محمد الضيف

(العدو الأول لإسرائيل.. مهندس شبكة الأنفاق بغزة).. شهادة سجلها عدد ليس بقليل من الخبراء العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين عن القائد الحمساوي محمد دياب إبراهيم المصري (49 عامًا)، الملقب بـ(محمد الضيف) نظرًا لعدم مكوثه في مكان واحد لفترة طويلة.

وفي تقرير نشرته بداية أغسطس الجاري، وصفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية (الضيف) بأنه الرجل الذي عذب (الدولة اليهودية) لثلاثة عقود متواصلة، فضلا عن كونه العقل المدبر لاستراتيجيات الحركات المسلحة الفلسطينية التي تستخدم التفجيرات الاستشهادية وعمليات خطف الجنود الإسرائيليين، كما أنه المخطط لبناء شبكة الأنفاق التي يتسلل من خلالها رجال المقاومة إلى داخل إسرائيل.

العمليات الخاصة

بدأ محمد الضيف نشاطه العسكري منذ الانتفاضة الأولى، وانضم لصفوف (حماس) في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل وقضى في سجنها سنة ونصفًا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

(هو النموذج الذي يحتذى، فهو من يحمي الفلسطينيين، وهو البطل الأسطوري للأطفال، بل لكل من يعيش في غزة).. الكلمات السابقة لأحد رجال العمليات الخاصة الفلسطينيين لـ(واشنطن بوست).

رجل بسبعة أرواح

تتهم إسرائيل (الضيف) بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلح لكتائب القسام، فقد أشرف على عدة عمليات، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش – أحد أهم رموز حماس (1996)، وخطط لسلسلة عمليات فدائية انتقامًا للرجل أوقعت أكثر من 50 إسرائيليًّا قتيلا.

اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس.

ظل الضيف قريبًا من الموت في خمس محاولات اغتيال تعرض لها، ما دفع إسرائيل لتسميته (القط ذو السبعة أرواح)، أشهرها كانت أواخر سبتمبر 2002، بل واعترفت تل أبيب بأنه نجا بأعجوبة عندما قصفت مروحياتها سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة، لتتراجع عن تأكيدات سابقة بأن الضيف قُتل في الهجوم المذكور.

أيقن القيادي الحمساوي، منذ سنوات، أنه مستهدف في كل مكان وزمان، فهو العدو الأول لإسرائيل، لذلك تعامل بحيطة ويقظة، ولم يستعمل أجهزة الهاتف المحمولة، كما تجنب استخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة، خطواته مدروسة للغاية، حذر في تعاملاته مع دائرته المقربة منه ولذلك عدد من بداخل هذه الدائرة قليل، يستخدم عدة جوازات سفر ويظهر بعدة شخصيات، ويعيش مختفيًا وسط الناس، بحسب ما نقلت (واشنطن بوست) عن أحد قادة الحركة.

(عمليات إنزال)

في بيان أذيع في 29 يوليو الماضي، أكد (الضيف) أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع إسرائيل إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه، معتبرًا أن موازين المعركة باتت مختلفة، وأن استمرار عمليات الإنزال التي تقوم بها كتائب القسام خلف خطوط العدو تؤكد أن الاحتلال يرسل جنوده إلى محرقة محققة.

(الضيف) في تسجيل صوتي «جنودنا يتسابقون إلى الشهادة كما تفرون أنتم من القتل والموت، وقد آثرنا مهاجمة جنود العدو خلافًا للعدو الذي يستهدف المدنيين كلما استعر القتل بجنوده، ولن ينعم هذا العدو بالأمن ما لم يأمن شعبنا، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار إلا بوقف العدوان ورفع الحصار كاملا.

وأمام ذلك حاولت إسرائيل إلى محاولة اغتياله مجددًا بقصف منزله وسط قطاع غزة في الحرب التي لا تزال رحاها تدور حتى الآن، لكنها لم تتمكن منه وأدت الغارة الجوية على منزله إلى استشهاد زوجته السيدة (وداد عصفورة) وابنة الرضيع (7 شهور).


الشروق

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -