفصلت فيها اسرائيل عن غزة. كيف حدث أننا ما زلنا غارقين في الرمل الغزي بعد «الانفصال» بتسع سنوات وبعد «غزة وأريحا أولا» بعشرين سنة؟.

وقالت الصحيفة لقد ذكرنا وزير الخارجية المصري هذا الصباح بقوله: «مصر وحدها هي التي تحدد كيف سيفتح معبر رفح». فهل يمكن أن تكون المصلحة المصرية المتعلقة بهذا المعبر في مركز النيران التي نتلقاها من غزة منذ كان الانفصال؟.
وأوضحت "هآرتس": حان الوقت لتدرك اسرائيل أنه في العقدة التي تسمى الشرق الاوسط لا توجد حلول سهلة، وأن المسارات التاريخية قد تستغرق مئات السنين الاخرى قبل احراز استقرار. ويمكن أن تُعرف المصلحة الاسرائيلية في غزة تعريفا بسيطا جدا فهي: 1- الهدوء الأمني و2- تجريد غزة من الصواريخ (التي هُربت اليها عن طريق مصر في العقد الاخير) و3- فصل مسؤوليتنا المدنية/ الاقتصادية عن غزة. وتستطيع اسرائيل أن تنال هذه الاهداف بسلوك مُركز يُبين للمصريين أنهم يتحملون وحدهم فقط المسؤولية السيادية عن منع التهريب من سيناء. ولا يجوز أن ندع مصر تتهرب من هذه المسؤولية وأن تلقيها على اسرائيل أو على «قوات أبو مازن في معبر رفح».

وتساءلت الصحيفة مرة أخري: من سيحكم غزة؟ الحقيقة أن ذلك ليس من شأننا، فتجربة الماضي في لبنان والتجربة العراقية في العراق ايضا تبرهنان على أنه ليست لجهة خارجية سلطة اخلاقية أو قدرة سياسية على فرض سلطة على سكان يبلغون ملايين. وحينما نرسل أبناءنا ليقتلوا ويُقتلوا في غزة ـ فانه يوجد تسويغ واحد فقط يمكن أن نعمل به هو المصلحة الاسرائيلية وحقنا في العيش في سكينة.

وإن العلاقات بين غزة ومصر أو دور أبو مازن في غزة لا يمكن أن يكونا السبب الذي يجعل أما عبرية ترسل أبناءها الى ميدان القتال. وليست علاقات اسرائيل الاقتصادية بمصر أو أرباح شركات الطاقة الاسرائيلية من التصدير الى غزة ومصر، ليست ذريعة الى استمرار الغرق في رمال غزة.

وأنهت حماس المقال بالقول "ينبغي أن ننهي ونخرج وألا نعمل لأجل آخَر".


المصدر: الجزيرة مباشر مصر

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -